مصرع 18 شخصًا في تدافع بمحطة قطار نيودلهي بالهند    نتنياهو يرفض إدخال معدات إلى غزة    إعادة انتخاب نزهة بدوان رئيسة للجامعة الملكية المغربية للرياضة للجميع    حمزة رشيد " أجواء جيدة في تربص المنتخب المغربي للمواي طاي " .    توقيف اثنين من المشتبه فيهم في قضية اختطاف سيدة بمدينة سيدي بنور    هذه توقعات أحوال طقس هذا اليوم الأحد    تعيينات جديدة في مناصب المسؤولية بمصالح الأمن الوطني    فتح باب المشاركة في مهرجان الشعر    غوفرين مستاء من حرق العلم الإسرائيلية في المغرب ويدعو السلطات للتدخل    ريو دي جانيرو تستضيف قمة دول "بريكس" شهر يوليوز القادم    حقي بالقانون.. كيفاش تصرف في حالة طلب منك المكتري تعويض باش تخرج (فيديو)    ابن كيران: تعرضت "لتابياعت" من وزير لايفقه شيئا في السياسة حاول تحريض النيابة العامة علي    رفْعُ الشِّعار لا يُخفِّض الأسْعار!    مقاييس التساقطات المطرية المسجلة خلال 24 ساعة الماضية    في أول زيارة له للشرق الأوسط.. وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو يصل إلى إسرائيل    قنابل أمريكية ثقيلة تصل إلى إسرائيل    بنعلي تؤكد التزام المغرب بنظام تنموي قوي للأمم المتحدة    الصين: 400 مليون رحلة عبر القطارات خلال موسم ذروة السفر لعيد الربيع    العرائش تتألق في البطولة المدرسية    بنسعيد يفتتح الخزانة السينمائية.. ترميم الأفلام ووثائق "الفن السابع"    الوزير بركة يقر بفشل الدعم الحكومي لمستوردي الأضاحي: الملايير ذهبت هباءً والأسعار بلغت 4000 درهم!    ندوة بمراكش تناقش مدونة الأسرة    الجباري: مشروع قانون "المسطرة الجنائية" يتعارض مع مبادئ دستورية    المغرب يعزز حضوره في الاتحاد الإفريقي والجزائر تحظى بمنصب إداري فقط (تحليل)    البطولة الاحترافية.. الرجاء الرياضي يواصل نتائجه الإيجابية بالفوز على شباب السوالم (3-0)    تفكيك شبكة لترويج المخدرات بفاس وتوقيف شخصين بحوزتهما كميات كبيرة من المواد المخدرة    الأرصاد الجوية تحذر من ثلوج وأمطار ورياح قوية يومي السبت والأحد    الغرابي يدعو وزير الاستثمار لمحاربة الدخلاء على النقل الدولي ويؤكد: القوانين الحالية تعرقل تنافسية المغرب أمام الأسطول الأوروبي    إعلام إسباني: المغرب قوة صاعدة في صناعة السيارات    مخاوف الرايس من منافس غير محسوب تدفعه لترشيح القداوي لرئاسة "الاتحاد العام لمقاولات المغرب" بجهة طنجة    حموشي يوقع تعيينات جديدة في هذه الولايات الأمنية    شعبانة الكبيرة/ الإدريسية الصغيرة/ الزميتة وفن العيش المغربي (فيديو)    مسرح محمد الخامس يقدم مكانش على البال لعشاق ابي الفنون    البطولة العربية للريكبي السباعي بمصر.. المنتخب المغربي يحرز المرتبة الثانية    شاعر يعود للتوجه… بثنائية بالدوري الإنجليزي    مفتشو الشغل يضربون احتجاجا على تجاهل الحكومة لمطالبهم    اتحاد طنجة يتغلب على ضيفه أولمبيك آسفي    "أسبوع ارتفاع" ببورصة البيضاء    الأمير رحيم الحسيني يتولى الإمامة الإسماعيلية الخمسين بعد وفاة والده: ماذا تعرف عن "طائفة الحشاشين" وجذورها؟    