أمن المنتخب الوطني بطاقة العبور إلى نهائيات أمم إفريقيا الغابون 2017، مساء أول أمس الثلاثاء بمراكش، بعد فوزه المستحق على الرأس الأخضر بهدفي يوسف العربي. وقدمت العناصر الوطنية مباراة مقنعة، بسطت خلالها سيطرتها على مجريات اللعب، وبادرت منذ صافرة البداية إلى الضغط على مرمى الرأس الأخضر، فكانت أول محاولاتها، عبر بوصوفة، الذي مرر كرة عرضية في اتجاه المهاجمين، لكن الدفاع حول الكرة إلى ركنية، تلتها تسديدة قوية للعربي في الدقيقة 03، لكن الحارس تدخل بصعوبة لإنقاذ مرماه. ويتضح من خلال هاتين المحاولتين أن العناصر الوطنية كانت عازمة على اكتساح منتخب الرأس الأخضر، ومباغتته بهدف مبكر ليبعثر أوراق المدرب كاردوزو، مما حتم على الخصم تحصين الدفاع لوقف الزحف المغربي. ورغم الطوق الدفاعي فإن لاعبي النخبة المغربية حاولوا جاهدين البحث عن الهدف الأول، بلهندة، الأحمدي وبوصوفة، وبالمقابل كانت محاولات الرأس الأخضر خجولة، نظرا لاعتماده على تحصين الدفاع ثم المرتدات المباغثة، دون تمكينه من تجاوز أحيانا وسط الميدان، جراء الانتشار الجيد لعناصر المنتخب الوطني وسبقهم إلى قطع كل الكرات. وتبقى أول محاولة للرأس الأخضر في (د 22) عقب تمريرة جانبية في اتجاه مرمى الحارس منير المحمدي دون خطورة، ثم تسديدة قوية (د 30) من اللاعب كارلو ألبيرتو ، لكن الكرة تمر محاذية للقائم الأيمن للحارس المحمدي. وراهن منتخب الرأس الأخضر على التمريرات الجانبية لخلخلة تماسك الدفاع المغربي، وكانت أخطرها في (د 37) لكن الكوثري تدخل في الوقت المناسب. وشهدت (د 41) أجمل تمريرة من سفيان بوفال، اتجاه الحارس جوسيمار جوسي، لكنها لم تجد من يترجمها لهدف، قبل أن يرد لاعبو الرأس الأخضر في (د 44) إثر تمريرة من الجهة اليسرى، لكن الحارس المحمدي تصدى للكرة. لينتهي هذا الشوط بالبياض، مع سيطرة ميدانية للمنتخب الوطني. مع بداية الشوط الثاني، قام الناخب الوطني، هيرفي رونار، بتعويض أسامة طنان بنور الدين امرابط، في محاولة لمنح إضافة لأداء الخط الأمامي، فواصلت العناصر الوطنيى ضغها على مرمى الخصوم، حيث توالت الحملات بواسطة كل من بلهندة وبوصوفة ونبيل درار، لكن محاولاتهم افتقدت للفعالية. وانتظر الجميع الدقيقة 53، حيث أعلن الحكم المالي كايتا عن ضربة جزاء، بعد إسقاط سفيان بوفال، داخل معترك العمليات. ضربة الجزاء هاته أثارت احتجاج لاعبي الرأس الأخضر، لكن الحكم المالي أقر مشروعيتها، ونفذها بنجاح يوسف العربي، معلنا عن الهدف الأول في (د 55). ومنح هذا الهدف شحنة قوية لعناصر النخبة المغربية، بقدر ما أثر على معنويات لاعبي الرأس الأخضر، الذي أصبحوا يلعبون بعشرة بعض طرد غراسيا، معرقل بوفال. ورغم أن منتخب الرأس الأخضر حاول تجميع أنفاسه، فإن حماس وقتالية العناصر الوطنية كانت حاضرة، حيث تمكنت في الدقيقة 61 من مضاعفة الغلة بهدف ثان، من رأسية يوسف العربي، الذي أحسن استقبال كرة موقوسة من الكوثري. وبعد هذا الهدف غير المدرب رونارد بلهندة بحكيم زياش، فارتفع الضغط المغربي على حارس الرأس الأخضر، مما شكل متاعب لخط دفاعه، رغم خروج العربي (د69) وترك مكانه لعمر القادوري. ويمكن وصف مبارك بوصوفة باللاعب المحوري، وصلة ربط بين خطي الوسط والهجوم، حيث كان فعالا، وجاب وسط الميدان يمينا وشمال، كما مد زملاءه بالعديد من الكرات السانحة للتهديف. ورغم التغييرات التي قام بها مدرب الرأس الأخضر، فإن ذلك لم يكن له تأثير لامتصاصا حماس المغاربة. مع توالي الدقائق أصبح المغرب يلعب بارتياح تام، فواصل البحث عن هدف ثالث، عبر زياش وسفيان بوفال وبوصوفة، لكن التركيز كان قليلا في الأمتار الأخيرة، لينتهي هذا اللقاء بفوز مستحق للأسود على الرأس الأخضر بهدفين نظيفين.