في بادرة هي الأولى من نوعها، وتزامنا مع اليوم الوطني للسجين، نظمت المندوبية الجهوية لإدارة السجون وإعادة الإدماج، بتنسيق مع الخلية المكلفة بشؤون المرأة وقضايا الأسرة التابعة للمجلس العلمي المحلي، يوم الجمعة الماضي، زيارة تآزر وتكافل لنزيلات وأحداث السجن المحلي بوجدة الذين لا يستفيدون من زيارة ذويهم وأقاربهم. واستهدفت هذه الزيارة 10 نزيلات و12 حدثا شاءت الظروف أن يحرموا من زيارة الأهل والأقارب، إما لكون عائلاتهم بعيدة عن المنطقة التي هم رهن الاعتقال بها، أو لافتقادهم لأسر بمقدورها زيارتهم، أو لأن عائلاتهم ترفض بصفة قطعية التواصل معهم داخل أسوار السجن، حسب ما جاء في تصريح خصت به رئيسة مصلحة العمل الاجتماعي والثقافي لفائدة السجناء وإعادة إدماجهم بجهة الشرق، نعيمة البوزكاوي، جريدة «الاتحاد الاشتراكي». وبعيون دامعة ونظرات تحمل في طياتها آلاما عميقة وندما شديدا، استقبلت السجينات زائراتهن وزوارهن، وفتحن قلوبهن وبحن بكل ما يخالجهن دون أن يخفين ندمهن على الأفعال التي قادتهن إلى غياهب السجن، وما نتج عن ذلك من تنكر للأهل وحرمان من التواصل مع من يحبون، ومنهم سجينة في الخامسة والخمسين من العمر، محكومة بالإعدام وتعاني من مجموعة من الأمراض المزمنة، لم تتوقف عن ذرف الدموع والمناشدة لتمتيعها بعفو في أقرب فرصة. وكذلك الأمر بالنسبة للأحداث ال 12، حيث تبادلوا أطراف الحديث مع زوارهم ومع المسؤول عن مركز إعادة الإدماج، وعبر بعضهم عن ندم شديد على الأفعال التي ارتكبوها والتي كانت سببا في دخول السجن في سن مبكرة، وما نجم عن ذلك من حرمان من الدفء العائلي، والذي يحاولون تعويضه بالدراسة والتكوين المهني داخل أسوار المؤسسة السجنية. وأكدت حليمة العلمي عضو المجلس العلمي ومنسقة الخلية المكلفة بشؤون المرأة وقضايا الأسرة، على «طيب المبادرة وسعيها لإدخال الفرحة والسرور على النزيلات والنزلاء الأحداث الذين لا يستفيدون من الزيارة»، مضيفة في تصريح للجريدة بأنها لن تكون الأولى بل «ستكون بصفة مستمرة ليعلم هؤلاء النزلاء بأن هناك أناسا يهتمون بأمرهم، وما عليهم سوى التصالح مع أنفسهم حتى يتصالحوا مع المجتمع، لأنهم إذا تصالحوا مع أنفسهم يعرفون بأن المجتمع في الخارج يفكر فيهم ويهتم بهم ويحب لهم الخير والصلاح حتى يكونوا صالحين في المجتمع». وتستفيد نزيلات السجن المحلي لوجدة من عدة أنشطة تنظمها الخلية المكلفة بشؤون المرأة وقضايا الأسرة التابعة للمجلس العلمي، بحيث تقوم الخلية بإقامة دروس الوعظ والإرشاد ودروس في تحفيظ القرآن الكريم، وبرامج خاصة تتعلق بمسابقات في حفظ كتاب الله وحفظ بعض المتن، زيادة على ورشات تكوينية للرفع من القيم لدى السجينات والأحداث المسجونين في السجن المحلي بوجدة.