دعا شباب حركة 20 فبراير بتونفيت، إقليم ميدلت، كافة المواطنين والمواطنين، ومختلف فعاليات المجتمع المدني والضمائر الحية إلى المشاركة المكثفة في المسيرة الاحتجاجية المقرر تنظيمها، يومه السبت تاسع أبريل 2011، انطلاقا من محطة «تسويقت» بتونفيت، في الساعة الثانية والنصف بعد الزوال، ويأتي الإعلان عن هذه المسيرة الشعبية السلمية من أجل احتجاج الساكنة على ما تتخبط فيه المنطقة من مشاكل اقتصادية واجتماعية وسياسية وثقافية. ومن بين مطالب الداعين للمسيرة الاحتجاجية، محاربة الفساد بكل أنواعه، الحد من مظاهر وجرائم النهب والاستنزاف التي تتعرض لها الثروة الغابوية، ثم فك العزلة ورفع التهميش ومحاربةالفقر والهشاشة، إلى جانب المطالبة بالإدماج الفوري والشامل لكافة المعطلات والمعطلين بالمنطقة، وتسهيل مسطرة البناء، بالإضافة إلى تطوير الخدمات بالمؤسسات التعليمية، وتحسين جودة الدقيق المدعم (فارينا)، وفق ما جاء في مضمون «النداء» الذي حصلت «الاتحاد الاشتراكي» على نسخة منه. ولم يفت منظمي المسيرة الاحتجاجية التعبير عن إدانتهم القوية للقمع الهمجي الذي طال الحركات الاحتجاجية بالمنطقة (إيتزر، بومية....)، ولتفشي المحسوبية والزبونية في الخدمات الإدارية والعمومية، وارتفاع أسعار المواد الأساسية وغلاء المعيشة وفواتير الماء والكهرباء. وسبق لتونفيت أن شهدت وقفة احتجاجية حاشدة، في اليوم الثاني من أبريل الجاري، عبر المشاركون فيها عما تعيشه المنطقة من احتقان اقتصادي واجتماعي، ومن تكريس مستمر لثقافة التهميش والإقصاء والإهانة، وارتفاع في نسب الفقر المدقع والحرمان من الخدمات الأساسية، وانهيار عميق في درجة القدرة الشرائية، كما طالب المحتجون بمحاربة الفساد والزبونية والتوظيفات المشبوهة بالجماعات والعمالة، وفضح المشاريع الوهمية، ورؤوس مافيا شجر الأرز بالمنطقة، كما شددوا على مطالبة الجهات المسؤولة بمحاسبة رؤساء الجماعات وحاشيتهم في ما يتعلق بالنهب المنظم للمال العام، ولم تفتهم المطالبة أيضا بمعالجة وإصلاح الأزقة والإنارة العمومية وتوفير البنيات الأساسية. وفي خضم الحراك الاحتجاجي الذي تعرفه تونفيت، وفضحه المستمر لمظاهر الفساد والنهب، تابع الرأي العام المحلي باهتمام واسع قضية اعتداء لاأخلاقي قام به أحد المسؤولين المحليين في حق أحد نشطاء حركة 20 فبراير ورئيس فرع الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بتونفيت، ذلك خلال لقاء تواصلي نظمته مؤسسة محمد الخامس للتضامن، والذي لم يمر دون حدوث مشادات كلامية بين بعض ممثلي الجمعيات المحلية ومسؤول المؤسسة بسبب استدعاء بعض الجمعيات وإقصاء أخرى، حسب المعلومات التي حصلت «الاتحاد الاشتراكي» عليها. وكم اشتد الخلاف في هذا اللقاء حول تفويت مركز للتكوين المهني (حديث البناء) لجمعية معينة دون غيرها من الجمعيات، ولحظتها طلب عضو في إحدى الجمعيات المحلية من عضو في حركة 20 فبراير تصوير مداخلته، إلا أن الأخير فوجئ بتدخل هستيري غير متوقع من طرف رئيس جماعة قروية بالمنطقة حضر اللقاء، هذا الذي أخذ في شتم وسب وتهديد عضو الحركة، ذلك بطريقة جنونية أثارت استياء وسخط الحاضرين، ولم يكتف الرئيس المعني بالأمر بذلك وهو يحرض بعض مريديه لترهيب أعضاء من حركة 20 فبراير، وقالت مصادر متطابقة إن ذات الرئيس سبق أن عمد إلى إزالة بيانات وملصقات الحركة من بعض الأماكن العامة لجماعته بطريقة مخزنية عتيقة، والسبب أن الوقفات الاحتجاجية التي شهدتها المنطقة فضحت كل أشكال الفساد والنهب واختلاس المال العام والتوظيفات المشبوهة والمشاريع الوهمية ببعض الجماعات المحلية المحيطة بتونفيت، ولعل في ذلك ما أثار جنون صاحبنا الرئيس.