وسط أجواء حميمية، تم يوم الجمعة الأخير تكريم فنان مجموعة "لمشاهب" امبارك الشاذلي بحضور وجوه إعلامية وفنية وثقافية وطبية وغيرها، وذلك بأحد فنادق العاصمة الاقتصادية. حفل تميز بمشاركة مجموعة من الفنانين، الذين حضروا للمساهمة في هذا الاحتفاء، منهم مجموعة أحواش، ومجموعة "لرصاد" الرائدة، ومجموعة"لمشاهب"، بالإضافة إلى الفنانين موسكير ومصطفى بوركون والفنان سعيد الناصري، الذي قام بتنشيط هذا الحفل. الشاذلي، الذي رسم مسيرة متميزة مع رفاقه بمجموعة "لمشاهب"، ساهم في جعلها، الوجه الآخر للظاهرة الغيوانية، من خلال توظيف لمسات فنية كالهارموني والاعتماد على نصوص ذاتية لا تزيغ عن روح التراث المغربي، الذي انطلقت منه الغيوان وجيل جيلالة، بالاضافة إلى الاعتماد على آلة "الموندول"، التي استهوت الشباب في تلك الحقبة. كل هذا جعل "لمشاهب" تبصم على حضور فريد خاص بها رسم شخصيتها القوية داخل »الظاهرة الغيوانية. «الشاذلي، بعيدا عن المغني، هو أيضا الزجال الشاعر، الذي منحت نصوصه قوة للأغنية المشاهبية، والملحن المتمكن، الذي يعرف الغوص في الأنغام العالمية ليمزجها مع التربة المغربية، ليعكس في الأغنية هموم المجتمع والأمة ككل. الإعلامي المقتدر عتيق بنشيكر صرح للجريدة، خلال هذا الحفل، بأن الشاذلي، جمع بين الأدب المغربي والموسيقى بكل تلاوينها، وشكل رفقة سوسدي وسعيدة والشريف وحمادي، وباطما، فريقا منسجما منح للظاهرة الغيوانية طعمها الآخر، مبرزا أن تكريم الشاذلي هو تكريم للأغنية المجموعاتية ككل. من جهته قال الفنان سعيد هبال، مدير المركب الثقافي التربوي الحسن الثاني للشباب، بأن "لمشاهب" تعد من أعتد الفرق الغنائية المغربية ،لكن "ما عندهاش الزهر"، لأنها لم تنل حقها من المشهد الغنائي، فمن جهة هناك عوامل خارجية، لكن من جهة أخرى هناك عوامل ذاتية، إذ هي الفرقة الوحيدة، التي كان ينقصها الانسجام في العلاقة بين أفرادها، لذلك لم يتمكنوا من تدبير الخلافات فيما بينهم بشكل جيد، ودخلت عناصر أخرى غريبة عن المجموعة وعمقوا منطق التفرقة الذي أصاب هذه المجموعة في العديد من المراتب، فباقي المجموعات كانت بين أفرادها خلافات، لكن كانت تنكب على تدبير الخلاف." لمشاهب" لم تقو على ذلك، وهو ما أثر على أدائها. وأضاف هبال أن أفراد لمشاهد لو لم تعثرهم التفرقة لكانوا أقوى مجموعة، ولكان صيتها أوسع مما هي عليه، وطالب بأن تشكل لجنة، أو يكون هناك تدخل من طرف الأصدقاء، لتلطيف الأجواء بين الشاذلي وحمادي، وهما العنصران المتبقيان في المجموعة بالإصافة إلى الفنان سعيدة، ليجتمعوا من جديد.. لأن التفرقة لن تخدم أيا منهم . وعن الشاذلي قال هبال، إنه زجال من طينة كبيرة، وله ألحان رائعة، وما حضور الناس اليوم حتى من خارج أرض الوطن ماهو إلا عرفان بأيقونية الشذلي. أدى الشاذلي خلال هذا الحفل، الذي حضرته عائلته أيضا ومقربوه وأبناء السوسدي رفيق دربه وأبناء الحي المحمدي وغيرهم من المعجبين، أغنية من عمله الجديد، الذي سيصدر قريبا ويتضمن مجموعة من الأغاني اعتمادا على الموسيقى أكثر من الكلمات. وأبرز الشاذلي في كلمة له، أنه مازال مستمرا في العطاء الفني من خلال كتابة موسيقى الأفلام، وكذا أعمال خاصة لحنها ووضبها منذ سنوات، لكنها لم تخرج إلى الوجود بعد. وأجمع أصدقاء ومحبو " لمشاهب" في كواليس اللقاء على ضرورة دعم كل من الشاذلي وسعيدة وحمادة ماديا وكذا عائلة السوسدي وباطما والشريف، الذي أتحفونا وماتوا وهم يتجرعون ألم العوز .. وبما أن المؤسسات الثقافية المعنية لم تستجب لمختلف النداءات و الرسائل التي بعث بها مثقفون و صحافيون وفاعلون.. قصد الاعتناء بأفراد هذه المجموعة .. فقد تم الاتفاق على ضرورة إيجاد صيغ تحفز المعجبين و المحبين للفرقة للقيام بهذه المبادرة، بدلا عن المؤسسات المعنية بالثقافة و الفن.