جلالة الملك يترأس جلسة عمل بشأن مراجعة مدونة الأسرة    المغرب يستعد لإطلاق خدمة الجيل الخامس من الانترنت    حملة اعتقال نشطاء "مانيش راضي" تؤكد رعب الكابرانات من التغيير    دياز يثني على مبابي.. أوفى بالوعد الذي قطعه لي    إسبانيا.. الإطاحة بشبكة متخصصة في تهريب الهواتف المسروقة إلى المغرب    بقيادة جلالة الملك.. تجديد المدونة لحماية الأسرة المغربية وتعزيز تماسك المجتمع    فرنسا تحتفظ بوزيري الخارجية والجيوش    العراق يجدد دعم مغربية الصحراء .. وبوريطة: "قمة بغداد" مرحلة مهمة    إدانة رئيس مجلس عمالة طنجة بالحبس    إرجاء محاكمة البرلماني السيمو ومن معه    "بوحمرون" يستنفر المدارس بتطوان    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الثلاثاء            الأزمي: لشكر "بغا يدخل للحكومة على ظهرنا" بدعوته لملتمس رقابة في مجلس النواب    الدار البيضاء.. توقيف المتورط في ارتكاب جريمة الإيذاء العمدي عن طريق الدهس بالسيارة    تقديم «أنطولوجيا الزجل المغربي المعاصر» بالرباط    أجماع يعرض جديد حروفياته بمدينة خنيفرة    أخبار الساحة    أطباء القطاع العام يخوضون إضرابا وطنيا لثلاثة أيام مع أسبوع غضب    في الحاجة إلى تفكيك المفاهيم المؤسسة لأطروحة انفصال الصحراء -الجزء الثاني-    تقديم العروض لصفقات بنك المغرب.. الصيغة الإلكترونية إلزامية ابتداء من فاتح يناير 2025        بمناسبة رأس السنة الأمازيغية.. جمهور العاصمة على موعد مع ليلة إيقاعات الأطلس المتوسط    بووانو: حضور وفد "اسرائيلي" ل"الأممية الاشتراكية" بالمغرب "قلة حياء" واستفزاز غير مقبول    فيديو "مريضة على نعش" يثير الاستياء في مواقع التواصل الاجتماعي    الكرملين يكشف حقيقة طلب أسماء الأسد الطلاق ومغادرة روسيا    النفط يرتفع مدعوما بآمال تيسير السياسة النقدية الأمريكية    أسعار اللحوم الحمراء تحلق في السماء!    غضب في الجارة الجنوبية بعد توغل الجيش الجزائري داخل الأراضي الموريتانية    محمد صلاح: لا يوجد أي جديد بشأن مُستقبلي    تعيين مدرب نيجيري لتدريب الدفاع الحسني الجديدي لكرة الطائرة    الجزائريون يبحثون عن متنفس في أنحاء الغرب التونسي    نيسان تراهن على توحيد الجهود مع هوندا وميتسوبيشي    سوس ماسة… اختيار 35 مشروعًا صغيرًا ومتوسطًا لدعم مشاريع ذكية    "سونيك ذي هيدجهوغ 3" يتصدر ترتيب شباك التذاكر    تواشجات المدرسة.. الكتابة.. الأسرة/ الأب    بنما تطالب دونالد ترامب بالاحترام    أبرز توصيات المشاركين في المناظرة الوطنية للجهوية المتقدمة بطنجة    تصنيف التنافسية المستدامة يضع المغرب على رأس دول المغرب العربي    إعلامية فرنسية تتعرض لتنمر الجزائريين بسبب ارتدائها القفطان المغربي    إدريس الروخ يكتب: الممثل والوضع الاعتباري    تنظيم كأس العالم 2030 رافعة قوية نحو المجد المغربي.. بقلم / / عبده حقي    السلطات تمنع تنقل جماهير الجيش الملكي إلى تطوان    شركة Apple تضيف المغرب إلى خدمة "Look Around" في تطبيق آبل مابس.. نحو تحسين السياحة والتنقل    الموساد يعلق على "خداع حزب الله"    شركات الطيران ليست مستعدة للاستغناء عن "الكيروسين"    حكيم زياش يثير الجدل قبل الميركاتو.. الوجهة بين الخليج وأوروبا        مواجهة نوبات الهلع .. استراتيجية الإلهاء ترافق الاستشفاء    خبير أمريكي يحذر من خطورة سماع دقات القلب أثناء وضع الأذن على الوسادة    لأول مرة بالناظور والجهة.. مركز الدكتور وعليت يحدث ثورة علاجية في أورام الغدة الدرقية وأمراض الغدد    دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اقليم سيدي بنور ... مؤهلات كثيرة، وثروات فلاحية هامة في انتظار أن تنعكس إيجابا على تنمية الاقليم
