بعد توقف حلقات العبث الفني لما يسمى برنامج "رشيد شو"، الموسم الماضي، اعتقد جميع المتتبعين لما تقدمه القناة الثانية أن إدارة هذه القناة قد عادت إلى جادة صوابها وأنها احترمت مشاهديها من خلال ما أقدمت عليه، وهو "توقيف" ما يسمى "رشيد شو".. إلا أن اعتقادهم لم يكن في محله، بدليل أن القناة لم تفكر لحظة في مشاهديها و في المحافظة على لمتهم وجلساتهم... بل أعادت هذه "المهزلة" التلفزيونية من جديد دون أن تحدث بها أي تغيير أو تطوير مضمونه..، اللهم التفنن في الرداءة من خلال استنطاق الضيوف وتحويل الاستوديو، الذي استفاد لوحده من التغيير وعلى حساب ما يؤديه المغاربة من أموال الضرائب. فأصبح الضيف أو الضيفان يشعران وكأنها في أحد مراكز الشرطة للاسنتطاق، وأصبحوا في تلك اللحظات ملزمين بالفصح عن عدة أمور كانت إلى حدود دقائق قبل انطلاق التسجيل أمورا شخصية لا تفيد المشاهدين في شيء. "الفضيحة" الكبرى هو ما عرفته حلقة الجمعة 03 /02 2017 حين استضاف معد البرنامج كلا من هيثم مفتاح المعروف ب"لحبيب" والفنانة سلمى رشيد. فإذا كانت فقرات هذه الحلقة كلها تكرار لما سبق من" ابسالة" و ميوعة..، فإن الطامة الكبرى هي ما عرفته الدقائق الأخيرة من عمر "شوهة" الجمعة، حين حول "صاحب" و"معد" و"مالك" هذا البرنامج إلى حلبة للرعب وبث الخوف والهلع ليس ذلك لتقديم بلاطو رائع للمشاهدين والجمهور الحاضر، ولكن ليتمتع ولوحده بما تشعر به ضيفة حلقته ويتلذد ويستمتع بحالتها وهي تبدي خوفها الطبيعي، معتقدا أنه يروج منتوجا جيدا مقبولا.. ، فلم يبال بما وصلت إليه سلمى رشيد من حالة..، تعاطف معها كل من عاش تلك "الحصلة". إنها الشوهة بأم عينيها.. كيف لا ولأول مرة نرى فنانة مغنية شابة بدأت ترسم طريقها في سماء الفن حديثة الزواج أو الخطبة تركض حافية القدمين حاملة الميكروفون لأداء أغنية ليس من السهل أداؤها خوفا من ثعبان أو حية كبيرة تلاحقها بواسطة البطل معد البرنامج. وهو في غاية النشوة والابتهاج من "الشوهة" التي أوصل إليها المطربة سلمى رشيد. أتساءل، كما يتساءل معي عدد كبير من المشاهدات والمشاهدين الذين تأثروا بما فعله "صاحب" و"معد" هذا البرنامج "العبث" بهذه الفنانة الشابة.. فأين هي الهاكا؟ وما هو دورها بالتحديد إذا كانت أو إذا أصبحت إحدى قنواتنا تبث الرعب في نفوسنا ليس من خلال عرضها لأفلام الرعب، ولكن من خلال أحد "موظفي" القناة، الذي يعتبر كل نقد بناء لبرنامجه "المشوه" هو حسد وغيرة على نجاح ما يقدمه. إنها قمة الأنانية والتهور.. ، وبالنسبة ل "الدوزيم" فهي قمة الاستهتار بمشاعر المشاهدين المغاربة..