أسبوع من التساقطات المطرية و الثلجية بإقليم فجيج وبالمناطق والجماعات الترابية التابعة له، كان كافيا لأن تتحول حياة العديد من الأسر والبدو الرحل الى معاناة ومأساة حقيقيتين بعد أن تسببت السيول في انهيار العديد من المنازل والخيام على رؤوس قاطنيها وهلاك العديد من رؤوس الأغنام. مصادر محلية أفادت بأن التساقطات المطرية والثلجية التي عرفتها المنطقة خلال الأيام القليلة الماضية، بقدر ما أنعشت آمال الساكنة عموما والكسابة بشكل خاص بهذا الاقليم، الذي يعتمد على الكسب وتربية الماشية كنشاط رئيسي، بقدر ما كانت معها الخسائر كبيرة وفادحة بعد نفوق عدد كبير من رؤوس الأغنام التي يمتلكها البدو الرحل و تعتبر مصدر عيشهم الوحيد في غياب أية مؤشرات لتنمية محلية مستدامة، وذلك راجع بالأساس الى محدودية التدخل الذي باشرته السلطات المحلية لفك العزلة عن الرحل المحاصرين بالثلوج و السيول، الأمر الذي كان من نتائجه أن تضاعفت الخسائر المادية كتلك التي تكبدها أحد الكسابة بين مدينة بوعرفة والجماعة القروية لتندرارة، والتي كانت كارثية بكل المقاييس بعد نفوق أزيد من 130 رأسا من الغنم صنف بني كيل. وضع مأساوي دفع بالعديد من المواطنين الى الاحتجاج على ضعف التدخلات و التعامل البطيء مع نداءات الاستغاثة التي أطلقها عدد من البدو الذين حاصرتهم الثلوج و كذا مع الصمت غير المفهوم الذي مارسته قنوات القطب العمومي في تعاملها مع هذه الكارثة التي وقعت على رؤوس ساكنة اقليم فجيج و بخاصة البدو الرحل المتضررين الأساسيين من هذه التساقطات .