تعيش ساكنة جماعتي العطف واولاد امحمد التابعتين للنفوذ الترابي لقيادة الزوى إقليم تاوريرت منذ مساء الاثنين المنصرم في عزلة عن العالم الخارجي بسبب التساقطات الثلجية التي عرفتها المنطقة وتسببت في قطع الطرق المؤدية إليها، كما تسببت في انقطاع التيار الكهربائي وهلاك عدد من رؤوس الماشية وإصابة بعض المواطنين وخصوصا الأطفال منهم بالزكام والحمى نتيجة البرد القارس الذي صاحب التساقطات الثلجية، أما الرحل المتواجدون في الغابات، فلم يتم لحد كتابة هذه السطور معرفة مصيرهم بحسب ما صرح به بلقاسم بوضامكي رئيس جمعية التنمية القروية الاجتماعية بجماعة اولاد امحمد في اتصال هاتفي بجريدة «الاتحاد الاشتراكي». وما زاد من عزلة المنطقة - بحسب نفس المتصل - هو عدم تدخل المديرية الجهوية للتجهيز بوجدة في الوقت المناسب من أجل إعادة فتح الطريق المؤدية للجماعتين المحاصرتين بالثلوج بالرغم من الاتصالات المتكررة التي قامت بها السلطات الإقليمية منذ السادسة من صباح يوم الثلاثاء 17 يناير، الشيء الذي دفع الأخيرة إلى التعاون مع بعض الساكنة للتخفيف من الثلوج في محاولة لفتح الطريق حتى يتمكن أبناء الجماعة الذين كانوا خارجها من الوصول إلى منازلهم والاطمئنان على أسرهم، خاصة وأن شبكة الاتصالات الهاتفية ضعيفة في تلك المنطقة. وفي الوقت الذي كانت السلطات المحلية والإقليمية تعمل من أجل إعادة فتح الطريق لفك العزلة عن الساكنة، كان رئيس جماعة اولاد امحمد ينعم بالدفء بمنزله الكائن بمدينة دبدو ولم يكلف نفسه عناء تفقد أحوال ساكنة الجماعة التي يرأسها، كما لم يبذل أي جهد من أجل الضغط على الجهات المعنية لفتح الطريق وإيصال المساعدات والدعم لساكنة تعتمد في معيشتها على تربية الماشية وغالبيتهم يقطنون الخيام في منطقة تعد الأكثر فقرا وهشاشة على الصعيد الوطني. هذا، ويطالب رئيس جمعية التنمية القروية الاجتماعية الدولة بالتدخل لفك العزلة عن جماعتي العطف واولاد امحمد، ودعم الكسابة بالأعلاف حفاظا على ما تبقى لهم من رؤوس أغنام بعدما ضاع منها الكثير بسبب موجة البرد القارس التي صاحبت التساقطات الثلجية.