نشر في الاتحاد الاشتراكي يوم 06 - 12 - 2016

اقليم سيدي بنور حديث نما بسرعة بفضل التطور الفلاحي الذي عرفته هذه المنطقة من دكالة، حيث تمتاز بزراعة الحبوب والقطاني والخضر ... بالإضافة إلى تربية الماشية ، وبحكم موقعه المتميز لارتباطه بعدة اقاليم كالجديدة وسطات ثم البيضاء ومراكش و اليوسفية و آسفي و قلعة السراغنة عبر محاور طرقية وطنية و أخرى جهوية تجعله منفتحا على محيطه و قبلة للعديد من الزوار على اختلاف فئاتهم ، خصوصا في فصل الصيف حيث تصبح مدينة الوالدية الشاطئية قبلة للعديد من الأسر المغربية و الأجنبية ومكانا مفضلا لممارسة مجموعة من الرياضات الشاطئية
اقليم سيدي بنور حديث نما بسرعة بفضل التطور الفلاحي الذي عرفته هذه المنطقة من دكالة ، حيث تمتاز بزراعة الحبوب والقطاني والخضر ... بالإضافة إلى تربية الماشية ، وبحكم موقعه المتميز لارتباطه بعدة اقاليم كالجديدة وسطات ثم البيضاء ومراكش و اليوسفية و آسفي و قلعة السراغنة عبر محاور طرقية وطنية و أخرى جهوية تجعله منفتحا على محيطه و قبلة للعديد من الزوار على اختلاف فئاتهم ، خصوصا في فصل الصيف حيث تصبح مدينة الوالدية الشاطئية قبلة للعديد من الأسر المغربية و الأجنبية ومكانا مفضلا لممارسة مجموعة من الرياضات الشاطئية
الموقع والجذور
أخذ الاقليم اسم سيدي بنور اعتبارا لشهرة المنطقة بهذا الاسم، حيث أجمع عدة مؤرخين على أن أصل سكان مدينة سيدي بنور من المصامدة المعروفين بالاستقرار و الثراء و التمدن، فكونوا مدنا صغيرة و ذلك لوفائهم للأرض، الشيء الذي ساعدهم على تكوين تجمعات كان لها وزنها لدى القبائل المجاورة... ترتبط المدينة بدفينها أبو بنور عبد الله ابن وكريس الدكالي، هذا الفقيه الصوفي الكبير الشأن المعدود من أهل الزهد والورع، عاش في النصف الأول من القرن السادس الهجري الموافق للقرن الثاني عشر الميلادي ، وقد يكون صادف عصر علي بن يوسف المرابطي ، وسيدي بنور هو الشيخ أبو اينور عبد الله بن وكريس الدكالي المشترائي، صاحب الضريح المشهور الواقع على يمين الطريق في اتجاه الجديدة ، كان يعيش في قرية «أبو سكاون «في القرن الحادي عشر الميلادي في عصر المرابطين، عاصر كلا من الشيخ أبو يعقوب التسولي بن وايوكاظ المحاسني الدكالي وأبو ولحيوط وغانم بن ابوط الدكالي المشترائي و أبو حفص عمر بن مليكسوط الدغوغي الدكالي و تنفيت اليرضيخي الدكالي و أبو المنصور بن إبراهيم المصطاصي من أشياخ أبي شعيب أيوب السارية وأبو ورجيج بن يفراكسن بن يسولان الدكالي وأبو حفص عمر بن مغار الصنهاجي الدكالي صاحب مولاي عبد الله أمغار و أبي شعيب السارية و أبو عيسى وارجيج بن ولوون الصنهاجي الدكالي.
وقد تتلمذ على يد سيدي أبي النور عدد كبير من الفقهاء والمتصوفين منهم أبو شعيب أيوب بن سعيد السارية الصنهاجي دفين مدينة آزمور الذي نال من معارفه الشيء الكثير وقد كان هو الآخر شيخ أبي يعزى ... ، وكان أبو ينور فقيها فاضلا ، حيث كانت له بركة تشع على دكالة وتقيها كل الكوارث ، كما يقال، وحدثوا أنه لما مات أخوه ، تزوج هو بامرأته فقدمت له طعاما يأكله فوقع في نفسه أن فيه نصيب أولاد أخيه فأمسك عنه وبات طاويا ، وحكوا عنه أيضا انه جاءه رجل من أشياخ مشترائي فقال له : «ألا أن عامل علي بن يوسف تهددني بالقتل والصلب، وقد خرج من مراكش متوجها إلى دكالة». فقال أبو ينور: «رده الله عنك «فسار إلى أن بقي بينه وبين أبي ايسكاون وهي كما تسميها العامية (بوسكاون) نصف يوم، فأصاب العامل وجع قضى عليه في حينه..
