أعلنت مجموعة أكسا للتأمين عزمها على شطب أسهم فرعها المتخصص في سلفات الاستهلاك أكسا كريدي من التسعيرة في بورصة الدارالبيضاء، وسيعرض القرار على الجمعية العمومية للشركة المقرر عقدها في يوم 10 فبراير. وشكل القرار مفاجأة للسوق، خصوصا صغار المساهمين في الشركة، الذين سيتكبدون خسائر بسبب الانخفاض المتواصل لسعر أسهم الشركة في السنوات الأخيرة، والذي فقد27 في المئة من قيمته مقارنة مع بداية 2014. وتمتلك مجموعة أكسا للتأمين 64 في المئة من رأسمال أكسا كريدي، ويمتلك الصندوق المهني المغربي للتقاعد حصة 25 في المئة من الشركة، كان قد اشتراها من أكسا للتأمين خلال سنة 2013، فيما يملك صغار المساهمين 11 في المئة من رأسمال الشركة. ويقتضي سحب الشركة من البورصة أن تقدم مجموعة أكسا للتأمين عرضا لشراء جميع أسهم أكسا كريدي في البورصة. وعرف الوضع المالي للشركة تدهورا متسارعا منذ النصف الثاني من 2015 بسبب ارتفاع القروض المتعثرة والتي اضطرت الشركة إلى تكوين مؤن مرتفعة لتغطيتها. فبعد الإعلان عن أرباح بقيمة 20 مليون درهم في 2014، وتحقيق أرباح بقيمة 9.2 مليون درهم خلال النصف الأول من 2015، دخلت الشركة في صعوبات مالية خلال النصف الثاني من 2015 لتنهي السنة بخسائر تناهز 19 مليون درهم. واستمر التدهور في النصف الأول من 2016 الذي بلغت خلاله خسائر الشركة نحو 53.6 مليون درهم. وفي حال شراء أسهم الشركة من طرف مجموعة أكسا للتأمين بسعر قريب من آخر سعر للتداول في السوق، فإن الصندوق المهني المغربي للتقاعد سيتكبد خسارة بنحو 7 مليون درهم. فقد دخل الصندوق إلى رأسمال شركة أكسا كريدي في سبتمبر 2013 عبر شراء 150 ألف سهم من مجموعة أكسا للتأمين بسعر 375 درهم للسهم، وكلفته العملية آنذاك 56.25 مليون درهم. وخلال العامين الأولين، 2013 و2014، تلقى الصندوق كغيره من المساهمين في الشركة ربيحات بقيمة 16 درهم للسهم في السنة الأولة و22 درهم للسهم في السنة الثانية، قبل أن تتوقف الشركة عن توزيع الأرباح بسبب تسجيلها لخسائر ابتداءا من 2015. وأغلقت الشركة في آخر تداول لأسهمها قبل حجبها الجمعة الماضية بسعر 291.6 درهما للسهم. أما صغار المساهمين فيتوزعون 68.4 ألف سهم فيما بينهم، تمثل نحو 11 في المئة من الرأسمال. ويعود إنشاء أكسا كريدي، من طرف مجموعة أكسا للتأمين، إلى أواخر عهد الحماية الفرنسية بالمغرب، في سنة 1954. وتم إدراجها في بورصة الدارالبيضاء سنة 1975. وتقدر حصة الشركة من سوق سلفات الاستهلاك بالمغرب بنحو 4 في المئة، وتضم هذه السوق 17 شركة تسود بينها منافسة شرسة. وتركز أكسا كريدي نشاطها على الخصوص على السلفات الشخصية وقروض شراء السيارات.