اللوائح الانتخابية الخاصة بالغرف المهنية‬ تنتظر الطعون    بنعلي: المغرب من بين الدول ذات التنافسية العالية في مجال الطاقات المتجددة    "ليلة شعبانة" تمتع جمهور طنجة    أمطار رعدية وثلوج ورياح قوية مرتقبة بالمغرب يوم غد الأحد    الأسرى الإسرائيليون الثلاثة المفرج عنهم يدعون لإتمام صفقة التبادل    مجلس إدارة أوبن إيه آي يرفض عرض إيلون ماسك شراء الشركة    المغرب يدعو أمام مجلس السلم والأمن إلى إيجاد حل عبر الحوار يضمن استقرار والوحدة الترابية لجمهورية الكونغو الديمقراطية    الجزائر تحتل المرتبة الرابعة بين الدول العربية في صادراتها إلى إسرائيل    حقيقة تصفية الكلاب الضالة بالمغرب    بعد الهجوم عليها.. بوسيل ترد على سرحان: "تعيشين آخر 5 دقائق من الشهرة بطريقة رخيصة وعنصرية"    إطلاق موقع أرشيف السينمائي المغربي الراحل بوعناني أكثر من 12 ألف وثيقة تؤرخ للسينما المغربية    خبير يكشف التأثير الذي يمكن أن يحدثه النوم على التحكم في الوزن    "بوحمرون" يصل الى مليلية المحتلة ويستنفر سلطات المدينة    تفشي داء الكوليرا يقتل أكثر من 117 شخصا في أنغولا    الصحة العالمية: سنضطر إلى اتباع سياسة "شدّ الحزام" بعد قرار ترامب    التصوف المغربي.. دلالة الرمز والفعل    الشيخ محمد فوزي الكركري يشارك في مؤتمر أكاديمي بجامعة إنديانا    والأرض صليب الفلسطيني وهو مسيحها..    جامعة شيكاغو تحتضن شيخ الزاوية الكركرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



غاز أحادي أوكسيد الكربون.. الخطر الذي يتهدد الأسر المغربية بالموت اختناقا

مرة أخرى تعود تسممات المواطنين بغاز أحادي أوكسيد الكربون المنبعث وسخانات الماء المشتغلة بالغاز بعدد من المدن إلى الواجهة؛ مرة أخرى تتوالى الاختناقات القاتلة أحيانا في ظل جهل من المواطن بإجراءات السلامة المرتبطة بهذه الاستعمالات وأيضا في ظل تساهل المصالح المختصة مع عمليات تسويق وسائل تدفئة لاتخضع لمعايير السلامةعند الاستعمال.
غاز أحادي أوكسيد الكربون المنبعث من هذه الأجهزة لا يترك إلا فاصل زمني قصير لايتجاوز 15 دقيقة بين التسمم والموت خاصة في الأماكن المغلقة.
حالات عديدة ترد على المستشفيات العمومية لمواطنين في حالة تسمم متقدم نتيجة تسربات الغاز المحترق والتي تنتهي بأصحابها في غرف الإنعاش نتيجة سرعة التدخل في الوقت.
تكرر مآسي الوفيات المفاجئة بسبب سخانات الماء التي تشتغل بواسطة الغاز لاترتبط بفصل دون آخر ، فالأرقام المعلن عنها سنويا تبين خطورة الظاهرة وإن كانت لم تصل هذه السنة إلى مستويات قياسية كتلك التي وصلت إليها قبل سنوات حينما ماتت عائلات بأكملها نتسجة الغاز القاتل « أحادي أوكسيد الكاربون.
المعطيات المحصل المعلن عليها بشأن التسممات بواسطة غاز أحادي أوكسيد الكاربون والتي تشملها دراسة المركز المغربي لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية
تعتبر نسبية، ولاتشمل كل الحالات، نتيجة عدم التبليغ عن عدد منها وغياب نظام للإعلام من شأنه الإحاطة بالظاهرة خاصة وأن العديد من ضحايا التسممات غير المفضية للموت.
وفي تفسير للظاهرة أكدت لنا مصادر طبية أن الغاز المتسرب من السخانات يمكن أن يتسبب في موت الإنسان في أقل من 15 دقيقة
فغياب منافذ كافية للتهوية بالأماكن التي توجد فيها، يعتبر أحد الأسباب الرئسية لحدوث تسممات، حيث إن النار المشتعلة بالجهاز تقوم بامتصاص الأكسيجين وتقوم بإفراز غاز أحادي أوكسيد الكاربون، والمشكل أن استمرار احتراق الأكسيجين لفترة طويلة وفي المكان المغلق، يلعب دورا في تزايد مخاطر الاختناق. ولأن أحادي أكسيد الكاربون غاز لايعطي أية علامة، فهو بدون رائحة أو لون، يمكن للشخص أن يستشعره ويتخذ الاحتياطات ، فهو يتسرب بشكل صامت ودون إنذار مسبق، خلافا لغاز البوطان الذي يمكن تمييزه عند تسربه من قنينة الغاز. وبالتالي إمكانية التدخل والحد من مخاطره.