ولما توفي سيدي بنور حوالي سنة 559 هجرية دفن بسوق الثلاثاء المسمى اليوم باسم السوق القديم وبنيت عليه قبة من طرف السلطان سيدي محمد بن عبد الله وأدخلت عليها تحسينات من طرف القائد سي رحال بن يرو الذي كان يحكم قبيلة أولاد جابر في عهد مولاي الحسن الأول، ومن طرف السي أحمد السايسي من أعيان فخذة أولاد مسلم، على جنبات ضريح الولي الصالح سيدي أبي النور تمتد مقبرة لدفن أموات المسلمين على مساحة تقدر ب 14515 مترا مربعا، وقد تم إنشاؤها مع المركز حيث كانت بقرية أبي اسكاون مقبرة عتيقة استغني عنها، وعلى بعد كيلومترين تقريبا من الضريح توجد قبة سيدي أبي سكاون التي بنيت على قبر الفقيه أبو حفص عمر بن علي الدغوغي، أحد رجالات العلم والزهد والصلاح بالمنطقة، حيث نزح إليها من مدينة مشتراي أو (مشنزاية) في منتصف القرن السادس الهجري واستوطن القرية حيث تعلق الناس به فأحبوه وأكرموه وبقي بها إلى أن توفي حيث دفن ، وتعتبر «القرية «النواة الأولى لمركز سيدي بنور حيث بدأت تتكون فيما بعد مدينة على الطراز العصري بجانب هذه القرية الدينية التقليدية، وخاصة بعد دخول الاستعمار الفرنسي، وذلك ببناء أول حي أوروبي ، وقد تم الإجهاز على الكنيسة التي ظلت شاهدة على وجود المستعمر الفرنسي بها.
خلال سنة 1922 تم الإعلان الرسمي لخلق مركز سيدي بنور وإنشاء أول تجزئة سكنية به بواسطة ظهير مؤرخ ب24 يونيو 1922، وهي عبارة عن بقعتين أرضيتين، تجزئة مخزنية واقعة بجانب سوق ثلاثاء سيدي بنور ( السوق القديم ) مسجلة بسجل محتويات الأملاك المخزنية بالجديدة تحت عدد 1178 در، وقد توسعت هذه التجزئات سنة 1927 و1928 ووضعت اللبنة الأولى لأنظمة البناء بمدينة سيدي بنور حيث اجتمعت لجنة بتاريخ 13 أبريل 1929 م و وضعت الخطوط العريضة لتنمية المدينة من بينها تخصيص ثلث المساحة المخصصة للتجزئة الحضرية «للطرق والأزقة والمساحات» وتخصيص أماكن مختلفة بالتجزئة من أجل بناء المرافق العمومية (المراقب المدني، المدارس، الدرك الملكي، مكتب البريد، الأشغال العمومية) وهكذا تم خلق مصالح عمومية أولها مكتب البريد ... وبعد الحرب العالمية الثانية شهد مركز سيدي بنور تطورا هاما حيث تم توسيع التجزئات وإنشاء طريق مؤدية إلى الزمامرة بني على جانبها مسجد كان أول تحديد للمدار الحضري للمركز سنة 1937 بواسطة القرار الوزاري المؤرخ في 10 غشت 1937م، وغداة الاستقلال شهدت المدينة نموا ديمغرافيا سريعا، ففي سنة 1943 كان عدد ساكنتها 3200 نسمة ثم بلغ 4200 سنة1958 وخلال إحصاء سنة1971 بلغ 11140 نسمة، الأمر الذي جعل المدينة تعرف تطورا سريعا ومنظما طبقا لما يقتضيه الطابع المعماري وتصاعدت وتيرة البناء والتشييد ابتداء من الستينات عندما بدأت الجماعات المحلية تقوم بدور المحرك الرئيسي للتنمية، وبدأ التفكير في بناء المنشآت الاقتصادية والاجتماعية للرقي بالمدينة إلى إلى مصاف المدن الأخرى.
