تساقطات مطرية قوية، رياح عاصفية، وارتفاع لمستوى أمواج البحر طيلة ثلاثة أيام... عناوين لاضطرابات جوية قوية شهدتها مدينة الصويرة بشكل غير مسبوق ليعيش سكانها ثلاثة أيام بلياليها من الرعب والقلق والترقب. رعب ازداد منسوبه مع فيضان البحر من جهة شاطئ آسفي ، حيث وصلت المياه إلى الشارع المحاذي لمساكن حي السقالة على الشريط المقابل للساحل. مشهد غير مسبوق وغير متوقع زادته «درامية» قوة الرياح التي هبت طيلة ليلة ويوم الأحد 12 فبراير 2017 مسببة خسائر مادية على مستوى المنشآت العامة والخاصة ، مع المس بثبات الكثبان الرملية التي تنقلت رمالها بقوة وسرعة غير معهودتين. وكالعادة غرقت مجموعة من الأحياء والشوارع و الأزقة بمياه الأمطار التي تجمعت على شكل برك عملاقة حاصرت حركية المواطنين. نفس المشاهد تكررت قرب مكتب البريد الرئيسي، في محيط البلدية ومقر إقامة عامل الإقليم، قرب المحطة الطرقية، الحي الصناعي، وغيرها. الرياح القوية تسببت في اجتثاث عدد لا يستهان به من الأشجار، كما أضرت بعدد من التجهيزات، ناهيك عن الحركية التي عرفتها رمال الشاطئ الذي زحفت عليه أمواج البحر بشكل غير مسبوق. التساقطات المطرية القوية والمتواصلة طيلة ثلاثة أيام عرت البنيات التحتية المهترئة لعدد من المقاطع الطرقية بما فيها الشارع المحاذي لشاطئ الصويرة، الذي يوجد في طور التهيئة، حيث اكتشف أصحاب العربات حفرا كبيرة غداة الاضطرابات الجوية. من جهة أخرى،عاش المستشفى الإقليمي سيدي محمد بن عبد الله حالة حصار حقيقية حيث أصبحت بناياته المهترئة شبه عائمة وسط مياه الأمطار التي اخترقت مجموعة من الأقسام والأجنحة . المواطنون بمدينة الرياح وقفوا على حجم التهديد المحدق بمدينتهم في ظل انخفاض علوها عن مستوى سطح البحر وصعوبة التخلص بالتالي من مياه الأمطار في توقيت مناسب مع غياب أي نوع من التجهيزات أو الإجراءات الوقائية في حالة حدوث فيضان ، كالذي تبدت ملامحه الأولى قرب حي السقالة.