على الرغم من تواتر التحولات والمستجدات الفكرية والسياسية و السوسيوحضارية التي يعيش زخمها مجتمعنا المغربي وسياقنا العربي بشكل عام، فإن المنجز السوسيولوجي النقدي المرجعي، الذي قدمه المفكر المغربي مصطفى محسن والموسوم بعنوان : »في التنمية السياسية (...) دفاتر(وجهة نظر)، رقم 11، الرباط، الطبعة الأولى،«2007، يتضمن تحليلا علميا، ما يزال، في تقديرنا، متسما بالكثير من مقومات العمق و الموضوعية، والقدرة النظرية و المنهجية التفكيكية على الكشف عن مجمل الآليات السياسية و الفكرية و القيمية و التنظيمية و الإيديولوجية التي يشتغل وفقها »النسق السياسي و الثقافي و الاجتماعي« مغربيا و عربيا، و منذ مستهل الألفية الثالثة، وصولا إلى »انتفاضات الربيع العربي« ، الأمر الذي يعده البعض من الدارسين و النقاد و الفاعلين السياسيين نوعا من»الاستشراف« من مصطفى محسن لما ستعيشه بلداننا العربية المنتفضة الآن، و لما عبر عنه في كتابيه الجديدين:»بيان في الثورة (...)، بيروت،2012 و »في البدء كان الانتفاض (...) بيروت، 2016 «. لذا، فإننا نعتقد أن العودة إلى قراءة متأنية لكتاب: »في التنمية السياسية ...«، إضافة إلى الكتابين الآنفين، من شأنها أن تساعد الباحث و الطالب و المهتم و الفاعل السياسي ... على تعميق و توسيع دوائر و آفاق تحليلنا و فهمنا لتفاعلات ما يجري الآن وطنيا و قوميا، بل و حتى علميا أيضا، وفتحه على إمكانات متعددة للمناقشة و الحوار و الوعي الحضاري و النقد المتعدد المفتوح و المنفتح على أكثر من صعيد وفكر ومستوى ... ! ذ.حسن علوض مستشار في التوجيه التربوي/ باحث في قضايا التربية/ الرباط