شدد "نداء مراكش" الذي أطلقه مشاركون في ختام أشغال الحوار الوزاري للمنتدى الإفريقي للكربون مساء الأربعاء 15 أبريل 2015 على أهمية تعزيز التشاور الإفريقي قبل التوجه إلى مؤتمر أطراف اتفاقية الأممالمتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ المزمع عقده نهاية السنة الجارية بباريس، والذي ينتظر أن يتبنى اتفاقا عالميا جديدا في الموضوع. وأبرز النداء أن "اتفاق باريس" يجب أن يرتكز على إدماج البعد البئي لتحقيق التنمية المستدامة مع الأخذ بعين الاعتبار الأمن الغذائي ووضع إجراءات تحفيزية لفائدة القطاع الخاص. وشدد النداء أن تعبئة موارد مالية ملائمة ونقل التكنولوجيا الملائمة وتعزيز القدرات تعد مسائل ضرورية من أجل تحفيز النمو الاقتصادي والتوجه نحو مستقبل مستدام وأكثر إيجابية. ونبه النداء إلى أن إفريقيا تعد إحدى المناطق الأكثر هشاشة في مواجهة آثار التغيرات المناخية، كما اعتبر أن هذه الإشكالية ستمثل في المستقبل أكبر تحدي بالنسبة للقارة إذا لم يتم معالجة هذه الوضعية خلال السنوات المقبلة. من جهة ثانية أشارت حكيمة الحيطي الوزيرة المنتدبة المكلفة بالبيئة في كلمة خلال أشغال الحوار الوزاري متعدد الأطراف أن نجاح تدبير النفايات يمكن أن يتحقق في إطار تكثيف التعاون جنوب-جنوب. وأبرزت أهمية الوعي الجماعي بمشكل انبعاث الغازات الدفيئة، في التقليص من خطر التغيرات المناخية، المؤدية إلى التصحر، و الهجرة القروية، داعية إلى التوافق على اتفاقية إطار، تمهيدا للقاء باريس. وطالبت الحيطي الدول الصناعية، بالعمل على توفير كل الضمانات و الإمكانيات التي ستؤدي إلى تقاسم الخيرات، و التقليص من الأضرار البيئية، و ذلك من خلال اتفاق واضح و مندمج باستحضار البعد التضامني، عبر مساعدة الدول الإفريقية على تحويل التكنولوجيا و تقوية قدراتها و مواكبتها، و دعمها ماليا. من جهته وعد الفرنسي ستفان كومبرتز رئيس قمة الدول الأطراف، بتقديم كل التسهيلات لضمان حقوق جميع الدول في التنمية، باعتبار منتدى باريس يشكل خطوة كبيرة نحو المستقبل، مشيرا إلى ان لجنة وزارية فرنسية تعمل على التحضير للحدث المقبل، لتبادل الخبرات و التعاون في مجال محاربة انبعاث الغازات المهددة لكوكب الأرض. بدوره أشاد ريتشارد كينلي مسؤول الاتفاقية الإطار بالأممالمتحدة، بتجارب دول إفريقية في مجال "المشاريع الخضراء"، منوها بمردودية تبني استراتيجية بيئية واضحة ، لما لها من نتائج اقتصادية و صحية. و ذهب المتحدث نفسه، إلى أن مشاكل البيئة، أصبحت من الأولويات ضمن خطط هيئة الأممالمتحدة، من أجل تأسيس بنية تحتية صحية، تضمن العيش في كوكب تتقاسمه البشرية. وعرف المنتدى توقيع اتفاقية بين الوزارة المنتدبة المكلفة بالبيئة، وجمعية مهنيي الإسمنت بالمغرب، تتعلق تجميع نفايات معامل الإسمنت ، لإعادة تحويلها و تقليص انبعاث الغازات الدفيئة منها.