في هذا الحوار مع ستيفان مارتان رئيس متحف جاك شيراك وهو متحف متخصص في الفنون الاولى القادمة من افريقيا ومن اسيا وبعض الجزر، ركز ستيفان على دور المتحف في تعزيز حوار الحضارات وتقديم صورة إيجابية عنها، كما هي رغبة الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك الذي خصص جزءا كبيرا من عمله السياسي من اجل حوار الحضارات، وتغيير نظرة المتاحف الفرنسية التي كانت تعتبر كل ما هو قادم من إفريقيا أو أسيا ليس عملا فنيا، وهي نظرة بدأت تتحول ويلعب فيها متحف جاك شيراك دورا أساسيا. n كيف اخترتم تنظيم هذا المعرض حول «طرق إفريقيا « خاصة أن هذه القارة كبيرة وغنية حضاريا وبشريا؟ pp هذا الاختيار تم لأنه لنا هنا في إفريقيا صورة عن أن إفريقيا هي على هامش العالم لكن الحقيقة أن افريقيا في قلب العالم،أولا لأن الإنسانية خرجت من افريقيا، وكنا كلنا أفارقة، وكذلك لأن افريقيا لعبت دورا تاريخيا في تقدم ثقافات العالم،ولعبت دورا مركزيا وهو الدور الذي تستمر في لعبه، وهذا ما أراد هذا المعرض أن يقدمه ويذكر به زواره. n ما هو الدور الذي يمكن أن يلعبه متحف جاك شيراك لحوار الحضارات من أجل تغيير النظرة الغربية نحو إفريقيا، والتي كانت تعتبرها على هامش العالم؟ pp دور المتحف هو المساهمة في تغيير هذه النظرة، وهي تتغير اليوم مع الأجيال الشابة، وعلينا أن نفكر في التأثير الذي تلعبه الموسيقى الإفريقية: التجميل ، الديكور، وثقافة البوب والثقافات التي يعيش عليها الشباب، والشباب الفرنسي له علاقة مع إفريقية مختلفة عن العلاقة التي كانت للأجيال القديمة، وطبعا دور المتحف هو المساهمة في هذه التغييرات. n هل أنت مرتاح للدور الذي يلعبه المتحف الذي تترأسونه في تغيير هذه النظرة الفرنسية والغربية لإفريقيا والتي تتميز بالسلبية؟ pp نحن نحاول ولسنا مرتاحين لما نحققه حتى الآن، ونريد القيام بأكثر مما تحقق حتى الآن، ونسعى لأن نكون أكثر فعالية. نستقبل سنويا ما بين مليون و200 ألف ومليون ونصف من الزوار، منهم من يتردد على المتحف عدة مرات ومنهم أشخاص ليسوا متعودين على زيارة المتاحف. العديد من الشباب ذوي الأصول المهاجرة يجدون في هذا المتحف نوعا من الاعتزاز عندما يرون بالمتحف أن الثقافة التي يسمعون عنها في منازلهم هي ثقافة ذات قيمة كبرى،وهي مهمة وتلعب دورا فكريا مهما، وكل هذا يجعلنا معتزين وفرحين بهذا المتحف الذي لا يتعدى عمره 10 سنوات ومازال المستقبل أمامنا. n عند زيارة المعرض رأيت العديد من المعروضات التي تعكس مساهمة المغرب في الثقافة والحضارة الافريقية حيث كان إحدى أهم الطرق نحو إفريقيا؟ pp نحن نتوفر على مجموعة من المعروضات المغربية في المعرض الدائم،ولنا العديد من الأشياء القادمة من المغرب خاصة مغرب البوادي، والمغرب الشعبي لنا مجموعة من الزرابي القادمة من البوادي وهي استثنائية، كما أنه لنا مجموعة من ألبسة القفطان المعروضة بالمتحف، المغرب هو حاضر في المتحف وفي قلوبنا وهو بلد نحبه كثيرا. n هل لكم مشاريع معارض مع المغرب خاصة حول الحضارة الإفريقية؟ pp لقد سبق لنا أن نظمنا معرضا للأدوات الفخارية القادمة من المناطق الامازيغية، كما نظمنا معرضا للملابس ونحن نشتغل باستمرار مع السلطات المغربية ومع وزارة الثقافة، ونتابع مشاريع المتاحف عن قرب ،وأتمنى ان يتحقق، كما أعلن عن ذلك الملك عدة مرات، متحف كبير لإفريقيا بالمغرب وأن يكون ذلك فرصة للتعاون في ما بيننا.».