إقبال النساء الروسيات على مواد التجميل المغربية وإن كان جاء متأخرا بعض الشيء، فإنه فاق كل التوقعات ويزداد باضطراد بعد ان اكتشفت المستعملات لهذه المواد نجاعتها وجودتها في وقت قياسي لم تنل حظها منه حتى تلك المواد التي نسمع عنها منذ عشرات السنين. فالمواد المغربية الصالحة للتجميل والعلاج إن نالت حظها في روسيا من التعريف والاشهار على نطاق واسع ستحتل المراتب الاولى من حيث إقبال النساء وصالونات التجميل والمصحات عليها، شريطة كذلك ان تنظم لقاءات ونداوت علمية دورية تعرف بهذا المنتوج الاصيل، الذي يجب على مغاربة العالم أضحى استعمال مشتقات حبة أركان وماء الزهر والغاسول أمرا مفضلا وعمليا في أفخم صالونات التجميل بالعاصمة الروسية موسكو بعد أن ازداد الطلب عليها في الآونة الاخيرة بشكل يلفت النظر، لتدخل بذلك هذه المواد الطبيعية المغربية الاصيلة عالم التجميل من بابه الواسع. فقد بات أمرا عاديا ومألوفا أن تقدم لزبونات صالونات التجميل في موسكو وصفات مشتقة من أركان وماء الزهر والغاسول التي يستوردها رجال أعمال روس ومغاربة من المغرب باعتبارها مواد خاصة وفريدة من نوعها ذات جودة عالية ومفعولها مضمون، وهي مواد تجعل الزبون يقبل عليها دون غيرها من المواد بمجرد ان يجربها اول مرة ويفضلها على كثير من المواد الطبيعية والمصنعة التي شكلت الى عهد قريب المواد التي تقبل عليها زبونات صالونات التجميل الفخمة في موسكو. وتقول أولغا بوغرببنياك، صاحبة صالون للتجميل بشارع «تفيرسكايا »، القلب النابض للنشاط الخدماتي والتجاري بالعاصمة الروسية وعلى بعد خطوات من الساحة الحمراء الشهيرة ، ان «سر الاقبال المتزايد على مواد التجميل المغربية عامة هو خلوها من المواد المضرة ومحافظتها على طبيعتها وأصالتها ونجاعتها التي يثبتها التاريخ والتجربة»، مضيفة ان هذه المواد «أصبحت علامة متميزة تفضلها الزبونات على غيرها من المواد رغم أن مواد التجميل وغسل وتصفيف الشعر المعروضة في السوق عامة أصبحت في الآونة الاخيرة تتجاوز الأربعمائة». وتابعت أن مهنيي صالونات التجميل «يفضلون استعمال المواد المغربية لاعتبارات عديدة منها اقتصادية ومهنية واحترافية، من جهة لأن هذه المواد مضمون مفعولها ولا شك في النتائج التي يحصل عليها الزبون بعد حصص التجميل، ومن جهة أخرى كونها تباع بأثمنة معقولة جدا قد توازي مواد الشركات الاوربية المشهورة ، إلا أن الفرق في الجودة ولا مجال للمقارنة بينها وبين تلك المواد القادمة من القارة العجوز أومن دول آسيوية التي تضاف اليها مواد مصنعة قد لا ترضي أذواق الزبونات الباحثات عن كل ما هو طبيعي ». واضافت ان « تعرف الزبونات على مفعول ماء الزهر وغاسول فاس (كما قالت هي بنفسها) وزيت أركان على الجلد والشعر لاحتوائها على مواد منعشة كثيرة وعلى انواع من الفيتامينات، وكذلك النصح الذي يقدمه الخبراء في مجال التجميل للنساء بخصوص فوائد المواد المستقدمة من المغرب، يزيد الطلب عليها في سوق التجميل الذي يعرف منافسة شديدة» موضحة انه « ليست هناك مواد يمكن أن تنافس المواد المغربية من حيث الجودة، الا ان الاشهار الذي تصرف عليه الملايين من الدولارات يمكن ان يبرز مواد دون أخرى ويكون الحاسم احيانا في بروز مواد على حساب مواد أخرى». ورأت أولغا بوغرببنياك ان «المواد الجيدة كمشتقات اركان وماء الزهر والغاسول وإن كانت معروفة عالميا في نطاق مجال التجميل، فإنها تحتاج الى جهد آخر ليتعرف عليها المستهلك في روسيا الممتدة على ملايين الكيلوميترات ، وهو مستهلك بطبيعته يبحث دائما عن الاجود»، مشيرة الى ان «مواد التجميل المغربية الطبيعية يمكن أن تغزو السوق الروسية في ظرف قياسي خاصة وأنها تلائم أذواق الروسيات الباحثات عن أشياء طبيعية تحيي فيهن أصالة المرأة وجمالها الطبيعي». ومن وجهة نظرها، قالت لودميلا تروبسكايا ، التي تفوق خبرتها في مجال التجميل 30 سنة وتدير أحد صالونات التجميل بشارع «كوتوزوفسكي» وسط العاصمة، إن «إقبال النساء الروسيات على مواد التجميل المغربية وإن كان جاء متأخرا بعض الشيء، فإنه فاق كل التوقعات ويزداد