وتزداد خطورة هذا الغاز عندما يكون الشخص نائما، حيث يتسبب في فقدان الشخص للشعور والاختناق دون أن ينتبه له الآخرون.
وبخصوص مايتداول عن تسرب الغاز مع الماء فمادام أحادي أوكسيد الكاربون غازا لايمكن تمييزه وينتج عن الاحتراق غير الكامل للمواد العضوية وذلك بسبب نقص الأكسيجين في المكان، فإن إمكانية تسربه مع الماء - بحسب نفس المصادر - غير صحيحة، لأن هذا الغاز سريع الانتشار في الهواء فهو يمتص الأكسيجين، حيث أنه يحدث أن يصاب الأشخاص من أفراد العائلة وهم خارج الحمام، قبل أن يصاب الشخص الذي يستحم.
ويزداد خطر الإصابة في حالة نومهم، لأنه عادة ما يختار الشخص الاستحمام في وقت متأخر من الليل ، حيث يقوم بإغلاق جميع منافذ الهواء في المنزل لكي يتجنب الإصابة بالبرد، مما يزيد من مخاطر التسمم والوفاة خاصة إذا كان مكان وجود جهاز التسخين في المطبخ أو مكان مغلق بالمنزل.
وبخصوص السبب الرئيسي لحالات الاختناق الناجمة عن استعمال سخانات الماء، فإنه يرتبط أساسا بالتركيب الخاطئ لهذه السخانات، حيث إن بعض الناس يستعملونها في ظروف غير ملائمة لأسس اشتغالها، داخل أماكن تفتقر إلى التهوية الكافية حيث لا يتوفر الأوكسجين الكافي لاحتراق الغاز بالكامل، كما تفتقر إلى الوسائل اللازمة لتصريف الغازات المحروقة إلى الخارج، الأمر الذي تؤكده المحاضر الرسمية للمصالح المختصة والتي أكدت أن الحوادث تنتج بالفعل عن مشكل يرتبط بالأساس بعامل التركيب. فغلق الأبواب والنوافذ واستعمال آلات تسخين الماء داخل الحمامات يؤدي إلى تقلص الأوكسجين في الهواء مما يؤدي إلى إنتاج غاز أحادي أوكسيد الكاربون عوض ثاني أوكسيد الكاربون غير المضر. ومعلوم أن غاز أحادي أوكسيد الكاربون هو غاز قاتل ليست له رائحة حيث يصعب الإحساس به في الوقت المناسب.
للإشارة فإن الأسواق الوطنية تعرض كميات كبيرة من أجهزة تسخين الماء تحمل أكثر من علامة تجارية، منها المصنعة محليا، أو تلك المستوردة من الخارج، تتراوح أسعارها في الأسواق سواء بالمحلات المتخصصة في بيع الأجهزة الصحية أو الأسواق الممتازة منها بين 800 درهم إلى حدود ثلاثة آلاف درهم. هذا التفاوت في السعر حسب المهنيين، يرجع إلى طبيعة المكونات الداخلية للجهاز، وكمية النحاس، والأدوات التقنية المعتمدة لضمان أكبر قدر من الوقاية. لكن أخطرها على الإطلاق هي تلك المقتناة من الأسواق العشوائية والمهربة عبر الحدود، ومعظمها من الدول الأسوية، أو من لدن باعة الأثاث المستعمل الذين يعرضون أجهزة بالأسواق الأسبوعية تم جلبها من الدول الأوربية، وبيعها بأثمنة مغرية، تدفع عموما المستهلك وفي غياب مراقبة صارمة لها خاصة من ذوي الإمكانيات المحدودة إلى غض الطرف عن شروط السلامة والوقاية، مما يضاعف من مخاطر التعرض لحدوث تسممات.
مركز محاربة التسممات يدعو المغاربة إلى الحذر
أكدت رشيدة اغندوز، مهندسة رئيسة مكلّفة بالتسممات بالغاز، في المركز المغربي لمحارب التسمم واليقظة الدوائية، في تصريح ل «الاتحاد الاشتراكي» أن الغاية من البلاغ الذي عمّمه المركز مؤخرا هو المساهمة في تحسيس المواطنين المغاربة بخطورة استعمال سخانات الماء بالغاز المفتقدة للجودة والتي لا تتم صيانتها أو التي يتم تركيبها في أماكن مفتقدة للتهوية، داعية إلى القطع مع مجموعة من الممارسات كاعتماد التدفئة التقليدية، وإدخال قنينات غاز البوطان أو الأفرنة الصغيرة «المجمر»، إلى الحمّامات المنزلية لتسخينها أو إلى أماكن النوم وتركها، مشددة على أن عملية الاحتراق تستهلك الأوكسجين وتنتج غاز أحادي أكسيد الكربون القاتل.
