من حق يوسف لمريني أن يغضب، أن يضرب على الطاولة وأن ينتفض، لكن ليس من حقه أن يتهم صحافيا بعدم تشريفه للصحافة، لأنه أدلى برأيه في ما جرى خلال الشوط الثاني من المقابلة، التي جمعت الدفاع الحسني الجديدي بالنادي القنيطري مساء الأحد الماضي، حيث فقد بوصلته، في الندوة الصحافية التي تلت المباراة، وتحدث بغضب شديد وهو يصر على أن فريقه لعب بقتالية كبيرة يستحق عنها الفوز، متناسيا أن فريق الدفاع كان قاب قوسين أو أدنى من الظفر بنقط الفوز، في الوقت الذي أضاع فيه لاعبو النادي القنيطري أكثر من 15 دقيقة بسبب ادعاء الإصابة وضرب الكرة دون اتجاه. لمريني الذي تحدث بغضب، عاد في نهاية المباراة ليؤكد أنه هو من أمر لاعبيه بنهج هذا الأسلوب، جراء قوة الفريق الخصم الذي يتصدر البطولة الوطنية، والذي كان قريبا من الانتصار، لولا تسرع لاعبيه، وخاصة أزرو الذي لم يحالفه الحظ هذا الأسبوع في هز الشباك. واعتبر لمريني أن مباراة فريقه والدفاع الجديدي ستكون هي الانطلاقة، رغم أنه لم يحصد في ثلاث مباريات سوى نقطة واحدة، كانت خلال هذه المباراة. قائد سفينة الدفاع أكد أن الفريق الجديدي كان قريبا من الانتصار، لو استمرت هجمات لاعبيه اتجاه مرمى القنيطرة، الذي لعب بخمسة مدافعين، إضافة الى تحول أربعة مهاجمين قنيطريين إلى مدافعين، كلما أمسك الفريق الجديدي الكرة. وأكد على أن الغيابات الوازنة التي عرفها الفريق هي الأخرى أثرت على هجومه، رغم توفره على لاعبين شبان جاهزين للمواجهة. واعتبر طاليب مباراة فريقه ضد الكاك للنسيان فقط، وأن التحضيرات ستنطلق لاستكمال ما تبقى من الشطر الأول من البطولة، التي يتربع على صدارتها. وكان الدفاع الجديدي قد تعادل سلبا مع ضيفه النادي القنيطري، في المباراة التي جمعتهما مساء الأحد على أرضية ملعب العبدي،برسم منافسات الدورة الثالثة عشرة. وبالتالي لم يحقق العلامة الكاملة، أي خمسة انتصارات متوالية، ليحطم بذلك ما كان بحوزة الفرق الكبرى، التي حققت لحد الآن أربع انتصارات فقط. ودخل الدفاع الجديدي المباراة وهو على اطلاع مسبق بنتيجة الوداد، أبرز مطارد له، والذي اختنق مجددا بتعادل مخيب أمام أولمبيك آسفي، كما تعرف قبل هذا على نتيجة الرجاء وطنجة، وكلاهما أضلاع مطاردة تتربص به. الفارس الدكالي كان واثقا من أنه سيضمن الصدارة لأسبوع آخر، ولو بالتعادل، كونه سيتفوق على الوداد بنقطة، لكنه رأى في المباراة ما يمكنه أن يمنحه سبقا مريحا على الفرسان الحمر وبثلاث نقاط كاملة، لكنه عجز عن ذلك، لأن النادي القنيطري من طينة الفرق، التي تتمرد وتخرج من جلدها حين يتعلق الأمر بمباريات تضعها طرفا أمام الأندية الكبيرة، كما أن للكاك سوابق كثيرة مع الدفاع، بعدما كان سببا في إقالة جمال السلامي مرتين سنة 2009 وبعدها 2015، لذلك قرأ طاليب مفاجآت الزوار، واستحضر أن فارس سبو سيلعب مباراة عمره لكي يطيح بالمتصدر على أرضه، فكان نصف الساعة الاولى عبارة عن مباراة للهواة بلعبهم وبإهدارهم للفرص، بواسطة كوليبالي وحمامي ونناح وأحداد، المتألق هذه الأيام، والذي أهدر خلال أول عشر دقائق انفرادا بلكروني. رد فعل الزوار لم يتأخر وكان بإمكانهم التهديف غير ما مرة، خاصة بواسطة شعبان الذي رمى بالكرة دون اتجاه، حين منحه اللاعب أجروتن في الدقيقة 36 كرة رائعة، وانفرد بالمتألق الحارس كيناني. وفي الدقيقة 37 أهدر أزارو في فرصة العمر، بعدما انفرد بالحارس. وعاد أستاتي في الدقيقة 42 ليحذو حذو أزارو، بعدما استأسد لكروني طيلة الشوط الأول، فارضا عذرية مرماه على المحليين. الشوط الثاني أفرز نسقا مرتفعا بعض الشيء، لكن تواصل نفس السيناريو بضغط المحليين وصمود الزوار واستبسال لكروني في الدفاع عن مرماه. وقدمت المباراة بعضا من عيوب الدكاليين في غياب واتارا ودياكيتي. وكان بإمكان الكاك اغتيال أحلام الدكاليين مرارا بهجمات خطيرة، افتقرت للتركيز قادها المتألق أجروتن، لتنتهي المباراة كما بدأت، لكن الأصفار، التي فرملت زحف وانتصارات الدكاليين، لم تحل بينهم وبين مواصلة الانفراد بالصدارة، كما كانت سببا في انفراد الكاك بالمصباح الأحمر في انتظار مباراة حارقة خلال الأسبوع المقبل خارج الديار.