أكد مشاركون في ندوة نظمت يوم الأربعاء بمراكش حول دور المقاولات في مكافحة التغير المناخي، على أن تقليص انبعاثات الغازات الدفيئة رهين بانخراط المقاولات في تطبيق اتفاق باريس. وشدد المشاركون في هذه الندوة، التي نظمتها المنظمة الدولية «كاربون ديسكلوجر بروجيكت» وائتلاف «وي مين بيوزنيس»، على ضرورة تقوية عمل المقاولات من خلال سياسات مناخية وطنية صلبة، حتى يتسنى تفعيل قدرات القطاع الخاص بشكل كامل في تقليص انبعاثات الغازات الدفيئة إلى المستوى المرغوب فيه. وأشاروا إلى الدور الهام المنوط بالمقاولات في ما يخص تمكين الاقتصاد العالمي من تحقيق وتجاوز الأهداف المرتبطة بالتغيرات المناخية، موضحين أن القطاع الخاص، باعتباره مصدرا مهما لانبعاثات الغازات الدفيئة، يعد شريكا أساسيا في خلق اقتصاد مزدهر ومستدام بانبعاثات ضعيفة من الكربون. في هذا السياق، أبرزت الوزيرة المنتدبة المكلفة بالبيئة، وبطلة المناخ على أعلى مستوى، حكيمة الحيطي، أن على الفاعلين غير الحكوميين، وخاصة المقاولات الكبرى، أن تحمل البلدان على وضع مخططاتها الوطنية للعمل من أجل المناخ بشكل كامل عبر تشريعات وطنية ، مما سيسمح بتفعيل الالتزامات المناخية العديدة للقطاع الخاص بشكل سريع. من جهتها، قالت مديرة مجموعة أرباب»دي برينس أوف ويلز كوربوريت ليدرز» ، التي تضم 24 مقاولة أوروبية كبيرة تشغل مليوني شخص عبر العالم، أنه مع دخول اتفاق باريس حيز التنفيذ، أصبح للعالم أساس قانوني يستند عليه لبناء مستقبل بدون كربون. من جهتها، أبرزت مديرة الاستغلال في منظمة «كاربون ديسكلوجر بروجيكت»، فرانسيس واي، «أن المقاولات انخرطت في سباق استغلال الفرص التي يتيحها الانتقال نحو عالم مستدام». واعتبرت أنه إذا كانت أغلب المقاولات «قد انطلقت وتسير في اتجاه تخفيض الكربون، فإن تدخلا سياسيا واضحا أضحى ضروريا من أجل تشجيعها على مزيد من الطموح ومساعدتها على بلوغ خط النهاية المتمثل في درجتين مئويتين». وتم تنظيم هذا الحدث بشراكة مع الميثاق العالمي للأمم المتحدة والاتحاد العام لمقاولات المغرب. وتعقد فعاليات كوب22، التي ستتواصل إلى غاية 18 نونبر الجاري، بعد دخول اتفاق باريس التاريخي بشأن المناخ حيز التنفيذ يوم الجمعة الماضي. وتتطرق الاجتماعات لقضايا رئيسية من قبيل التكييف والتخفيف مع التغيرات المناخية، فضلا عن تلك المرتبطة بتنفيذ وأجرأة اتفاق باريس. وتناقش هذه القمة العالمية قضايا متعددة تتعلق بالفلاحة والأمن الغذائي والمستوطنات البشرية والطاقات والغابات والصناعة والأعمال والمحيطات والنقل والماء. وتعرف القمة التي يحضنها موقع باب إيغلي التاريخي، مشاركة 20 ألف مندوب من أزيد من 196 دولة، فضلا عن حوالي 30 ألف مشارك من هيئات المجتمع المدني. ومن المرتقب أن يحضر إلى هذه الدورة 40 رئيس دولة و30 رئيس حكومة، للتعبير عن الالتزام الجاد بالتصدي للتغير المناخي.