توجهت «إسرائيل» مؤخرا إلى مخاطبة السكان الفلسطينيين بشكل مباشر، من خلال منصات التواصل الاجتماعي، ك»فيسبوك» و»تويتر»، والرد على استفساراتهم بلغتهم العربية. وانتشرت على موقع «فيسبوك» إعلانات ممولة للمتحدثين الإسرائيليين العسكريين والمدنيين، كصفحة الناطق باسم الجيش أفيخاي أدرعي، الذي تخطى عدد متابعيه حاجز المليون متابع، إضافة إلى صفحة منسق الحكومة الإسرائيلية في المناطق الفلسطينية، يوآف مردخاي، الذي قام للمرة الأولى قبل يومين ببث مباشر على صفحته «المنسق» للرد على استفسارات الفلسطينيين، والتشاور معهم في الخطوات القادمة لمساعدتهم. وقال مدير قناة القدس الفضائية بالضفة الغربية، علاء الريماوي، إن «الجانب الإسرائيلي يدرك جيدا أهمية فتح نوافذ للتواصل المباشر مع الفلسطينيين عبر منصات التواصل الاجتماعي؛ بهدف تكذيب الرواية الفلسطينية القائلة بأنها دولة عنصرية تحارب الفلسطينيين، وتسعى لاحتلال الأرض، لتظهر أمام العالم وكأنها دولة ديمقراطية تسعى للسلام، ومساعدة الشعب الفلسطيني». وأوضح الريماوي « أن «السلطة الفلسطينية ساعدت الجانب الإسرائيلي بشكل غير مباشر في إنجاح هذه الخطة؛ من خلال تواصل قياداتها مع المفاوض الإسرائيلي ضمن مسلسل المفاوضات المستمر منذ 23 عاما، وتأسيسها لهيئة التنسيق المدنية المشتركة، ومقابلة الضباط الفلسطينيين لقادة الجيش الإسرائيلي يوميا»، مضيفا أن «هذه العوامل ساهمت في إدراك كثير من الفلسطينيين لأهمية التواصل مع الجانب الإسرائيلي، وأنه لا غنى عن دولة إسرائيل التي توفر لنا كل ما نحتاجه في شؤون حياتنا اليومية». وفتحت الإدارة المدينة الإسرائيلية مؤخرا؛ خطوط اتصال مباشرة مع الجمهور الفلسطيني الذي يحتاج إلى تسهيلات يومية في الحركة، مثل رجال الأعمال والعمال وغيرهم. وبين الريماوي أن «الخطة الإسرائيلية نجحت في استقطاب الفلسطينيين، وتأثرهم بالرواية الإسرائيلية بدا واضحا من خلال تعليقاتهم على صفحة المنسق قبل يومين، وطريقة طرحهم للأسئلة، وكأن صفحة المنسق هي لإحدى وزارات السلطة الفلسطينية». ويرى مسؤولون في السلطة ومراقبون أن السلطات الإسرائيلية تتبع سياسة جديدة تقوم على تقليص التعامل مع السلطة الفلسطينية إلى أقصى حد ممكن، والتعامل بدلا عنها مع الجمهور الفلسطيني مباشرة، مؤكدين أن هذه السياسة بدأت في الظهور بعد تسلم أفيغدور ليبرمان، زعيم حزب «إسرائيل بيتنا» اليميني المتطرف، قبل أشهر، وزارة الدفاع الإسرائيلية التي تدير الحكم العسكري في الأراضي الفلسطينية. نجاحات إسرائيلية بدوره؛ قال أستاذ الإعلام في جامعة النجاح، فريد أبو ظهير، إن «إطلاق إسرائيل وحدة لمخاطبة الفلسطينيين؛ جاء بعد النجاحات التي حققتها حسابات وصفحات باللغة العربية لناطقين رسميين إسرائيليين باللغة العربية»، مشيرا إلى أن «الدعاية الإسرائيلية عبر مواقع التواصل تعدت الأراضي الفلسطينية، لتصل إلى الجمهور العربي». وأضاف أن «الخطوات الإسرائيلية لمخاطبة الفلسطينيين عبر مواقع التواصل، وإظهار نوع من التعاطف الإسرائيلي مع الفلسطينيين؛ لن يأتي بالنتيجة المرجوة، فكل فلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة يعاني من إسرائيل، ويعرفها على حقيقتها». وفي الخامس من الشهر الجاري؛ أعلن المنسق يوآف مردخاي، في مقابلة مع القناة العاشرة، عن استعداد «إسرائيل» لإعطاء تصاريح دخول لنحو 10 آلاف من العمال الفلسطينيين في غزة، وهو ما فتح الباب أمام تساؤلات تتعلق بسعي «إسرائيل» بهذه الخطوة إلى تجنيد عملاء جدد في غزة. وتعليقا على خطورة هذا الأمر؛ قال المحاضر الأمني في جامعة الأمة في غزة، إسلام شهوان، إن «إسرائيل» تروج دعائيا أن «صفحاتها على مواقع التواصل هي منصات إنسانية لمساعدة الفلسطينيين في حاجاتهم اليومية، ولكن ما لا يدركه كثيرون أن هذه الصفحات يتم إدارتها من خلال المخابرات الإسرائيلية ممثلة بجهاز الموساد، والذي يحاول بدوره قياس تفاعل الفلسطينيين مع الإجراءات الإسرائيلية، تمهيدا للوصول إليهم، وإيقاعهم في فخ العمالة، دون أن يدركوا ذلك». وأضاف شهوان الذي كان متحدثا باسم وزارة الداخلية في غزة: «رصدنا كثيرا من الخروقات من قبل المواطنين حين إدلائهم بالتعليقات والرسائل المباشرة مع هذه الصفحات، وهذا أمر خطير لا يجب السكوت عليه». وتابع ل»عربي21»: «الإجراءات الحكومية مهما بلغت؛ فلن تستطيع وقف هذه المنظومة الإلكترونية التي تتمتع بها إسرائيل، لذلك فإن المطلوب من الفلسطينيين هو عدم التعامل مع هذه الصفحات المشبوهة بأي شكل من الأشكال».