يعاني سكان مدينة المحمدية منذ مدة، من انتشار رماد أسود فوق أسطح منازلهم، على غرار مدن مجاورة أخرى كالدار البيضاء الكبرى، هذا الغبار يستفيق عليه أيضا، أصحاب وسائل النقل ،خاصة، السيارات التي وبسبب الرطوبة التي تتشبع بالرماد ودخان المصانع، تتسخ وتصبح ذات لون رمادي . وقد اعتقد كثير من السكان في البداية، أن ذلك ناجم عن بعض الحمامات أو المخابز التي يستعمل أصحابها النجارة والإطارات ... لكن سرعان ما اتضح المصدر الحقيقي ،بشهادة بعض الخبراء والمختصين الذين أكدوا أنه ناتج عن احتراق الفحم الحجري لتشغيل المفاعلات الحرارية لإنتاج الكهرباء بالمركب الحراري بالمحمدية. غبار أسود كثيف فوق أسطح منازل سكان مدينة المحمدية، يمتد إلى المناطق المجاورة و له تأثيرات خطيرة على صحة الساكنة ،وخصوصا، الأطفال منهم، بالرغم من عدم وجود دراسات تؤكد أو تنفي ذلك ، حيث يتم التغاضي عنه من طرف الذين أوكلت لهم مسؤولية السهر على أمن هذه المدينة وسلامتها واستقرارها. استمرار انتشار الرماد أثارغضب سكان المدينة، وتناقلته مواقع التواصل الاجتماعي، خلال فصل الصيف،مما نتج عنه وقفة احتجاجية مساء يوم الثلاثاء 4 غشت من السنة الماضية قام بها القاطنون بالمدينة أو الذين يأتون إليها من المهجر رافعين شعار»ساكنة المحمدية تدافع عن حقها وحق أبنائها في الحياة « «لا لكل من يلوث بيئتنا» وقال أحد المهاجرين المغاربة بفرنسا والذي يقضي عطلته بمسقط رأسه المحمدية «أتمنى خلال عطلتي الصيفية المقبلة أن أجد مدينتي في بيئة سليمة مدينة الزهور والرياضات الجميلة» . وقد وعدت السلطات بالاهتمام بالموضوع، واتخاذ ما تراه مناسبا من أجل بيئة سليمة . ولكن، هل سيتحمل المكتب الوطني للكهرباء مسؤولية ما يطالب به المجتمع المدني «جسم سليم في بيئة سليمة « ويغير الفحم الحجري بالفيول الصناعي، كما سبق وأن فعل بالمصنع القديم بالصخور السوداء؟؟