أهل علينا العام الجديد بطلة جميلة و إشراقة أمل كان عنوانها الألبوم الجديد للفنان "المهدي ولد حجيب". عمل إبداعي جديد يدخل به الفنان الشاب الوسط الفني التراثي بخطى ثابتة، ليضع اسمه في خانة الكبار رفقة شيوخ العيطة. فقد اهتدى المهدي و أهدى للذوق الراقي باقة من العيوط و البراول المتميزة اقتداء بشيوخه و مدارسه ممن سبقوا، فانتقى من براول شياظمة ليقترن اسمه باسم الشيخ الفنان حجيب و سبح في قتيبات و حطات عبدة ليكون خير تلميذ لمدرسة الشيخ جمال الزرهوني. العارفون بالوسط الفني يعرفونه جيدا، و هو الذي رافق كبار شيوخ العيطة العبدية و المرساوية على الإيقاع لمدة تفوق أربع عشرة سنة، حيث تتلمذ على يد الشيخ جمال الزرهوني و الشيخة خديجة مركوم أعلام الغناء العبدي، و راكم التجارب رفقة الشيخة ضونا قيدومة العيطة المرساوية، لتكتمل سنوات التجربة في مدرسة الشيخ حجيب، عميد الغناء الشعبي بالمغرب. هذا التنوع في المدارس أكسب المهدي حسا و ذوقا فنيا فريدا كانت ثمرته الألبوم الجديد الذي طرح في الأسواق مع بداية السنة الجديدة. الألبوم يضم "عيطتين" من "عيوط" عبدة وهما "بين الجمعة بين التلات" و "خويتمو فيديا و حكامو عليا"، كما يضم مختارات من براول شياظمة و براول عبدة.. أضفت رونقا و جمالية خاصة على الألبوم مجملا. لكن المثير للانتباه هو تلك الروح المرساوية التي يلمسها المستمع في أداء المهدي للعيوط العبدية.. مما أكسب العمل بصمة خاصة عنوانها "المهدي ولد حجيب". لعل المهدي اختار الطريق الصعب في ظل شح الدعم و الاهتمام بمثل هذه المبادرات القيمة، لكنه بعمله هذا أضاء الطريق لشباب مهووس بتراث بلاده و قيمه و تقاليده.