ونظرا لموقع المدينة المتميز حيث تبعد عن مدينة الجديدة ب 69 كلم و عن مدينة مراكش ب120 كلم و يحدها من الشمال و الشرق قبائل أولاد بوعزيز الشمالية من دائرة سيدي إسماعيل و من الجنوب قبائل الرحامنة من إقليم قلعة السراغنة و قبائل عبدة من إقليم آسفي ، هذا الموقع جعلها تتحول إلى مركز تجاري مهم بمنطقة دكالة ، فإلى حدود سنة 1977 كانت جماعة سيدي بنور القروية تضم مساحة تقدر بحوالي 270 كلم مربع ثم تحولت إلى مركز محدد تقدر مساحته بحوالي 7 كلم مربع وكانت الجماعة مقسمة إلى 25 دائرة انتخابية 9منها تضم المركز المحدد لسيدي بنور و 16 تضم الجانب القروي ، وعلى اثر صدور المرسوم رقم 784 77 2 بتاريخ 24 شوال 1397 الموافق ل8 أكتوبر 1977، ثم خلق جماعة جديدة ذات مساحة تقدر ب 263 كلم مربع و تم رفع المركز المحدد لسيدي بنور إلى مركز مستقل يتمتع بالشخصية المعنوية والاستقلال المالي مساحته حوالي 7 كلم مربع يضم 23 دائرة انتخابية، وهكذا شرع في انجاز شارع الجيش الملكي سنة 1981 وقصر البلدية سنة1982 يمتد على مساحة 6000 متر مربع و تم التركيز خلال سنة1984 على تجهيز المنطقة بالواد الحار و شبكة الماء الصالح للشرب و الكهرباء ... وتوسيع المجال العمراني بينما عرفت سنة 1986 إنشاء الحديقة العمومية الواقعة على واجهة شارع الجيش الملكي على مساحة تقدر ب 1200متر مربع و تعبيد الأزقة والشوارع ، و خلال التقسيم الانتخابي لسنة 1992 تم رفع المركز المستقل لسيدي بنور إلى بلدية وفق المرسوم رقم 468 92 2 الصادر في 28 ذي الحجة 1412 الموافق ل 30 يونيو 1992 المتعلق بتحديد قائمة الدوائر والقيادات والجماعات الحضرية والقروية بالمملكة و عدد الأعضاء الواجب انتخابهم في كل جماعة، وهكذا عرفت المدينة توسعا عمرانيا كبيرا واكبه إحداث مؤسسات عمومية في مختلف الميادين والمجالات وإنشاء وحدات صناعية مرتبطة بالمجال الفلاحي، مما جعلها تعتبر القطب الفلاحي الأول وعاصمة دكالة من حيث المنتوج الفلاحي والحيواني، حيث تعتبر المزود الأول للجديدة والبيضاء ومراكش واكادير بالخضر واللحوم الحمراء، وتعتبر سيدي بنور مصدرا هاما، من حيث المنتوج السكري، حيث يوجد أكبر معمل لتكرير السكر، خاصة بعد توسيعه، وإلحاق وحدة الزمامرة به، كما تعتبر المدينة بنكا للإقليم ، وانطلاقا من أهميته، كانت وزارة الداخلية تفكر في إنشاء عمالة به ،وهو الأمر الذي تحقق رسميا بتاريخ 22 يناير 2009 بإحداث عمالة اقليم سيدي بنور .
اختلالات ونقائص
ولتسليط الأضواء على هذا الاقليم، انتقلنا إلى مجموعة من المراكز والجماعات القروية والحضرية، حيث كانت الانطلاقة من مدينة سيدي بنور ثم بعدها الى خميس الزمامرة فاثنين الغربية والواليدية وأولاد عمران وفي اليوم الموالي شملت زيارتنا جمعة امطل و خميس القصيبة والجماعة القروية مطران وأربعاء العونات ومنها الى الجماعة القروية بني هلال وكذا المشرك، زيارة جعلتنا نقف على مجموعة من الاختلالات في العديد من المرافق ومدى الاهمال الذي طالها ، عبر الطرق التي مررنا بها ينتابك شعور بفرحة فلاح الاقليم حيث بعض الحقول مكسوة بلون الخضرة والبهائم ترعى وسطها بينما هناك حقول للعنب على امتداد الطريق كما تجدب أنظارك عملية قلب الاراضي التي انطلقت ببعض المناطق بها، وأنت تدخل الى بعض المدن بالإقليم تستقبلك الحفر على امتداد مسافة طويلة ، كما تبرز المناظر الخارجية للأحياء وجنبات الطريق مدى الإهمال الذي تعاني منه و تخبطها في العديد من المشاكل على مستوى عدة مجالات ، مسافة كانت فرصة لآخذ بعض آراء الراجلين عن النقل بالمنطقة، فكان أن عبر الجميع عن ضعف مستوى الخدمات المقدمة من طرف أصحاب الطاكسيات، بالإضافة إلى الزيادات غير المبررة والتي أنهكت جيوبهم دون أن تتدخل أي جهة لفرض احترام القانون. كما أن الطاكسيات تعاني من انعدام الصيانة التقنية والميكانيكية ، فالعديد منها هي في حاجة إلى إيداعها بالمتلاشيات ، ببعض الشوارع الرئيسية كما هو الشأن بخميس الزمامرة تجد كل شيء غير منظم حيث اختلطت التجارة بالصناعة وتراكم الأزبال في كل مكان، الامر الذي ينطبق على مدينة سيدي بنور، فقد صرح البعض أن ساكنة الاقليم لا تجد متنفسا أخضر حقيقيا تستريح فيه أو تقضي فيه قسطا من الراحة في أجواء طبيعية الأمر الذي يؤكد الإهمال الذي تعاني منه الساكنة مما أدى الى وقوع حوادث مميتة كما وقع مؤخرا بسيدي بنور حين لقي طفل مصرعه بالحديقة العمومية نتيجة صعقة كهربائية.