وأبرزت المهندسة رشيدة جوابا عن سؤال ل «الاتحاد الاشتراكي»، أن عدد حالات التسمم بغاز أحادي أكسيد الكربون التي تم تسجيلها خلال سنة 2015، وهي الحالات التي ولجت المستشفيات من أجل العلاج، دون إحصاء حالات أخرى قد أصيبت بالاختناق دون أن تطرق أبواب المستشفيات، قد بلغ 2828 حالة، فارق نتيجة لها سبعة أشخاص الحياة، وقد سُجّل أكبر عدد من الحالات على صعيد جهة مكناس تافيلالت، وفقا للتقسيم القديم للجهات، متبوعة بطنجة تطوان ثانية، فتادلة أزيلال ثالثة، ثم الجهة الشرقية في المرتبة الرابعة، موضحة أن سبب ذلك يكمن في إقبال المواطنين بهذه المناطق خاصة الجبلية منها، على استعمال وسائل التدفئة المختلفة لمواجهة البرد القارس وانخفاض درجاته، وهو ما يؤدي إلى الإصابة بعدد كبير من حالات الاختناق.
وشدّدت رشيدة اغندوز على أنه في حالة إحساس أي شخص أثناء تواجده بفضاء مغلق يستعمل فيه الغاز، بالصداع، التعب، الدوخة والغثيان، يتعيّن عليه العمل على تهوية المكان من خلال فتح النوافذ والأبواب، والخروج بشكل مستعجل من الفضاء المتواجد فيه، مع عرض نفسه على الطبيب، مبرزة أن عدم الانتباه إلى الاستعمال اليومي لآلات التدفئة وسخانات الماء، والاستمرار في التعامل مع وسائل التدفئة التقليدية في غياب شروط الوقاية، هو عنوان على موت محقّق، داعية المواطنين إلى الاتصال بالمركز المغربي لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية عند حدوث أي حادث، لا قدّر الله، من اجل اتباع النصائح والإجراءات الواجب التقيّد بها، حفاظا على سلامة المواطنين ولأجل إنقاذ أرواحهم وذلك من خلال الاتصال بالرقم الاقتصادي الموضوع رهن إشارة الجميع 0801000180، مؤكدة كون أغلب التسممات هي تقع بالمنازل بنسبة 96.8 في المئة، وبأن أجهزة الاستحمام التي تشتغل بالغاز ووسائل التدفئة التقليدية تشكل العامل الرئيسي في وفاة عدد كبير من الأشخاص، وذلك بنسبة 98.5 في المئة.
سخانات الماء .. «قنابل موقوتة» في عقر المنازل
« تسرب الغاز يقتل « ، « سخانة ماء من صنع أسيوي تودي بحياة أسرة بكاملها « ، « شباب في عمر الزهور يغادرون الدنيا اختناقا» ...
إنها عينة من العناوين «المأساوية» التي أضحت حاضرة بقوة داخل الفضاء الإعلامي الوطني - خلال السنوات القليلة الماضية - بشتى أنواعه ، الورقي ، المرئي ، المسموع، والإلكتروني ، دون إغفال المساحة الكبيرة للنقاش المواكب لهذا «الحضور القاتم « على مستوى شبكات التواصل الاجتماعي ، نقاش يؤشر على أن الوضعية لم تعد تحتمل الاكتفاء بموقف المتفرج أو إحصاء عدد ضحايا الفواجع ، بهذه المدينة أو تلك البلدة ، وذلك بالنظر لاتساع دوائر الخطر المحدق بآلاف المواطنين من مختلف الأعمار ومن الجنسين ، في عقر ديارهم ، بشكل غير مسبوق .
