يعول الشعبويون في حركة خمسة نجوم الذين أصبحوا على رأس حوالى ثلاثين مدينة، على فوز «اللا» في الاستفتاء الأحد ما يجعلهم أقرب من سدة الحكم. في الأيام الأخيرة قبل الاستفتاء، أصبحت الحملة حامية بين زعيم حركة خمسة نجوم الممثل الهزلي المتحدر من جنوى بيبي غريللو ورئيس الوزراء ماتيو رينزي (يسار وسط) بعد أن تبين أن حزبيهما متساويان في نوايا الأصوات. وزادت حدة التوتر تدريجيا بين الرجلين وذهب غريللو إلى حد وصف رئيس الحكومة ب»الحيوان الجريح» بعد استطلاعات رأي سلبية فرد خصمه عليه بالإشارة إلى الفضائح التي لطخت اخيرا سمعة الحزب الشعبوي ونزاهته. وخلال كل تجمع يؤكد بيبي غريللو «سننظم انتخابات مبكرة في حال فوز اللا في الاستفتاء»، وسيكون التجمع الأخير الجمعة في مدينة تورينو، المحطة الأخيرة في الرحلة بالقطار التي قادت أنصاره عبر كافة أنحاء ايطاليا لدعم اللا. والإصلاح الذي يدعو اليه رينزي منذ أشهر بحماسة يرمي إلى تأمين استقرار سياسي اكبر لايطاليا التي توالت عليها ستون حكومة منذ 1946، من خلال الحد من صلاحيات مجلس الشيوخ إلى حد كبير. وأظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة التي يحظر نشرها منذ 10 أيام وحتى موعد الاستفتاء، تقدم اللا من خمسة إلى ثمانية نقاط. ودعوات باراك اوباما وانغيلا ميركل ووزير المالية الالماني وولفغانغ شويبله هذا الاسبوع للتصويت بنعم، صبت في مصلحة غريللو الخصم اللدود لكبار البيروقراطيين. ورفض الإصلاح من غالبية من الايطاليين الأحد قد يؤدي إلى استقالة حكومة رينزي وإلى انتخابات مبكرة تفيد استطلاعات الرأي ان حركة خمسة نجوم قادرة على الفوز بها. وبدفع من بريكست والاتجاه الشعبوي الذي برز عبر الأطلسي بعد انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، تؤكد الحركة أنها قادرة على تولي السلطة في البلاد وان لديها خبرة على الصعيدين المحلي والوطني. إلا أن العديد من الخبراء في الحياة السياسية الايطالية يشككون في ذلك لانهم يعتبرون أن الحركة الناشئة غير قادرة بعد على تحقيق طموحاتها. ويرى البعض أن حركة خمسة نجوم يجب ان تكون في صفوف المعارضة الدائمة. وقالت جوليا غريللو زعيمة كتلة حركة خمسة نجوم في مجلس النواب لوكالة فرانس برس «أن غاية الذين يطلقون هذه المزاعم هي تشويه سمعتنا». وأضافت غريللو البالغة ال41 من العمر «هناك قواعد في برلمان هذا البلد لا تسمح لأحزاب مثلنا بالتأثير فعليا على حياة الايطاليين فالحل الوحيد بالنسبة لنا هي تولي السلطة». وللذين يزعمون بان الحركة الشعبوية تفتقر إلى الخبرة يذكر نوابها بان ماتيو رينزي الذي كان رئيس بلدية فلورنسا لخمس سنوات قبل ان يصبح رئيسا للوزراء «لم يكن يوما نائبا في البرلمان». وإضافة إلى نوابه الأوروبيين ال17، لحركة خمسة نجوم 91 نائبا و35 عضوا في مجلس الشيوخ و88 مستشارا اقليميا ومئات المستشارين البلديين. ويؤكد جان لوكا بيريللي المستشار الإقليمي للحركة في لاتسيو لوكالة فرانس برس «إن الاقتراحات العديدة التي قدمناها في البرلمان منذ ثلاث سنوات تثبت إننا قوة بناءة لتقديم اقتراحات إضافة إلى كوننا قوة معارضة». لكن الحركة تجد صعوبة في إقناع الناخبين في روما حيث تواجه ممثلتها فيرجينيا راجي (38 عاما) التي انتخبت رئيسة لبلدية المدينة في حزيران/يونيو، عملا شاقا. (أ ف ب)