المجال الرياضي بالإقليم مازال يعاني من عدة معيقات أبرزها غياب الرؤية الاستراتيجية للإقلاع بهذا القطاع الحيوي لجعل الاقليم من بين الاقاليم التي تحظى بها الرياضة باهتمام بالغ، أثناء فترة تسيير المجلس الحضري لسيدي بنور من طرف الاتحاد الاشتراكي تم اصلاح الملعب البلدي جذريا وأصبحت أرضيته معشوشبة كما تم انشاء مرافق به تساهم في راحة اللاعبين و تداربيهم ، كما عرفت الفترة صعود فريق فتح سيدي بنور لكرة القدم وظهرت فرق أخرى تهتم بكرة اليد والسلة و كذا العدو الريفي، وقد زاد من هذا الاهتمام انشاء ملاعب القرب، غير أن ما نراه اليوم بالإقليم و خصوصا بمدينة سيدي بنور، يؤكد غياب الجانب الرياضي من قاموس الجالسين على كرسي المسؤولية.
المراكز الصحية الجماعية التي زرناها كانت لها «ميزات» مشتركة بحيث تنتشر بجنباتها أكوام كثيرة من الأزبال وروث البهائم، العربات المجرورة رابضة على طول أسوارها الخارجية والخيول والحمير والبغال وجدت لها مكانا هناك دون أدنى تدخل للحفاظ على نظافة مداخل المراكز الصحية، فالمشهد الخارجي يبدو كعنوان بارز لصحة مريضة عليلة وشغيلتها تعاني أكثر أمام التهميش والخصاص المهول في الأطباء ذوي الاختصاص والممرضات وكذا المولدات (امطل – خميس القصيبة – اثنين الغربية ...)، مراكز صحية تقدم خدمات طبية محدودة نتيجة النقص الحاد في المعدات و الأدوية و هناك دور للولادة لا تتوفر على التجهيزات الضرورية حيث مازالت توجه الحالات المستعصية إلى المستشفى الاقليمي بسيدي بنور أو الى المستشفى الكبير بالجديدة ، مع ما يتطلب ذلك من مصاريف إضافية تنهك جيوب المواطنين المثقوبة أصلا لتغطية تكاليف سيارة الإسعاف وغيرها، لذلك فالساكنة تتوجه إلى المسؤولين عن القطاع مركزيا لأجل إحداث مراكز صحية تليق بتطلعات الساكنة تتوفر على جميع التجهيزات والموارد البشرية اللازمة بما يخفف عنهم ولو نسبيا معاناتهم من الأمراض والأوبئة ويحد من انتشارها، سيما وأن عدد الساكنة التي تستفيد الآن من خدمات المراكز الصحية جد مرتفع.