وفي سياق التفاعل مع هذه «المستجدات» المؤلمة ، عقب الفاجعتين الأخيرتين بكل من الخميسات - وفاة ستة أشخاص من أسرة واحدة الجمعة قبل الماضية - وسطات - هلاك أربعة طلبة تشاديين يوم الأربعاء 11 يناير الجاري - ، صدر بلاغ مشترك لوزارتي الداخلية والصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي، في بحر الأسبوع المنقضي ، دعا مضمونه « مستعملي سخانات الماء - قصد تفادي حالات التسمم بغاز أحادي أكسيد الكربون- إلى احترام ضوابط تركيب واستعمال هذه الأجهزة واتباع سلسلة من التوصيات الخاصة بها»، بعد أن لاحظت الجهات المسؤولة / المعنية «تنامي حالات الوفاة أو الاستشفاء جراء التسمم بأحادي أكسيد الكربون خلال استعمال آلات تسخين الماء التي تشغل بالغاز، وهي تسممات ناجمة، أساسا، عن سوء تشغيل هذه الأجهزة، من قبيل غياب التهوية الكافية».
واستفاض البلاغ في التفسير ، مشيرا إلى أن «غياب التهوية المتواصلة بالأوكسيجين وعدم توجيه الغاز المحترق نحو الخارج عبر قنوات ملائمة، هما السببان الرئيسيان وراء تسجيل مثل هذه الحوادث»، حاثا مستعملي هذه النوعية من الأجهزة، التي أضحت حاضرة بقوة وسط مختلف التجمعات السكنية ، سواء تعلق الأمر بالدواوير المحيطة بالمدن أو العمارات المحسوبة على «السكن الاجتماعي» ، إلى «اتباع سلسلة من التوصيات، لاسيما الإطلاع على الإرشادات التقنية الخاصة بالجهاز قبل تركيبه، والإرشادات الخاصة بالتشغيل، وتكليف تقني مهني مؤهل بعملية التركيب، وعدم تثبيت سخان الماء في مكان مغلق يفتقد للتهوية، وتركيب قنوات لتوجيه الغاز المحترق نحو الخارج»، معتبرا «أن احترام هذه التوجيهات سيمكن المستعملين من الاستفادة من مزايا هذه الأجهزة دون مخاطر»، مع التأكيد على «أن هناك لجانا إقليمية مشتركة، تضم ممثلين عن الوزارتين، مكلفة بمراقبة نقاط بيع سخانات الماء بالغاز، من أجل ضمان ملاءمة هذه الأجهزة مع شروط السلامة الضرورية « .
في الإطار ذاته ، أصدر المركز المغربي لمحاربة التسمم ولليقظة الدوائية التابع لوزارة الصحة ، بلاغا ، يوم الخميس الماضي ، أكدت فقراته على أن «هذه الوفيات - الناجمة عن تسرب الغاز من سخانات الماء - مثيرة للقلق، خاصة أنها تحدث عن طريق الخطأ وفي المنزل في أغلب الأحيان»، محددا «السبب الرئيسي للتسمم بأحادي أكسيد الكربون» في «آلات التدفئة وآلات تسخين الماء التي تشتغل بالغاز وآلات التسخين التقليدية كالكانون». وشرح المصدر ذاته « أن التسمم يحدث عندما لا تتوفر الآلات على معايير الجودة والسلامة وعندما يوضع سخان الماء في الحمام أو في مكان ضيق أو يستعمل الكانون أو قنينة الغاز داخل المنزل بدون تهوية».
و لتجنب أحد مسببات حصول الاختناق، شدد بلاغ المركز «على ضرورة التأكد من أن الآلات بها علامة الجودة والسلامة، والالتزام بكيفية استعمال الأجهزة مع صيانتها مرة في السنة من طرف مهني، فضلا عن تجنب وضع سخان الماء في الحمام أو في أي مكان ضيق»، داعيا إلى « الحرص على عدم استعمال الكانون أو قنينة الغاز داخل المنزل بدون تهوية، وعدم النوم وترك الكانون أو أية آلة للتدفئة مشغلة»، مشيرا إلى» أنه في حالة التسمم، يجب تهوية المكان فورا بفتح الأبواب والنوافذ، وتوقيف مصدر انبعاث الغاز إذا أمكن مع خروج كل من يوجد بمكان الحادث... « .
