استأثرت مباراة المنتخب الوطني المغربي ونظيره الإيفواري باهتمام كبير من جميع الشرائح المغربية على اعتبارها نزالا ساخنا وبالتالي وضع الخطوة الأولى نحو التأهيل إلى مونديال روسيا 2018، ولذلك حظيت بإقبال جماهيري لافت من أجل المساندة والمؤازرة القوية للأسود في هذا الامتحان العسير حتى يتم تجاوز الفيلة وإحراز ثلاثة نقط ستكون بوابة الأمل للمغاربة. المباراة في شوطها الأول تميزت بنهج تكتيكي كما كان يتوقع الناخب الوطني هيرفي رونار في محاولة من كل فريق جس نبض الآخر للوقوف على مكامن نقط ضعفه وقوته وهي قراءة ميدانية من مدربي منتخبي المغرب والكوت ديفوار. أول محاولة للمنتخب الوطني بعد تمريرة خاطئة من مدافع الكوت ديفوار لم تستغل من طرف مهاجمي المغرب بعد تدخل دفاع الإيفواريين، بعد هذه المحاولة حاول لاعبوا المنتخب العاجي التحكم في مجريات اللعب فيما عناصرنا الوطنية بدورها فرضت أسلوب لعبها بحثا عن ثغرات تمكنها من الوصول إلى مرمى الحارس سانكار بادرا علي. (د 07) ضربة حرة مباشرة نفذها أسامة طنان ومرة أخرى الدفاع يتدخل. الجهة اليسرى كانت مصدر قلق لدفاع المغرب، بالمقابل لجأ المنتخب الوطني غلى الاعتماد على التمريرات في العمق كحل لهزم الحارس الإيفواري، وشيئا فشيئا بدأ إيقاع النزال يرتفع وكل طرف يسعى للتهديف مبكرا. التكتل في خطي الدفاع والوسط حال دون بلوغ عناصرنا الوطنية مرمى الحارس سانكار بادرا علي. حركة استفزازية قام بها المدرب هيرفي رونار مطالبا من الجمهور عدم لزوم الصمت والاستمرارية في تشجيع اللاعبين المغاربة بعدما لاحظ انتفاضة الكوت ديفوار خاصة على مستوى الحملات المضادة وغياب نجاعة الهجوم المغربي. (د 32) ضربة حرة مباشرة نفذها مبارك بوصوفة كادت أن تخدع الحارس سانكار بادرا علي لولا تدخل دفاع الكوت ديفوار الذي أفلح في إنقاذ مرماه من هدف محقق. هذه المحاولة زرعت الحماس في عناصرنا الوطنية. الدقائق الأخيرة من هذا الشوط تميزت بالاندفاع وتبادل الهجمات بين الطرفين دون أن تتوج بأهداف إلى أن انتهت هذه الجولة بالبياض. انطلاقة الشوط الثاني تميزت بضغط المغاربة وكانت أخطر محاولة من رجل أسامة طنان (د 47) الذي سدد بقوة وكرته مرت محاذية للقائم الأيمن للحارس سانكار بادرا علي، ويتضح من خلال هذه المحاولة أن المنتخب الوطني صمم العزم على انتزاع الفوز ليبعث الفرحة في قلوب الجماهير الحاضرة وبالتالي إنعاش الأمل في التأهل. (د 55) حمزة منديل ينطلق بسرعة من الجهة اليسرى ويمرر بذكاء اتجاه المعترك لولا تدخل المدافعين. (د 57) بوفال يسدد بقوة والحارس بادرا علي بصعوبة يحول الكرة إلى ركنية. ويمكن القول بأن المنتخب الوطني تمكن في هذه الجولة من بسط سيطرته الميدانية وفرض وجوده رغم صلابة الإفواريين وقوته الجسمانية. السرعة في الهجمات المتبادلة هي السمة التي طغت على هذا الشوط. طول قامة المنتخب العاجي لعب دورا كبيرا في قطع كل الكرات العالية. الربع ساعة الأخير من عمر النزال كان بمثابة العد العكسي للمنتخبين معا بحثا عن الهدف القاتل، وكاد أن يتأتى ذلك للمغرب (د 77) بعد تسديدة مركزة من رجل اللاعب رشيد عليوي والكرة تمر محاذية لقائم الأيمن للحارس بادرا علي. محاولة يوسف الناصيري (د 79) لم تسفر عن أي شيء بعد مضايقته من طرف المدافع الإيفواري الذي حول الكرة إلى ركنية، سفيان بوفال يحرز على ضربة خطأ (د 81) لكن تسديدته تصد بواسطة الجدار الدفاعي. المغاربة وجدوا صعوبة شاقة في اختراق دفاع الكوت ديفوار. أخطر محاولة على مرمى الحارس منير المحمدي (د 87) ومرت بردا وسلاما على مرماه، ثاني محاولة للكوت ديفوار أتت عن ركنية والحارس المحمدي يتدخل ببراعة في (د 88). الدقائق الأخيرة أرخى الضغط النفسي بظلاله على لاعبي المنتخب الوطني وبذلك ينتهي هذا اللقاء المصيري بالتعادل السلبي، نتيجة لم تخدم مصالح المغرب الذي كان يتطلع لجني ثلاثة نقط من الزوار الذين انشرحوا للنتيجة التي بصموا عليها هنا في مراكش. عموما فإن المنتخب المغربي فوت عليه فرصة ثمينة ولم يستغل عاملي الأرض والجمهور الذي آزر الأسود من البداية حتى النهاية.