عشوائية .. احتلال.. وأخطار
بمدينة سيدي بنور تثير انتباهك مجموعة من الخيام البالية والمنتشرة في مكان جمع بين تواجد كل أنواع الحيوانات والبهائم و الأزبال المتراكمة هنا وهناك على شكل أكوام وجدت فيها القطط والكلاب ضالتها ، وسط خيام بالية تآكلت وذهبت أشعة الشمس بلونها تباع بداخلها سلع مختلفة كما تقدم بداخلها وجبات غذائية لا تراعى فيها شروط السلامة والوقاية الصحية ، هذا المنظر المثير والمقزز لم يجد اهتماما من القاعدين على كرسي المسؤولية بالجماعة قصد تنظيمهم و ايلائهم العناية وإرشادهم لما يخدم مصالحهم ومصالح الزبناء ، فكل شيء تطبعه الفوضى لأغراض انتخابية تحط من كرامة الساكنة و تجعلها تعيش في وهم من الوعود الكاذبة التي مسحت الوجه الجميل لهذه المدينة فاختلطت الصناعة بالسكن والحدادة والنجارة بالبضاعة بين التبليط والتعبيد حفر متناثرة و أتربة وركام من النفايات كأنها مدينة بدون مجلس جماعي ولا خدمات، وبالمقابل نجد السلطات المحلية تقوم بين الفينة والاخرى بحملات لتحرير الملك العمومي والتصدي لبعض المظاهر التي تشكل خطرا على الساكنة والمرور كالعربات المجرورة والسلع المهربة و المغشوشة.
شبكة الواد الحار على مستوى الاقليم مازالت مهترئة و قنواتها ضيقة مما يؤدي إلى اختناقها وإلى تسرب المياه العفنة تحت أسس المنازل وخروجها من المجاري، خصوصا أثناء التساقطات المطرية، لذلك فالساكنة تعيش في هذا المجال أوضاعا مزرية (اثنين الغربية – اولاد عمران – بني هلال – المشرك...) تنعكس سلبا على صحتهم من جراء الروائح الكريهة والاختناقات المتتالية ، قال لنا أحد السكان : «إن هشاشة و سوء مجاري الصرف الصحي دليل على الغش الذي طال الأشغال و عدم تحمل المسؤولية من طرف الجماعة في مراقبتها الشيء الذي أنهك مالية الجماعة وبقيت حالة الوادي الحار على حالها دون تدخل، بل زادت عن ذلك ، فكيف يمكن أن تتصور أن المياه العادمة أثناء تساقط الأمطار عوض أن تأخذ مسارها إلى الوادي فهي تعود إلى المنازل عبر الأنابيب، وتصور معي الرائحة الكريهة التي تغطي المنازل وتخنق السكان»...
هناك أشخاص من ذوي النفوذ السلطوي أو المالي، كما يقال هو حال أحد المنتخبين الذي يدعي قدرته على فعل و تحقيق كل شيء، وهي ادعاءات يجد فيها البعض مناسبة لالتهام خيرات المنطقة من الشمندر و الضحك على الفلاحين بالاستغلال البشع لجمعية منتجي الشمندر في حين يرمى بالفتات للضعفاء من الفلاحين الذين لا يتم تذكرهم سوى إذا تحولت أسماؤهم إلى ألوان ترمى في صناديق الاقتراع لترجيح كفة انتخابية الأمر الذي يتكرر بكل من دوار القرية بسيدي بنور، وغيره من الدواوير بالإقليم.
أثناء تجوالنا ببعض الجماعات صادفنا بركا مائية وسط الطريق، متسربة من الواد الحار تملأ حفرة ذات قطر كبير دون أن تقوم الجهة المسؤولة بتنظيفها وإزالة روائحها التي تزكم الأنوف و تخنق الأنفاس ، رئيس الجماعة ومعه باقي أعضاء المكتب جميعهم منشغلون بمصالحهم الخاصة غير مبالين بمصالح وشؤون الساكنة ونظافتها، فالسكان الذين كانوا يتطلعون إلى تحسين أوضاعهم وتنمية المنطقة صدموا بمجلس جماعي لم يعمل على تحقيق الأهداف المتوخاة منه ، ليظل السكان كمتفرجين على المسرحيات التي تعرفها دواليب الجماعة.
جولة لمدة يومين وقفنا من خلالها على مدى الإهمال الذي طال الطرقات والحفر التي غزتها والازبال التي اكتسحت مساحات كبيرة في ظل غياب نظافة فعلية، فالحاويات وعلى قلتها فهي لا تحمل من ذلك سوى الاسم بحيث تآكلت وأصبحت في خانة المتلاشيات، كما أن عدد عمال النظافة يعد غير كاف لجمع القمامات والازبال بشكل دوري أمام توسع مستمر للجماعات القروية والحضرية، مما يؤكد أن هناك خللا واضحا الكل يعرف مكامنه داخل بعض الجماعات الحبلى بالخروقات والتجاوزات والمحسوبية والزبونية، ومدى التهميش الذي تعانيه بفعل غياب تصور تنموي من شأنه أن ينهض بالمنطقة .
