لا يزال سكان مدينة المحمدية يعانون من استمرار انتشار رماد أسود فوق أسطح منازلهم ' وبشكل كبير خلال هذه الأيام التي تتزامن مع الاستعداد والتهيئ لاستضافة مؤتمر كوب 22 ' وانخراط عدد من الجمعيات ذات الاهتمام بالبيئة والمحيط الإيكولوجي وبعض المؤسسات التعليمية - من خارج المدينة – في أنشطة تحسيسية بأهمية بيئة سليمة. وكما أشرنا إلى ذلك في مراسلة سابقة صدرت بالجريدة في 10 -02 -2016 تحت عنوان «استمرار انتشار رماد اسود فوق أسطح المنازل بالمحمدية»، فإن هذا الغبار بشهادة بعض الخبراء والمختصين ناتج عن احتراق الفحم الحجري لتشغيل المفاعلات الحرارية لإنتاج الكهرباء بالمركب الحراري بالمحمدية، عكس ما كان يعتقده البعض، أوحينما يريد البعض حجب الحقائق بالقول إنه ناجم عن بعض الحمامات أو المخابز التي يستعمل أصحابها النجارة والإطارات . غبار أسود كثيف فوق أسطح منازل مدينة المحمدية ' يمتد إلى المناطق المجاورة وله تأثيرات خطيرة على صحة الساكنة 'وخصوصا الأطفال منهم ' بالرغم من عدم وجود دراسات تؤكد او تنفي ذلك ' يتم التغاضي عنه من طرف الذين أوكلت لهم مسؤولية السهر على أمن هذه المدينة وسلامة بيئتها. استمرار انتشار الرماد يثير غضب سكان المدينة ويقلق راحتهم ، وقد ترجموا هذا في وقفة احتجاجية مساء يوم الثلاتاء 4 غشت 2015 ' قام بها قاطنون بالمدينة و الذين يأتون إليها من المهجر رافعين شعار»ساكنة المحمدية تدافع عن حقها وحق ابنائها في الحياة « «لا لكل من يلوث بيئتنا» ...وتناقلت ذلك عدد من المواقع التواصلية كما تمت مراسلة السلطات المحلية وعقدت لقاءات مباشرة مع المسؤولين عن حماية بيئة المحمدية من أي تلوث، ولحد الساعة لاشئ حدث سوى وعود لم يتحقق منها شيء .وقد تساءلت بعض الكتابات عن صمت المجلس البلدي ممثل ساكنة المحمدية الذي كان عليه استدعاء المسؤولين المعنيين في إحدى دوراته لمناقشة موضوع انتشار الرماد الأسود وتأثيره السلبي على بيئة المدينة وسكانها. فهل ستتحمل السلطات المحلية مسؤوليتها في الضغط على مسؤولي المركب الحراري للبحث عن سبيل أخر يجنب سكان المحمدية استنشاق الغبار الاسود ؟ وهل سيتحمل المكتب الوطني للكهرباء مسؤولية ما يطالب به المجتمع المدني «جسم سليم في بيئة سليمة « ويغير الفحم الحجري بالفيول الصناعي ' كما سبق وأن فعل بالمصنع القديم بالصخور السوداء؟