تميز اليوم الخامس من الدورة16 مهرجان الفيلم الدولي بتكريم الفنان الكوميدي المغربي عبد الرحيم التونسي المعروف بعبد الرؤوف .. يوم تظللت سماؤه بالابتسامة والضحكة التي رسمها عبد الرؤوف .. ورغم تقدمه في السن، فإنك تحس من تقاسيم وجهه ببراءة طفل لم يكبر بعد، يمارس شغبه، ولكن ليضحك ويرسم البسمة على محياك.. بل يرغمك على أن تضحك، لأنه بالفعل يمتلك القدرة في أن يطرد القلق من دواخلك.. هكذا أحسسنا وهو يمر من السجاد الأحمر.. وحين أطل على منصة التكريم بدا أكثر وثوقا من أنه عبد الرؤوف الإنسان الذي امتهن أن يصنع السعادة في قلوب المغاربة.. أطل بشوشا.. تحرك بمشيته على المنصة كأي فراشة.. حقا كان هذا الذي أضحكنا منذ كنا صغارا إلى اليوم حيث أصبحنا شيوخا.. في كلمته البسيطة والمعبرة شكر جلالة الملك على العناية التي حظيه بها، ورئيس مؤسسة المهرجان الأمير رشيد الذي فكر في تكريمه.. كلمة عبد الرؤوف لم تخل من لمساته الفكاهية، ما جعل القاعة تغرق في ضحكها لتمطره بوابل من التصفيقات المنمة عن الحب والتقدير لهذا الفنان المتواضع.. ولأن الرجل هو فنان كوميدي، فمن الطبيعي أن تقدمه وتسلمه تذكار التكريم شخصية كوميدية وهي الفنانة حنان الفاضلي التي قالت بأنها ستتحدث بلغة بسيطة، لأن المحتفى به رجل جاء من البساطة ، والشيء البسيط ينبع من القلب نحو القلب .. وقالت حنان الفاضلي أنه في مرحلة ما حين تخلو شوارع المدن المغربية، فإما أن المنتخب المغربي يخوض مباراة مصيرية أو أن عملا كوميديا لعبد الرؤوف يمر على الشاشة، والفرق أن المنتخب يفرحنا حين ينتصر، ولكن يقلقنا حين ينهزم، أما عبد الرؤوف فهو يسعدنا ويضحكنا ويفرحنا على الدوام.. وتساءلت حنان الفضلي لما لا يهتم صناع السينما المغربية بالجانب الكوميدي وإنتاج أفلام كوميدية.. وقبل ذلك كان عبد الرؤوف في ضيافة المنصة السينمائية لساحة جامع الفناء.. ساحة هي مدرسة مغربية لإنتاج الفن الكوميدي ونشر ثقافة الفرح.. كانت مناسبة لعبد الرؤوف أن يضحك المراكشيين من خلال أسلوبه الخاص ليخلق جوا استثنائيا في الساحة ، تم شكر المراكشيين الذين أحبوه حتى الثمالة، وهو أيضا أحب هذه المدينة وسكانها المتميزين بذوق رفيع في مجال النكتة والضحك والسخرية والكوميديا، ووجه تحياته إلى الفنان حميد الزهير والفنان الكوميدي عبد الجبار الوزير وترحم على روح فقيد الكوميديا المراكشية محمد بلقاس.. اليوم الخامس عرف أيضا استحضار روح المخرج المغربي الراحل عبد الله المصباحي وقد تحدثت عنه ابنته المخرجة إيمان المصباحي لكنها لم تستطع مغالبة دموعها التي أربكت كلامها، فقاطعتها القاعة بتصفيقات مسترسلة لتعطيها الفرصة لكفكفة دموعها وإكمال حديثها عن والدها الذي تحدثت عنه بإعجاب كبير، معتبرة أن المغرب فقد مخرجا سينمائيا كبيرا وقالت بأنه من لقنها أبجدية الإخراج السينمائي.. هذا اليوم لم يخل من عرض العديد من الأفلام سواء منها المنافسة في المسابقة أو التي خارج السباق أو أفلام الدولة الروسية التي يكرمها المهرجان هذه السنة.. وهكذا تم عرض الفيلم الروماني الفرنسي "المراسل " للمخرج الروماني "أدريان سيتارو" ويتحدث الفيلم عن صحفي متدرب يرغب في تحقيق سبق صحافي كبير على إثر فضيحة مدوية بطلتها عاهرة رومانية قاصر، وهو على استعداد لتذليل كل الصعاب من أجل الحصول على أول قضية كبرى في مشواره المهني، لكن مهمته تبدو صعبة أكثر مما كان يعتقد إذ كلما اقترب من تحقيق الهدف، كلما واجهته حدود تفرضها عليه أخلاقه.. أما الفيلم الثاني المنافس في المسابقة فهو فيلم " فجأة" وهو عمل مشترك بين المانيا وفرنسا وهولندا وهو من إخراج أسلي أوزيكي ذات الاصل التركي.. يحكي الفيلم عن رجل يدعى "كارستن " وجد نفسه وحيدا رفقة " أنا" بعد أن غادر جميع المدعوين، ولأنه معجب بهذه المرأة الغامضة الأطوار، فإنه يحاول التقرب منها أكثر، لكنه لم يخطر بباله أن لحظة ضعف ستحول حياته الهادئة إلى كارثة حقيقية، وستجعل من هذه البلدة الألمانية الصغيرة مسرحا لخيبة الأمل والظلم والغضب..