أمام جماهيره، وعلى عشب المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله، مني فريق الجيش الملكي بالهزيمة الثالثة على التوالي، والثانية منذ قدوم المدرب عزيز العامري. الهزيمة الثالثة (0 – 1) كانت أمام فريق نهضة بركان، الذي حقق انتصاره الثاني على التوالي، وكان ذلك برسم الدورة الثامنة من البطولة الاحترافية. الهزيمة، جعلت العدد القليل من الجماهير العاشقة للفريق العسكري تصب جام غضبها، ومنذ انطلاقة المباراة، على اللاعبين والإدارة التقنية والإدارة.كل الانتقادات وجهت إلى الكولونيل بوبكر الأيوبي، الذي حملوه مسؤولية النتائج الكارثية التي يحصدها الفريق العسكري، وهناك من طالبه بالابتعاد عن تسيير كرة القدم والعودة إلى تسيير كرة السلة. كماحملوه مسؤولية الانتدابات التي قام بها الفريق، والتي اعتبرها الغاضبون فاشلة، تدخلت فيها عوامل غير تلك التي يجب أن تتوفر في لاعب قادر على الدفاع على ألوان الفريق العسكري، الذي كان في يوم من الأيام يلقب بالزعيم. وبما أن الجماهير تحن إلى أيام»الزعيم»، فإنها طالبت بتغيير جدري في الإدارة المباشرة للفريق العسكري. وبما أن الإدارة كانت تعرف جيدا موقف الجماهير منها، فقد أعطيت التعليمات لمنع أحد رؤساء جمعيات المحبين من التواجد في المنصة الشرفية، ولم يتم له ذلك إلا بعد أن غادر الكولونيل بوبكر الأيوبي الملعب خلال الشوط الثاني. عدم اقتناع عشاق الفريق العسكري بأداء فريقهم جعلهم يطالبون باللعب بفريق الإناث، الفائز ببطولة الموسم الماضي وبكأس السوبر الإماراتية المغربية التي احتضنتها دبي مؤخرا. هذا المطلب يحمل في طياته الكثير من الدلالات، والكثير من المرارة على واقع الفريق العسكري، الذي أصبح يعيش أزمة نتائج وأزمة تسيير، وعلاقة متوترة مع جماهيره، التي كانت تعد بالآلاف، لكنها اليوم، وخاصة في مباراة نهضة بركان، لم يحضر منها إلا ما يقارب المائة والخمسين، لكنهم عبروا بقوة عن غضبهم الذي تجاوز في الكثير من الأحيان الطابع الحضاري، وأصبح عبارة عن سب وقذف، واتهامات يمكن القول بأن البعض منها كان خطيرا. وازدادت حدة الاحتجاجات بقيام الحارس الاحتياطي، ياسين الحواصلي، بحركة لا رياضية، حيث كان ياسين الحواصلي الوحيد الذي رد على الجماهير بأسلوب منحط جدا، لأنه في أعماقه يحمل جماهير الجيش الملكي مسؤولية إبعاده عن الرسمية، خاصة بعد أن دخلت شباكه خمسة أهداف أمام فريق فريق الوداد، وهناك من يحمله مسؤولية النتائج السلبية. أزمة النتائج التي يعاني منها الفريق العسكري، تكرست بالرغم من التعاقد مع المدرب عزيز العامري، بعد الانفصال عن عبد المالك العزيز، وهذا يعني بأن ما يعانيه الفريق العسكري أكبر بكثير من تغيير المدرب، لأن الأخير وكيفما كانت كفاءته وتاريخه لن يستطيع تغيير مستوى فريق، إذا كان لا يتوفر على مقومات التغيير، والمتجسدة في لاعبين قادرين على استيعاب أسلوبه وقادرين على تطبيق نهجه في اللعب. وهنا فإن محبي الفريق يحملون المسؤولية إلى المدرب السابق عبد المالك العزيز والإدارة، التي وافقت على انتداب لاعبين لا يمكنهم مجاراة مستوى البطولة الإحترافية، التي تتطلب «بروفايل خاص»، خاصة وأن العديد من الفرق تسابقت على جلب أحسن اللاعبين، وعرفت كيف تضمن إمكانية تدويرهم خلال هذه البطولة. فريق الجيش الملكي، أكيد أنه فقد سنده القوي، والممثل في جمهوره، خاصة وأن مجموعة من مكوناته أصبح غير مرغوب فيها، وهذا يعني أن دائرة الغضب والاحتقان ستزداد اتساعا، ووحدها النتائج الإيجابية قادرة على تحقيق المصالحة، لكن ذلك يحتاج إلى انتدابات جديدة خلال «الميركاتو» الشتوي. وإلى ذلك الحين سيبقى الفريق العسكري في عين العاصفة، وربما تجرف أسماء كثيرة في المكتب المسير.