تمثل المدرسة المغربية لعلوم المهندس المغرب، ضمن نهائي منافسات كأس العالم للابتكارات في مجال المدن الذكية وأنترنيت الأشياء، التي ستحتضنها برشلونة الاسبانية فاتح مارس المقبل، هذه المسابقة التي انطلقت أطوارها بمشاركة أكثر من 70 دولة ب 400 مشروع تكنولوجي، يطبعها التنوع والتعدد، والتي تأهل من بينها 28 مشروعا بعد اقصائيات دامت أكثر من شهر، تمكن خلالها المغرب بفضل مشروعه «سمارتي بارك» الذي يشرف عليه مختبر البحث والتنمية والتطوير التكنولوجي «سمارتيلاب»، التابع للمدرسة المغربية لعلوم المهندس، من ضمان مقعد في النهائيات التي تعرف منافسة قوية بمجموعة من المشاريع في مجالات مختلفة، كل دولة من خلال المؤسسات التي تمثلها تسعى لتحقيق الريادة فيها. مشاركة المغرب في هذا الحدث العلمي المميز من خلال المدرسة المغربية لعلوم المهندس، أكد بشأنها الدكتور كمال الديساوي، الرئيس المدير العام للمؤسسة، خلال كلمة له في الندوة الصحافية التي نظمت بالمناسبة أمس الأربعاء بالدارالبيضاء، أنها تشريف للوطن باعتبارها أول تأهل لبلد عربي وإفريقي في تاريخ هذه المسابقة، التي تعتبر من أقوى المسابقات على الصعيد العالمي، مشددا على أن المغرب تأهل من خلال مشروعه في مجال المدن الذكية، وهو ما يؤكد ليس فقط مسايرته ومواكبته للتطورات التكنولوجية، بل يوضح انخراطه التام بمساهماته واختراعاته في هذا الصدد، وأوضح الديساوي أن هذه الخطوات تساهم في تطوير وتدبير وحفظ الملكية الفكرية وتحسين ترتيب المملكة في التصنيف العالمي للابتكارات، داعيا إلى منح البحث العلمي المساحة التي يستحقها والمساهمة في استشراف المستقبل، مضيفا أن ممثل المغرب في هذه التظاهرة سيتبارى مع دول رائدة في المجال كسويسرا وانجلترا، وسيقوم بتقديم منتوجه التكنولوجي أمام لجنة التحكيم خلال المؤتمر العالمي للجوال والاتصالات، بهدف الظفر بالكأس العالمي للابتكار الذي يشكل حدثه مناسبة للكثير من المصنعين للكشف عن منتجاتهم الجديدة، فضلا عن كونه فرصة لعرض تغطية شاملة بشأن وضعية صناعة الهواتف المحمولة الحالية والمستقبلية، وكذا المنتوجات الحديثة ذات الصلة بالمدن الذكية وانترنيت الأشياء، إلى جانب تسليط الضوء على آخر التحديثات التكنولوجية وخدمات الجيل التالي، واستراتيجيات النمو العالمية في مجال التكنولوجيا الحديثة. من جهته قدم حفيظ غريغر، تفاصيل المشروع المتبارى به «سمارتي بارك» الذي ينسجم والتوجه الذي انخرط فيه المغرب من خلال الدارالبيضاء والمتمثل في المدن الذكية، مبرزا أن هذا المشروع/الابتكار هو نظام هادف يسعى إلى إيجاد حلول لمستعملي الطريق لركن مركباتهم دون عناء وبأقل وقت، موضحا أن المستجد في الابتكار يمكن التكنولوجيا المستعملة «السنستينا»، التي ترتكز على ميكرورادار متصل لاسلكيا من فئة الجيل الخامس قابل للتعرف على الحواجز والمسافات دون استخدام أي أداة استشعار، من توفير 3 أضعاف من الطاقة والتقليل من الصيانة إضافة إلى التغذية الذاتية الكهربائية. يذكر أن فريق مختبر «سمارتي لاب» سبق له الفوز في العديد من المعارض الدولية، إذ حازت اختراعاته على ميداليات وجوائز عديدة في معرض تركيا الدولي للاختراع، من بينها الميدالية الذهبية سنة 2016، كما حصل أيضا على «جائزة العلماء الشباب» الصادرة عن الاتحاد الدولي لعلوم الراديو في بكين سنة 2014 وغيرها.