لايزال الشارع المحلي بأجلموس، إقليمخنيفرة، يتحدث بكثير من التعاليق المتضاربة عن «مهزلة» دورة الحساب الإداري التي كانت الأسرع من نوعها على المستوى الإقليمي أو الوطني، والتي لم تمض على مناقشة ميزانيتها (9400.000,00 درهم )، وباقي النقاط المعروضة للدراسة، سوى أقل من خمسين دقيقة، كانت كافية لأن يصفها أحد المعلقين بواحدة من «مسرحيات المتعة والتسلية»! بل الأدهى أن الرئيس فتح الدورة دون النصاب القانوني، ما حمل السلطة المحلية إلى الانسحاب من القاعة تفاديا لكل ما من شأنه أن يشاركها في انتهاك مقتضيات الميثاق الجماعي، والأرجح أن يكون المعارضون قد تقدموا لعمالة الإقليم، يوم الخميس المنصرم، لأجل طرح ملف القضية في أفق رفعه أمام المحكمة الإدارية، حسب مصادرنا، ويأمل الجميع أن يحمل محضر «الدورة» حقائق ما جرى. ولم يكن أي أحد يتصور أن ترتفع درجة الحرارة إلى حد لجوء بعض أنصار الرئيس إلى مختلف الوسائل المتراوحة بين الترغيب والتهديد لبعض الأعضاء في محاولة لإقناعهم بالمشاركة في أشغال الدورة، ما أخر موعد افتتاحها بساعة تقريبا، وقد سجلت الأغلبية قيام بعض العناصر من «الأنصار» وهم يحثون باقي الأعضاء على التوقيع على لائحة الحضور خارج قاعة الاجتماعات بطريقة مثيرة، فيما تمت محاولة الاستعانة ب«موظف» يلقبه البعض ب«الرئيس الثاني»، حسب مصادر من الأغلبية التي تقدم أحد منها بمقترح تنظيم وقفة بالشموع من أجل إثارة انتباه الجهات المسؤولة ل«الظلام الذي يسود التسيير»، ويكون صاحب الاقتراح قد نقل الفكرة عن جماعة من السكان سبق أن نظموا وقفة احتجاجية أمام مقر الجماعة، قبل أيام قليلة، وهم يحملون الشموع في سبيل التعبير عن افتقار أحيائهم للإنارة والكهرباء. ولم تفت مصادر «الاتحاد الاشتراكي» الإشارة بكثير من الحسرة إلى مستشارة جماعية قالوا بأنها تسير شؤون المجلس والإدارة على مقاس هواها رغم أن لا مقعد لها بين أعضاء المكتب المسير، كما أن بعض نواب الرئيس، تضيف مصادرنا، يعمدون إلى التدخل في اختصاصات موظفي الجماعة والكاتب العام، ومن ذلك ما يتعلق أساسا بالتسيير الإداري، أما عن سيارات الجماعة فحدث ولا حرج ، حيث أصبحت شبه موضوعة رهن إشارة مستغليها في الأغراض والمآرب الشخصية، دون أدنى خجل من استنزاف ما يفوق 31 مليون سنتيم في البنزين و14 مليون سنتيم في قطع الغيار. ولم يفت مصادر «الاتحاد الاشتراكي» الكشف مثلا عن حالة سيارة جماعة (كونغو) أضحت تحت تصرف رئيس سابق لإحدى اللجان، يستعملها في حاجياته ورحلاته إلى خنيفرةالمدينة دونما رقيب أو حسيب. والمؤكد أن الأمر الذي رفع من سقف استياء وتذمر الملاحظين هو ما يتعلق بحالة سيارة الإسعاف (ميتسوبيشي) المملوكة للجماعة، هذه التي أصبحت هي الأخرى من «ممتلكات» رئيسة سابقة لإحدى اللجان، إذ أنها تستعمل السيارة المذكورة في نقل الأسرة ونقل الأقارب في المناسبات المختلفة. وخلال الأسابيع القليلة الماضية وقع أحد المواطنين في غيبوبة بأحد المقاهي الشعبية، وتم نقله إلى المستشفى على متن سيارة خاصة، وحينها تساءل الطبيب والسلطة والسكان عن سبب عدم إحضار سيارة الإسعاف فرد أحد الأعوان، حسب مصادرنا، بأن هذه السيارة في رحلة خاصة! وقد اتسعت رقعة غضب السكان لحظة انتشار ما يفيد أن المواطن الذي نقل للمستشفى قد فارق الحياة بسبب عدم نقله في الوقت المناسب للإسعاف.