باضطراد بعد ان اكتشفت المستعملات لهذه المواد نجاعتها وجودتها في وقت قياسي لم تنل حظها منه حتى تلك المواد التي نسمع عنها منذ عشرات السنين»، معربة عن أملها في أن «يحافظ المنتوج المغربي على أصالتها وطبيعته وان لا يطرأ عليه اي تغيير قد يمس بسمعته التي يشتهر بها في كل بلدان العالم وحتى تبقى شمعته وهاجة». واعتبرت لودميلا تروبسكايا أن «مواد التجميل العالمية وإن كانت تغري من حيث جمالية العرض ووسائل إثارة انتباه المستهلكين والتأثيرات الاشهارية مقارنة مع مواد التجميل المغربية التي تتميز ببساطتها من حيث العرض ومحدودية العروض الاشهارية، الا ان الفرق واضح عند الاستعمال، اذ لا مقارنة من حيث الجودة، فبمجرد ما تستعمل الزبونة المواد المغربية، تؤكد لودميلا تروبسكايا، ويتبين لها الفرق من حيث الجودة بين المواد يصبح إقبالها مقتصرا على المغربية منها». واضافت ان «هذه المواد لها مفعول كبير ليس فقط في مجال التجميل وإنعاش الجلد والمحافظة على مظهر الشعر، بل حتى على اهتمام الروس بالسياحة المغربية» موضحة ان «العديد من زبوناتها زرن المغرب كسائحات بعد اكتشافهن لمواد التجميل المغربية الاصيلة ووقفن على طرق استعمال هذه المواد في المغرب وانبهرن بذلك وأعربن عن رغبتهن في أن يرين في روسيا صالونات العرض والتجميل وحمامات مغربية توفر خدمات الدلك على الطريقة المستعملة في المغرب وتقدم فيها مواد تجميل اخرى لم يكتشفها بعد المستهلك الروسي منها المشتقة من الخروب والصبار ونباتات جبلية وغيرها». وبالنسبة لسفيطلانا كروفتشوك، صاحبة محل تجاري لتسويق مواد التجميل الطبيعية باحد الشوارع الرئيسية بموسكو ويدعى «ياكيمانكا»، فإن «مواد التجميل المغربية المشتقة من اركان وماء الزهر والغاسول أحيى المجتمع الروسي بها ومن خلالها عادات وتقاليد كانت بارزة في حياة الروس حين كانت تستعمل المرأة مواد تجميل طبيعية قبل ان تتبدل العادات ويصبح إقبال النساء محدودا على مواد تجميل لماركات عالمية بعد التحولات العميقة التي عرفتها روسيا بداية التسعينيات من القرن الماضي». وأشارت في ذات الوقت إلى أن «البقاء للأصلح والأفيد ولن يدوم الا استعمال المواد الطبيعية الاصيلة مهما حاولت شركات التجميل التي تستعمل المواد المصنعة ومهما أنفقت من اموال في عمليات التعريف والاشهار وجلب انظار المستهلك». وأبرزت سفيطلانا كروفتشوك ، التي تفوق تجربتها في المجال 24 سنة ، أنها « بدفاعها عن استعمال المرأة للمواد الطبيعية في التجميل فإنها تدافع عن حق ارتباط الانسان بمحيطه الطبيعي وما تزخر به الطبيعة من أسرار كلها في صالح الانسان» معتبرة ، على سبيل المزاح والجد في نفس الوقت كما تقول هي بنفسها، أن «تقديمها لمواد طبيعية نافعة كتلك المواد القادمة من المغرب تروم من خلالها الدفاع عن حقوق المرأة في أن تحافظ على مظهرها باستعمال مواد أصيلة لا أن تكون ضحية شراسة شركات الانتاج ومواد لا يمكن لأحد ان يضمن جودتها، كما ان لا أحد يعرف مما تنتج رغم ما يقوله المنتجون الذين لا يهمهم في غالب الاحيان الا الربح وإغراء النساء واستغلال سذاجتهن ورغبتهن الجامحة في اقتناء كل جديد». وأعربت عن يقينها أن «المواد المغربية الصالحة للتجميل والعلاج إن نالت حظها في روسيا من التعريف والاشهار على نطاق واسع ستحتل المراتب الاولى من حيث إقبال النساء وصالونات التجميل والمصحات عليها، شريطة كذلك ان تنظم لقاءات ونداوت علمية دورية تعرف بهذا المنتوج الاصيل، الذي يجب على مغاربة العالم، تقول سفيطلانا كروفتشوك، ان يفتخروا به ويقدموه كمنتوج وطني يعد رمزا من رموز الاصالة المغربية». ورأت خبيرة التجميل الروسية ان «شجرة اركان هي شجرة عالمية من منطلق ان لا مثيل لها في العالم، وهو ما يحتم من وجهة نظر سفيطلانا كروفتشوك، أن تحميها كل أيادي العالم وتصونها كأيقونة فريدة لأن منافعها كثيرة قد تبرز أكثر فأكثر مع المتغيرات السلبية والتي يعرفها العالم وتراجع دور الطبيعة في حياتنا اليومية وتدهور هذه الطبيعة التي شكلت على الدوام داعما أساسيا للانسان ومنقذا له من تقلبات الزمن» .