مشاكل التعليم
بحي السعادة بسيدي بنور وبمناسبة قربه من مقر المكتب الاقليمي للنقابة الوطنية للتعليم (ف د ش) طلب مني مرافقي زيارة المقر حيث أطلعنا على بعض الأمور التي تؤكد مدى جدية أعضاء المكتب الاقليمي للنقابة الوطنية للتعليم في التنظيم والتسيير وكذا الإشعاع الذي تعرفه بسبب ذلك الفيدرالية الديمقراطية للشغل بالمنطقة، لذلك كان لا بد من الحديث عن قطاع التعليم بالإقليم حيث تحدث لنا رجل تعليم وعضو بالنقابة الوطنية للتعليم (ف د ش) فقال: «التعليم بالإقليم بصفة عامة لا تختلف اختلالاته ومشاكله عن باقي الجهات الاثني عشرة بالمغرب، فالدخول المدرسي لهذه السنة تميز بالارتجال والتخبط نظرا لعدة عوامل منها تزامنه مع عيد الأضحى وتأخر عملية التسجيل وكذا توزيع الكتب والأدوات المدرسية في اطار مليون محفظة بالإضافة الى الاكتظاظ المهول بالأقسام نتيجة النقص الحاد في الموارد البشرية وانعكاس ذلك على العملية التعليمية التربوية وعلى التلميذ والأستاذ، وهذا ناجم عن العدد الكبير من نساء ورجال التعليم الذين استفادوا من التقاعد النسبي من جهة و غياب رؤية استباقية من طرف الوزارة في تغطية هذا الخصاص، وعن علاقة النقابة الوطنية للتعليم (ف د ش) بالمدير الاقليمي للتعليم الذي يعمل جاهدا لحل المشاكل المتراكمة بوضع حد للاختلالات الكبرى التي يعرفها ميدان التعليم بالإقليم، والمسؤولين عنها فقد عرفت تطورا ملحوظا في الحوار والتفاوض المبني على الاحترام والتشاور وتبادل الآراء في اطار تطبيق القانون و ما تنص عليه المذكرات الوزارية خدمة للصالح العام، ويمكن القول إن أغلب المشاكل والقضايا المطروحة عرفت طريقها إلى الحلول المرضية حتى الآن. «توجد بإقليم سيدي بنور مائة وستة وعشرون مؤسسة تعليمية ست وتسعون منها ابتدائية ووعشرون إعدادية ثانوية وعشر ثانويات تأهيلية وقد اعتبر بعض رجال التعليم الذين كنا نتحاور معهم، أن هذا العدد من المؤسسات التعليمية غير كاف لسد حاجيات التمدرس بالمدينة وأضاف أحدهم: «لا يعقل أن يقطع تلامذة الإعدادي الذين يقطنون خارج المدار الحضري أكثر من أربعة كيلومترات من منازلهم إلى الإعدادية ذهابا ومثلها إيابا، فعلى الجهات المعنية أن تراعي هذا الجانب وأن تضعه نصب أعينها حتى نضمن نوعا من المساواة بين الجميع و الاستفادة من الدراسة في ظروف جيدة.. والتقينا بالمهدي السالك، وكيل لائحة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في الانتخابات الماضية، فسألناه حول الأوضاع المقلقة التي تواجهها الساكنة، حيث صرح للجريدة أن هناك إهمالا كبيرا من طرف من تحملوا الدفاع عن مصالح الاقليم داخل قبة البرلمان وأن الأوضاع التي يعرفها الاقليم في مختلف المجالات لم تكن محط اهتمامهم في وقت كان لزاما عليهم البحث عن مستثمرين والدفع في اتجاه احداث مرافق اجتماعية وثقافية ومنشآت رياضية وغيرها ويعد شباب الاقليم اكبر ضحية لهذا التهميش واللا مبالاة، فليس هناك أي متنفس لهم لا مجالات خضراء لا نوادي لا ملاعب لا مراكز تكوين... مما يؤدي إلى نتائج سلبية، فالأسر اليوم بالإقليم أصبحت تعي من يخدم مصالحها ومن يخدم مصالحه الشخصية...».
