كشف الروائي والكاتب المغربي والسفير السابق للمغرب بدولة الشيلي، في لقاء بالمقهى الثقافي بفندق بتري بالرباط، أداره الناقد المغربي فريد الزاهي وحضرته نخبة هامة من المثقفين المغاربة، عن أعطاب الممارسة الدبلوماسية المغربية في مختلف السفارات المغربية تجاه قضايا المغرب الجوهرية ومنها قضية الصحراء. وقال الشاوي أن بند التسيير وتحديد الميزانيات المخصصة لا يقتصر سوى على السير العادي اليومي للسفارات، وأن عدم تخصيص ميزانية مستقلة للتعريف بالقضية الوطنية أمام حجم التحديات وتحركات الخصوم يظل عائقا أساسيا في ممارسة دبلوماسية مبنية على أسس سليمة، وأضاف الشاوي أن تجاوز هذه الأعطاب يحتاج إلى آليات جديدة ومختلفة ومبدعة تعتمد قدرة تكوين السفير وثقافته ومعرفته بالبلد الذي يمثل فيه وطنه. وشن الروائي المعروف بهدوئه هجوما على مختلف التصورات التي تعتقد أن تعيين سفير من الأقاليم الجنوبية كفيل بالاعتراف بمغربية الصحراء، مقدما معطيات هامة من ساحات ظل سفراء مغاربة من الجنوب فيها لمدة زادت عن سنوات التمثيل الدبلوماسي دون نتيجة تذكر في هذا الصدد. وتجاوب عبد القادر الشاوي مع مختلف أسئلة الحضور التي عالجت محطات مختلفة في حياة الكاتب والتي دون عصارة تجربتها في نصوص أدبية وسياسية أغنت الساحة الثقافية المغربية . ويعتبر عبد القادر الشاوي خريج الفلسفة من المفكرين والكتاب المغاربة الذين راكموا تجارب مهمة في المجال الفكري والسياسي والأدبي، والتي تصبُّ في الأسئلة الحارقة لجيل بكامله وتعري تناقضات المجتمع المغربي واختلافه، جسدها الشاوي في أجناس تعبيرية مختلفة انطلاقا من السيرة الذاتية إلى الرواية إلى الشعر إلى الفكر و السياسية والترجمة، وتشكل كتاباته مشروعا ثقافيا يضع فيه الشاوي اليد على الأعطاب الفكرية والمجتمعية بإيمان عميق بمشروع متكامل جسده الشاوي بدقة وتراكم في الميل الذي فسره الكاتب للحضور، وهو ميل وظف أجناسا تعبيرية مختلفة في نظام لغوي يكشف خصوصية الكاتب وانفراد تجربته التي قال عنها أنها تنطلق من ذات تحس بالعزلة والخوف والخجل وممتدة من وإلى سنوات الرصاص الأليمة.