تمكن بِنوا آمون من الفوز بالدور الأول للانتخابات التمهيدية لليسار بنسبة 36 في المئة، متقدما على مانييل فالس الذي حصل على الرتبة الثانية الذي حقق 31 في المئة، وهو ما يعد باصطدام مفتوح بين يسار الحزب الذي يمثله بِنوا أمون وبين يمين الحزب الاشتراكي الذي يمثله الوزير الأول السابق الذي قرر التقدم بعد تعذر ذلك على الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته فرنسوا هولند. هذا الاصطدام الذي بدأ في الحكومة، والذي نتج عنه خروج بِنوا أمون وارنو منتبورغ اللذين غادار الحكومة ، بسبب انتقادهما لسياستها الاقتصادية.هذا الأخير الذي احتل الرتبة الثالثة 17 في المئة ودعا إلى التصويت على بِنوا امون. هذه الانتخابات التي شارك فيها سبعة مرشحين من أجل التأهل لدورة الثانية المقررة يوم الأحد 29 يناير،وسيترتب على الفائز فيها مهمة صعبة تقضي بتوحيد صفوف اليسار لخوض حملة يهيمن عليها اليمين واليمين المتطرف. وفي انتظار الدور الثاني، يبقى الجدل حول نسبة المشاركة في هذه الانتخابات التمهيدية، والذي لم يتجاوز مليوني شخص، وهو رقم لا يوازي ما حققه اليسار في الانتخابات التمهيدية 2011 أو الرقم الذي حققه اليمين والوسط في الانتخابات التمهيدية التي تمت في 2016 والذي وصلت نسبتها إلى 4 ملايين مشارك. و الكاتب الأول للحزب الاشتراكي كومبديليس اعتبر أن نسبة المشاركة ناجحة نظرا للحملة التي يتعرض لها الحزب، من جهة، ولترشح عدد من أقطاب اليسار خارج هذه الانتخابات التمهيدية، وهما إيمانويل ماكرون وجون ليك ميلونشو. هناك رأي آخر يعتبر أن نسبة المشاركة ضعيفة مقارنة مع الانتخابات التمهيدية السابقة للحزب أو مع الأرقام التي حققها منافسوه. لهذا، فإن الحزب الاشتراكي مهدد في إطار هذا الوضعية الجديدة، خاصة أن الاستطلاعات ، هي في صالح المنافسين، على يساره جون ليك ميلونشو وعلى يمينه ايمانويل ماكرون، الذي يستمر في التقدم في الاستطلاعات، وأصبح تقدمه يهدد اليسار كما يهدد اليمين.. وبعد إعلان النتائج شكر بِنوا آمون ناخبي اليسار الذين أنجحوا هذه الانتخابات التمهيدية لليسار من خلال المشاركة،وتكذيب السيناريوهات التي كانت تتوقع مشاركة ضعيفة.» ودعا في نفس الوقت إلى طي صفحة الماضي وإنهاء السياسات القديمة التي لم تعد بأي شيء إيجابي»، وكرر أمام مناصريه أهم اختياراته، وهي إنهاء العمل بالديزيل في أفق 2025 والحد من الطاقة المستخرجة من المحطات النووية. أما مانييل فالس رئيس الحكومة السابق، والذي احتل المرتبة الثانية في هذه الانتخابات،فذكر في أول تصريح له بأهم نقط برنامجه الانتخابي، وقال إنه يرفض أن يترك «الفرنسيين وجها لوجه أمام اليمين المتطرف لمارين لوبين ومع اليمين القاصي، الذي يمثله فرنسوا فيون،كما رفض أن يترك الفرنسيين وحدهم وجها لوجه مع سياسة دونالد ترامب ومع العولمة الاقتصادية.».ورأى الوزير الأول السابق تحسن الوضع الاقتصادي بفرنسا بتغيير الاتحاد الأوربي وإعادة توجيه سياسته.» المنافسة ستكون حادة إذن، بين يمين ويسار الحزب الاشتراكي الفرنسي.ونسبة المشاركة في الدور الثاني، ستكون المؤشرعلى مدى نجاح أو فشل الحزب الاشتراكي الفرنسي وحلفائه في إعادة تعبئة الفرنسيين حول طروحات وبرامج الحزب الاشتراكي واليسار بصفة عامة.