سوق كبير.. وفوضى أكبر
يعد سوق ثلاثاء سيدي بنور أكبر سوق في منطقة دكالة و يحظى باهتمام كبير على الصعيد الوطني حيث يقصده المتسوقون بالإضافة إلى ساكني المنطقة من مناطق ومدن مراكش والبيضاء والجديدة وسطات والرباط ... وغيرها لتسويق البقر والغنم والجمال والمنتوجات الفلاحية المختلفة، ويدر هذا السوق على الجماعة مئات الملايين من السنتيمات في السنة غير أن ذلك لم يشفع له لينال اهتمام المسؤولين ، فأضحت وضعيته الحالية تتسم بالفوضى العارمة الناتجة عن سوء التنظيم وغياب السهر على التطبيق الصارم للمراقبة على المكترين للحنطات الذين لا يلتزمون بدفتر التحملات و يتملصون من أداء واجباتهم المالية لصالح الجماعة الحضرية، يقول أحد المستجوبين إنه يتم تسهيل مسطرة الكراء حيث تدخل المحاباة والزبونية والمحسوبية وأشياء أخرى ناهيك عن عدم إشهار سبورة التعريفة في مختلف الرحبات، حيث يترك المكتري يفعل ما يشاء دون حسيب أو رقيب إلى حد التعسف على المواطنين و ابتزازهم، مواطن آخر كان متواجدا معنا خلال حديثنا حول مشاكل السوق الأسبوعي قال: «بإمكان هذا السوق أن يعطي مدخولا اكبر لهذه الجماعة وينمي مدخولها السنوي لو كانت هناك إرادة حقيقية لدى المسؤولين الجماعيين وتوفر لديهم روح المصلحة العامة والتخطيط المحكم والمراقبة المستمرة الصارمة لكل الحنطات، سواء أثناء المناقصة أو خلال أيام انعقاد السوق، حيث كان من الممكن أن تكون النتائج جد مرضية، فالسوق يكتظ بالمتسوقين والباعة وتفرش طرقه وممراته ولا تجد في بعض الأحيان مسلكا للتبضع مع صعوبة المرور وفوضى عارمة داخل السوق، مجزرة متعفنة لا تتوفر على ابسط الشروط الضرورية للصحة وعرضة للكلاب الضالة التي تنتشر بشكل مستمر في الأيام الأخرى، البنيات التحتية غير موجودة، حفر متناثرة هنا وهناك...».
نقل متخلف وثقافة مغيبة...
في كل الطرقات و الشوارع الرئيسية و الأزقة و أينما وليت وجهك فثمة عربات مجرورة بالدواب كوسائل نقل البضائع والإنسان... جماعات من النساء والأطفال والرجال يتكدسون داخل هذه العربات كوحدة بشرية متماسكة وغالبا يكونون من دوار واحد أو دواوير متقاربة ، مواطن سألناه حول الظاهرة المتعلقة بكثرة العربات التي تنقل المواطنين قال: «تعلم أن السكان يأتون من دواوير بعيدة للتسوق وقضاء أمورهم إما على الدواب أو فوق هذه العربات... ونظرا للبعد وغياب الطرق المؤدية إلى وسط الدواوير وانعدام وسائل النقل الحديثة إلى المناطق الداخلية فإننا نلجأ إلى هذه الوسائل لأنها توصلنا إلى محلاتنا مع بضائعنا وبهائمنا، وبدونها سنجد أنفسنا في ضيق ومشاكل...» مواطن آخر صرح قائلا: «إن مشكل النقل مطروح بحدة بسيدي بنور، فأماكن وقوف الطاكسيات غير ملائمة بالنسبة للمسافرين من جهة و تشكل نقطة سيئة في مجال السير والجولان ، فعلى امتداد شارع الجيش الملكي تولدت تجمعات لأصحاب الطاكسيات محتلة بذلك حيزا مهما من الطريق دون تنظيم يذكر ينضاف اليها أصحاب العربات المجرورة مما يضايق المارة ويتسبب في أخطار تظل محدقة بأرواح المواطنين بين الفينة والأخرى».
الثقافة لا محل لها في تخطيطات ومشاريع المجالس الجماعية حيث تعتبر ترفا فكريا وميدانا غير مجد لا يساهم في تحويل الأموال العامة إلى الجيوب على حساب المستضعفين، وكما قال أحد الشبان: «فاقد الشيء لا يعطيه»، فرغم وجود دار للشباب بعدة مناطق كسيدي بنور وأربعاء العونات وامطل والواليدية... فان استغلالها من اجل الثقافة والإبداع و الخلق لا يدخل في تصور وعقلية المسؤولين، فأبواب الثقافة مغلقة باستمرار والنتيجة هي ضياع شباب المنطقة الذي أصبح تائها أمام الفراغ القاتل.
إن اقليم سيدي بنور زاخر بالثروات الطبيعية والفلاحية التي حباه بها الخالق وخزان متدفق بالطاقات الحية الواعدة، يتوفر على مناطق تاريخية وساحلية تجعل منه قطبا سياحيا بامتياز، غير أنه ابتلي ببعض المسؤولين عنه، الذين لا تهمهم سوى مصالحهم الشخصية على حساب المستضعفين من أبناء هذا الاقليم...


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.