اكتسب مولاي بوسلهام شهرته العالمية من كونه يحتضن اهم منطقة رطبة بالمغرب : محمية المرجة الزرقاء و التي لم يتبقى لها من الحماية غير الاسم . المرجة الزرقاء مصنفة ضمن اتفاقية رامسار الدولية الخاصة بالمناطق الرطبة و اهميتها الدولية تكمن في احتضانها لاعداد مهمة من الطيور المائية المهاجرة و التي تستقطب السياح و الباحثين و الطلبة من داخل البلاد و من الخارج , و كل من يزور هذه المنطقة يسقط في حبها وعشقها . و سكانها اناس طيبون و بسطاء يستفيدون من خيرات المحمية و محيطها عبر الصيد البحري التقليدي و فلاحة الفراولة( التوت) و الخضروات و كراء المنازل .و بالنظر الى المؤهلات الهائلة السياحية و الفلاحية و خاصة البيئية للمنطقة , يمكن للسكان ان يكون في احسن احوالهم المعيشية لو ان المسؤولين عن الشان المحلي و الاقليمي خططوا لتنمية المنطقة بشكل عقلاني ومستمر يراعي المؤهلات البيئية على وجه الخصوص , لكنهم انساقوا وراء الاغتناء من خيراتها ووضعوا برامج تهم مصالحهم الشخصية المباشرة و تركوا الساكنة تعيش في صراعات فيما بينها و بين لقمة العيش . لمولاي بوسلهام خيرات عديدة : اراضي فلاحية , غابات , رمال البحر , شواطئ خلابة ... و مرجة زرقاء مريضة تحتضر من قسوة الاستغلال الفاحش لثرواتها و غصب مياهها و محبطها بدون رحمة و لا رحمة , فهناك من يشيد منازل على بضعة امتار من ضفافها و هناك من يحرق نباتاتها لكي يحرث اراضيها و يلقي بالمبيدات حماية لفلاحته و اخر رخص له ليشيد حماما على بعد امتار منها , وهناك من يستعمل شباكا محضورة لصيد اسماكها الصغيرة و الكبيرة اتيا على اليابس و الاخضر و هناك من يصطاد الطيور المهاجرة و لم يرحم حتى طائر النحام الوردي و طيورا اخرى تقطع الاف الكلمترات في هجرتها السنوية لتصبح وجبة غذاء في بطون هؤلاء الجشعين و البدون رحمة . و ما يحز في النفس ان بعض الجمعيات المحلية التي اوكلت لنفسها الدفاع عن البيئة و المحمية لا تحرك ساكنا خوفا على مصالحها الانتخابية . الكل يستنكر لكن في صمت، اما الرمال الشاطئية فتتعرض لابشع استغلال من طرف مافيات معروفة و محسوبة بربت على ذلك في عهد القياد اللذين تعاقبوا على الجماعة و استغنوا من خيراتها و ذهبوا الى حال سبيلهم و بقي المواطن يحدق بعينيه لا حول له و لا قوة . فيما يخص النظافة فهناك عدة نقط سوداء تتراكم بها الازبال و القمامة منذ سنين مضت كالطريق المؤدية الى مطرح النفايات العشوائي القديم المملوء بالبلاستيك الاسود و الازبال بالاطنان لم تسلم منها حتى الغابات المجاورة , و الملاحظ ان كثيرا من الفلاحين يتخلصون من البلاستيك الاسود المستعمل بكثرة في فلاحتهم برميه بطريقة بشعة في جوانب الطرقات و بين الاشجار . و امام هذا الوضع الكارثي الذي تعيشه ا لمنطقة عموما و المرجة الزرقاء خصوصا فهل من متدخل مسؤول للحد من هذا التدهور البيئي و الصحي الخطير ام ستترك الامور على حال سبيلها حتى تتدهور اكثر و هذا يسيء للاتزامات البيئية الدولية للمغرب و تدابير المخطط الازرق .