القراءة المتأنية لما تؤشر عليه جمل وعبارات البلاغين الرسميين ، السالف ذكرهما ، تدفع إلى طرح العديد من الأسئلة الآنية منها : هل غالبية المنازل ، بمختلف المدن والبلدات المشكلة لجغرافية الوطن ، تستجيب للشروط الواجب توفرها قبل تركيب سخانات الغاز المائية ؟ كيف لمئات الدور، المشكلة للنواة الرئيسية ل» الأحياء العتيقة « ، و التي لا تلجها أشعة الشمس إطلاقا ، وتنخر جدرانها الرطوبة ، أن توفر فضاء مناسبا لمثل هذه الأجهزة ؟ وهل كل «المهنيين» الذين تلجأ إليهم غالبية الأسر ، خصوصا في الأحياء الشعبية ، من أجل إنجاز خدمة تركيب « أجهزتهم التسخينية « ، تنطبق عليهم صفة « التقني المهني» المنادى بها «رسميا»، علما بأن الوضعية المادية لنسبة كبيرة من معيلي ومعيلات الآسر المغربية، لا تسمح لهم بدق أبواب « التقنيين المهنيين « ، سواء كأفراد يعملون لحسابهم الخاص، أو تابعين لإحدى الشركات المتخصصة ذات العنوان المعروف لدى السلطات المختصة؟
إنه، فعلا، واقع يحبل بمفارقات ومتنافضات عديدة تمتح مرجعيتها من الأوضاع الاجتماعية القاهرة ، التي ترخي بظلالها القاتمة على نسبة كبيرة من الأسر ، والتي تجعل أسباب الخطر قائمة ، تهدد بأوخم العواقب ، في كل وقت وحين ، وذلك في انتظار «التخلص النهائي» من كل عوامل احتمال «حدوث مأساة « مع كل رغبة في الاستفادة من « قطرات ماء ساخنة»؟!
تدابير وإجراءات السلامة
- التأكد من سلامة الآلات التي تحمل علامة الجودة والسلامة
- التأكد من مطابقة الجهاز للمعايير المعمول بها على المستوى الوطني، واقتناء ماركة معروفة، خاصة أن وزارة التجارة تضع علامة المربع الأصفر
- عدم اللجوء إلى الأجهزة المستعملة، فما يجب أن يعلمه المواطن أن الجهاز القديم هو خطر قائم ودائم داخل المنزل.
- التزام كيفية استعمال هذه الأجهزة، وهي عموما إرشادات تكون مرفقة بالجهاز، ومبينة بوضوح لكافة مراحل التركيب والاستعمال الأمثل.
- التأكيد على صيانة أجهزة التسخين مرة في السنة من طرف مهني مختص، وذلك للمراقبة ، وإصلاح العطب عند الاقتضاء.
- تجنب وضع سخان الماء في الحمام أو في أي مكان ضيق، خاصة أن هذا العامل يشكل عنصرا حاسما في حدوث التسممات القاتلة.
- عند حدوث التسمم يجب وقاية المنقذ لنفسه كي لايصاب بدوره بالتسمم، ثم الإسراع والقيام بتهوية المكان فورا، وذلك بفتح الأبواب والنوافذ.
- العمل على توقيف مصدر الانبعاث إذا أمكن، أي باطفاء شعلة الجهاز:
- العمل على إخراج المصاب وكل من يوجد بمكان الحادث إلى الخارج.
- عدم إشعال النار بمكان الحادث لأن أحادي أوكسيد الكاربون شديد الاشتعال.
أحادي أكسيد الكربون؛ غاز لاينذر بالرائحة أو الطعم، مما يعقد مسألة الشعور به أو تحسسه
اختلاف درجات خطورة التسمم
سبب اختلاف درجة خطورة التسمم، فهي تقاس، كالتالي، كلما ارتفعت نسبة تركيز الغاز في الهواء المستنشق ومدة التعرض للغاز كلما ازدادت خطورة الأعراض السريرية. فنسبة 0.1 بالمائة من أحادي أكسيد الكربون في الهواء، مميتة خلال ساعة. نسبة 1,0 بالمائة من الغاز مميتة خلال خمس عشرة دقيقة و نسبة عشرة بالمائة، مميتة في أقل من دقيقة واحدة.
فعند حدوث التسمم يجب وقاية المنقذ لنفسه كي لايصاب بدوره بالتسمم، ثم الإسراع والقيام بتهوية المكان فورا، وذلك بفتح الأبواب والنوافذ، والعمل على توقيف مصدر الانبعاث إذا أمكن، أي بإطفاء شعلة الجهاز، ثم العمل على إخراج المصاب وكل من يوجد بمكان الحادث إلى الخارج، عدم إشعال النار لأن أحادي أوكسيد الكاربون شديد الاشتعال. ومن الأعراض التي يشعر بها المصاب، الصداع، الد وخة ، الغثيان، النقص في الرؤية، التشنج، الاضطرابات في التصرف، الإغماء ، الموت.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.