بدت متعبة كأنها تحمل جبالا من الهموم، وتفاجأت لحضورنا المباغت، لأنها لم تكن تنتظر قدوم عيون وأقلام صحفية من أجل زيارتها داخل مسكنها المزري. شبح امرأة ذات عينين تلمعان ببريق فرح وأمل رغم الذبول المتجلي على مُحيّاها، والألم الذي تعيشه. ففي حدود الساعة الحادية عشرة والنصف من صباح يوم الخميس 31 مارس 2011 أوفدت جريدة «الاتحاد الاشتراكي» طاقما من صحفييها للاطلاع على وضعية الفنانة عائشة مهماه داخل مسكنها، الذي أقل ما يمكن أن يقال أنه نفق مظلم، تعالى نبات الرطوبة على أرضه جرّاء مياه الصرف الصحي، وسقف يكاد ينهار على رأسها، مما يضطرها لجمع أثاثها ومفترشاتها في ركن، للحيلولة دون إصابته بأضرار. ورغم هذه المأساة العارمة، تقول عائشة مهماه، فإنها تظل ممتنة لصاحب المسكن لكونه أبدى تفهما وصبرا رغم عدم توصله بواجبات الكراء منذ مدة طويلة، تعاطفا مع حالتها، حالة الفنانة! وفي سياق حديثها الممزوج برنّة حزن عميقة، صرحت الفنانة عائشة مهماه أنها تعيش إحباطا شديدا بسبب وضعها الحالي. ولم يعد بوسعها الذهاب لأي نشاط فني أو مسرحي، ملازمة في أغلب الأحيان، فراشها، نظرا لما تعانيه من أمراض مختلفة. ورغم حالتها، فالفنانة عائشة مهماه، رفضت أن تطرق أبواب الصدقة والاستجداء، مصممة أن تموت واقفة خيرا من أن تعيش طالبة العون، أو أن تمشي في ركاب المستجديات. من يعتقد أن فنانة من طينة عائشة مهماه، والتي أسعدتنا سنين طويلة وحلقت فوق سماء الإبداع، حاملة مشعل الفن في أرقى معانيه، تعاني - اليوم - في صمت مريب دون أن تجد الصدر الرحب والأذن الصاغية لمعاناتها. فرحمةً بفنانينا يا أهل الشأن الفني! وننتظر منكم الإلتفاتة يا أصحاب المسؤولية!