o نلاحظ انتشارا واسعا لمراكز الرشاقة والتجميل، فهل ستصبح منافسا أو بديلا عن المصحات المختصة؟ n إن مراكز الرشاقة، وهو المصطلح الأدقّ، هي فضاءات تستقبل الأشخاص من مختلف الأعمار، ومن الجنسين، قد يلجها الشخص الذي لايعاني من عارض صحي، وقد يطرق بابها المعتلّ أيضا، وهي فضاءات تقدم عددا من الخدمات التي تهدف إلى تحسين الحالة الشخصية للزبون، مع إمكانية توفر بعضها على مستشارين في الجانب الصحي، كطبيب التجميل أو طبيب الجلد نموذجا، إلا أنها ليست بمراكز صحية معترف بها، ولايمكنها أن تعوّض المصحات المختصة في التجميل، التي تفتح أبوابها بناء على معايير ومساطر قانونية تمنح على إثرها تراخيص من وزارة الصحة ومن الأمانة العامة للحكومة من أجل المزاولة الطبية. لهذا فمراكز الرشاقة لايمكن أن تجرى فيها علاجات طبية عكس المصحات، التي يمكن أن تتوفر على فضاءات تجميلية. o ماهي القيمة المضافة التي يمكن أن تشكّلها؟ n إن مراكز الرشاقة هي منتشرة في العالم بأسره، بالنظر إلى ثقل العمل اليومي والإرهاق والتعب الذي يتملّك الأشخاص، وبالتالي فهي تتكلف بروادها وتمنحهم خدمات لايمكن أن يحققوها بشكل فردي، وهنا نستحضر جميعا أن مراكز تقليدية من حيث الفكرة هي ماتزال قائمة وتقدم أحد هذه الخدمات، ويتعلّق الأمر بالحمّامات التقليدية، التي يمكن تسميتها بمراكز للرشاقة التقليدية، إن صحّ التعبير، والتي ظلت تعتمد هي الأخرى طرقا معيّنة لتجميل البشرة باستعمال «الصابون البلدي» و «الغاسول»، وتعتمد خدمات «الكيّاسة»، إلا أن المراكز الحديثة وإن يوجد بين ثناياها حمّامات بصيغة معيّنة، فهي تقدم خدمات جد متطورة، وتعتمد على تقنيات علمية حديثة متطورة، ومنها الأشعة فوق الصوتية لتحسين الجلد وتقليص الانتفاخ، والتعامل مع الترهّلات، وإزالة الشعر، وكذا العلاج بتبريد الدهنيات، كما تتوفر على كفاءات بشرية مؤهلة ومكوّنة، ويتعلّق الأمر بالمعالجين، إلى جانب إمكانية احتضانها لآلات للترويض تحت إشراف أطر مختصة، وهذا هو ما يجعل من بعضها يشكّل قيمة مضافة. o ما هي آليات تمنيعها وتحصينها من أية اختلالات تضرّ بوظيفة وجودها؟ n إن أهم آلية لتحصينها المرتبطة بالذات لا بالغير، تتمثل في القيمة التربوية والأخلاقية لوظيفتها والقائمين عليها، التي هي صمّام أمان وتجعل الإنسان يميّز ما بين الحلال والحرام والمتشابهات التي بينهما، فلا يجب أن نتغافل أخلاقنا وتقاليدنا وقيمنا الدينية التي يجب أن تكون موجّهنا، باعتبارنا أبناء وبنات دولة مسلمة، لأن من شأن استحضار هذه الأمور حماية هذه المراكز من أية منزلقات.