تنظم مجموعة البحث في القصة بالمغرب الحلقة التاسعة من سلسلة تجارب حول «تجربة أنطون تشيخوف القصصية»، يوم الأربعاء 23 مارس الجاري في التاسعة صباحا بقاعة المحاضرات بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ابن مسيك الدارالبيضاء. ويعتبر الكاتب الروسي انطون تشيخوف، كما جاء في ورقة في الموضوع، أكثر كتاب القصة الرواد رسوخا وراهنية في وجدان القصة العالمي. و يندر أن نجد كاتب قصة لا يدين بشيء من فن القصة لتشيخوف. كما يندر أن نجد باحثا أو دارسا يقيم صرحا نظريا للقصة دون أن يكون لقصة تشيخوف دور حجر الأساس أو العماد الروحي والفكري. أسباب كثيرة وراء هذا الوضع منها: قصة نافرة من النزعة البلاغية بسيطة السطح إنسانية العمق. غياب وصفات لإنقاذ العالم. لا وجود لفكر ديني ولا لتأملات في المقابل، علاقة تعاطف وتفهم إزاء الشخصيات يصير بها«إنسان القصة» التشيخوفية أساس نزعة إنسية منفردة وأصيلة. بصيرة نافذة إلى العنصر المأساوي ودقة في كشف الجوانب الصغيرة للوجود، ورسم اللوحة المضجرة لحياة البورجوازية المتدهورة. الكتابة القصصية عند تشيخوف نتاج لمعادلة صعبة، منتجة، هي معادلة التلازم، المتوتر بين الرفض الجذري لعالم الرداءة من جهة، والانخراط فيه بقوة، وبعين ووجدان الفنان المتحسس لمواطن الجمال في الضعف الإنساني، الكاشف تحت السطح الخادع، الكرامة الإنسانية الخالصة. كان تشيخوف يقترح طريقة جديدة في الإلتزام الاخلاقي والوجودي، وتقنيات جديدة في السرد القصصي، ونأمل من مقاربة عالم وتجربة تشيخوف أن نعيد قراءة هذه التجربة في سياقها الثقافي والتاريخي والفني، وفي السياق المعاصر لمستجدات الفن القصصي، وذلك من خلال المحاور التالية: تقنيات الفن القصصي وأوضاع السارد، وبنيات الزمن والفضاء. وفن الوضوح والكثافة وتصفية لغة السرد الحكائية من الزوائد، ووظيفة الوصف، وأثر الامتداد الكمي (القصر والطول) على بنائها وتلقيها. فكر القصة: الرؤية الفنية البانية لعالم الشخصية الفكري والروحي، وأنماط الإنسان التشيخوفي، والدلالات المعرفية الجمالية التي تحملها هذه الأنماط. تلقي تشيخوف في التجارب القصصية العالمية، وأثره لدى كتاب القصة في العالم. يقول تشيخوف أكتب قصة عن رجل شاب (يقصد نفسه) ابن رقيق من أرقاء الأرض - جلد مرارا وتكرارا، ذهب ليعطي دروسا حافي القدمين. اشتبك في شجار في الشارع، عذب الحيوانات... سأكتب كيف استطاع هذا الشاب أن يعتصر شخصية العبد من نفسه قطرة قطرة، وكيف شعر وهو يستيقظ ذات صباح أن الدم الذي يجري في عروقه دم حقيقي، وليس دم عبد». تشير هذه الكلمات إلى الانصهار القوي في عالم تشيخوف بين تجربة الحياة وتجربة الكتابة، وإلى وظيفة التسامي التي اعتبرها تشيخوف أعلى وظائف الكتابة القصصية. تعد هذه الندوة الحلقة التاسعة من سلسلة ندوات تجارب التي تخصصها مجموعة البحث للتجارب النوعية التي طبعت الكتابة القصصية عالميا وعربيا ومغربيا. ندوات تجارب تجارب1: تجربة الأمين الخمليشي القصصية (1 نونبر 2001)، تجارب 2: تجربة خورخي لويس بورخيس القصصية(18 أبريل 2002)، تجارب 3 : تجربة إدريس الخوري القصصية (15 يناير 2004)، تجارب4: تجربة محمد زفزاف القصيية(23 دجنبر 2004)، تجارب 5: تجربة لحوان رولفو القصصية(23 مارس 2006)، تجارب 6: تجربة الديكاميرون، لبوكاشيو (13 مارس 2008)، تجارب 7: أضواء على القصة الإيطالية الحديثة (9 أبريل 2009)، تجارب 8: القصة العربية من خلال ثلاثة نماذج: يوسف ادريس، وزكريا تامر، محمد خضير(17 فبراير 2010) البرنامج س 9 و 30 د صباحا: الافتتاح، 10 الجلسة الاولى، برئاسة حسن بوتكي: عبد الرحيم العطاوي، جامعة محمد الخامس، اكدال الرباط عن أنطون تشيخوف - مصطفى جباري، جامعة الحسن الثاني المحمدية، الدارالبيضاء: مداخل لقراءة تشيخوف - محمد أنقار، جامعة عبد الملك السعدي تطوان، وفاة موظف - ورشة القصة، كلية الاداب بنمسيك - الشخصية القصصية عند تشيخوف - مناقشة 3 بعد الزوال: الجلسة الثانية، برئاسة محمد البكري - إبراهيم الخطيب، جامعة محمد الخامس اكدال، الرباط: نابو كوف يقرأ تشيخوف - رشيدة بنرحمون، جامعة محمد الخامس اكدال، الرباط: أثر تشيخوف في القصة العربية - سعيد بنعبد الواحد، جامعة الحسن الثاني عين الشق: أثر تشيخوف في القصة الاسبانية المعاصرة :خوسي مايا ميريتو نموذجا - مناقشة.