شعر .. غِرٌّ بَيْنَ النُّدْمانِ

أذْكُرُ أنّي كُنْتُ طِفْلا شَقيّا ..
أَدُسُّ الوَصَايَا فِي قَرِيَّةِ النّمْلِ
و أَسْقيهَا جُرْعاَتِ الخُسْرانِ
لأُِوَارِي رُفاتَ اليقين المُعاندِ تَارَةً
بين ألْغازِ اللُّقى و لَعْنةِ التُّرابِ
وَ أُخْرَى أرْمِيهِ فِي بِرْكَةِ النّسْيانِ
أذْكُرُ أنّي مَا أهْمَلْتُ قَطُّ
على لوْحِ الهِجاَءِ غَضاضةَ كَرْمَةٍ
تفيضُ أنْهُرُهَا عِنْدَ عَيْنِ الشّمْسِ
وَ لا أَخْمَدْتُ مِنْ غِلٍّ كَنُودٍ
زَهْرَةَ الشّيْطانِ
بَلْ .. قَدْ كُنْتُ أَنفُخُ في جَمْرِهَا
وأُهَلِّلُ محْمُومًا لاشْتعالِ الظّنُونِ
حِينَ لا تُسْعِفْنِي لِغَزْلِ العَوَاصِفِ يُمْنايَ
كَمْ رأيْتُ وَ .. ارْتأيْتُ
أنّي أرى مَا لمْ تَرَ مُقْلَةُ الشَّفَقِ
إِلََى الدّاخِلِ تشْرئِبُّ رُؤْيَايَ
تعْلُو . تعْلُو فَوْقَ أسْوَارِ الكِتْمَانِ
عَلَى عَرْشِِ الوَحْدةِ تربّعَتُ غَيْمَةً
في سماءِ اليُتْمِ
و رَأَيَْتُ أنّ كَفّيَ المَمْدودةََ
لَنْ تغْنَمَ يَوْمًا
حَبّةَ كُوَيْكَبٍ منْ عناقيدِ الأكْوَانِ
هلْ أقُولُ انْكَفَفْتُ و ازْوَرَّ البَصَرُ !?
لأنَّ نَهْرًا نَاسِكًا غادَرَ مَجْرَاهُ
إلَى مِحْرابٍ أزَلِيٍّ في أعَالِي الجَبَلِ ؟
هلْ أقُولُ انْتَشَيْتُ و انْبَلَجَ الخَدَرُ!?
وَ أَنَا لا أزالُ على عَتَباتِ الوَجْدِ
غِرًّا بَيْنَ النُّدْمَانِ?
لَكِنّي أقُولُ لكُمْ ما لمْ تُسْرِرْهُ
شقائقُ النّعمان لِقَمْحِ البَراِرِي
إنّي ما بذرْتُ الكِلْمَةَ على حَجَرٍ
و لا رَمَيْتُ باشِقًا تَوَّجَهُ الشّمُوخُ
في غَيَاهِبِ القِفارِ
مكناس في 26/10/2016