مراكش عروس الجنوب وعاصمة السياحة بالمغرب تحتضن «الكوب 22» ، فألبسوها فستانا مناخيا جميلا، فستان أظهرها كعروس في ليلة زفاف ساحرة.. لكنه فستان زين جانبا من جسد المدينة الرشيق، وترك أخرى عارية، اي الاطراف، ليس من اجل إظهار زينتها ولكن فقط للاهتمام بالجزء المثير ليس إلا.. هكذا بدت لنا صورة مراكش وهي على بعد بضعة أيام من احتضانها الدورة22 من مؤتمر الأطراف حول التغيرات المناخية «كوب22» ، مؤتمر حول المدينة الحمراء إلى مدينة بوجهين.. الكوب 22 يغير واجهة مراكش فجأة نبتت مئات الأشجار في شوارع اجتثث أشجارها سابقا بالكامل، و صبغت الأرصفة و أعيدت صباغتها من جديد، وانتشرت أوراش إعادة التبليط و التوسيع و فتحت مدارات جديدة ، ورصت جنبات الممرات المهمة بالآلاف من الورود، و غيرت مصابيح الإنارة العمومية بأخرى أكثر صداقة للبيئة ، و ظهر اهتمام استثنائي بالفضاءات الخضراء ، خاصة تلك القريبة من منطقة باب إغلي، أو في مركز تواجد الضيوف المهمين.. إنها الكوب 22 تغير وجه مراكش. ما يتمناه المراكشيون هو أن يمر هذا الموعد العالمي بكل نجاح، و أن يحقق مزيدا من المكاسب لصالح مستقبل الحياة على الأرض، و أن لا تزول مظاهر الاهتمام ببعض فضاءات المدينة التي رافقت انعقاد الكوب 22 ، بمجرد انقضاء هذه القمة، و أن يصر المسؤولون على المحافظة على استمرار مظاهر احترام البيئة و جمال الفضاءات العمومية في هذه المدينة، التي كانت فيها البيئة إلى عهد قريب مستهدفة من قبل مختلف أشكال الجشع و الإهمال و التواطؤ. اليوم يعرف الفاعلون أن الكوب 22 وفر ما يكفي من الإشهار للمدينة الحمراء ، و جعل اسمها يتردد في مختلف المحافل و المناسبات العالمية و بمختلف وسائل الإعلام الدولية ، و ستظل كذلك لسنة أخرى . هذا التثمين يشكل فرصة كبيرة لتحويله إلى رصيد يخدم مستقبل مراكش ، و يشكل منعطفا آخر في تاريخها المعاصر، تماما مثلما كان عليه الأمر عقب انعقاد مؤتمر الكاط في التسعينيات من القرن الماضي، الذي فتح مستقبلا جديدا أمامها. الفنادق.. 50 مليون درهم من أجل التأهيل الإيكولوجي الفنادق و المطاعم و باقي المنشآت السياحية المرتبطة بالإيواء و الإطعام و التنشيط ، توجد في مقدمة المرافق التي يُعول عليها كثيرا في إنجاح مؤتمر الكوب 22. بل إن تنوع العرض و وفرته شكل إحدى أهم نقط الجذب التي مكنت مراكش من الظفر بامتياز تنظيم هذه التظاهرة العالمية، التي تستقطب عددا كبيرا من المشاركين من الوفود الرسمية التي ستضطلع بمهمة التفاوض حول القضايا المطروحة في القمة و القرارات المترتبة عنها، أو كذا من المنظمات المدنية و الشركات و ممثلي الإعلام ، ناهيك عن عدد كبير من أفراد الأطقم المنظمة التابعين لمنظمة الأممالمتحدة و غيرها. يعني ذلك أيضا أن القطاع السياحي يوجد في مقدمة المستفيدين من احتضان مراكش لهذه التظاهرة ، و لاسيما أن فترة انعقادها تصادف الموسم المعروف لدى المهنيين بركوده. و هو ما يسمح باستفادة القطاع من رواج استثنائي. مراكش توفر عرضا يتكون من 65 ألف سرير مصنف موزعة على 200 فندق و 1200 دار للضيافة مصنفة . لكن اللجنة المنظمة استبعدت أزيد من 25 فندقا لكونها لا تحترم المعايير الدولية ، و احتفظت ب 170 منشأة للإيواء . المهنيون حاولوا، في إطار الاستعداد لهذا الحدث، جعل مؤسساتهم منسجمة مع روح القمة، حيث صرفوا 50 مليون درهم من أجل التأهيل الإيكولوجي لمؤسساتهم ، و سمح ذلك باعتماد 34 منشأة للإيواء صديقة للبيئة. يتوقع أن يصل عدد المواكبين لأشغال الكوب 22 ، إلى 22 ألف مشارك من الوفود الرسمية و الخبراء و المنظمات المدنية و الشركات المعنية بالبيئة و ممثلي وسائل الإعلام. و يقول المنظمون إن 15 ألف شخص اعتمد في الفضاء الأزرق الذي يخضع لإشراف منظمة الأممالمتحدة ، مقابل 7 آلاف اعتماد في الفضاء الأخضر المخصص للجمعيات و الشركات . تشير المعطيات المتوفرة إلى أن وزارة الداخلية حجزت 6 آلاف غرفة ، إضافة إلى فيلات فاخرة و شقق مخصصة لشخصيات مهمة. قطاع المطاعم بدوره استعد للكوب 22 ، حيث يراهن المنظمون على أن يوفر أرباب المطاعم بمختلف أصنافها كل شروط إرضاء ضيوف المدينة بتوفير ما يكفي من الوجبات المستجيبة لطلبات المشاركين بمختلف أصنافهم ، مع احترام شروط الجودة ، تفاديا لتلك الظواهر التي تشوش كثيرا على سمعة القطاع السياحي بالمدينة ، و في مقدمتها أعراض التسمم نتيجة تناول وجبات بمحلات لا تحترم معايير النظافة . المسؤولون بمراكش يعرفون جيدا أن المدينة بكاملها ستكون تحت مجهر زوارها ، لذلك يراهنون على أن تشمل يقظة الجودة المطاعم الشعبية و محلات إعداد الوجبات الجاهزة ، و بالدرجة الأولى مطاعم الهواء الطلق بساحة جامع الفنا، التي ستستقطب عددا كبيرا من ضيوف المدينة من المشاركين في التظاهرة العالمية. رؤساء المطاعم بدروهم ، أبدوا درجة عالية من التفاعل مع الكوب 22 ، و أعلنوا إعدادهم لقائمة من الأطباق المحترمة للبيئة التي ستقترح على زبنائهم خلال فترة انعقاد القمة. باب إغلي : القرية التي أدهشت المراكشيين تحول باب إغلي ، إلى إيقونة مؤتمر الكوب 22 لدى المراكشيين، سور أحمر يحاكي حمرة الأسوار التي تحيط بالمدينة العتيقة ، و خيام ضخمة تبدو للعيان من مسافة بعيدة ، و تمثل ضخامة و أهمية هذا الحدث العالمي، و رواج يحيطها من كل الجهات . إنها ببساطة قرية ضخمة لمؤتمر ضخم. تضم قرية المؤتمر 55 خيمة أنجزت في أقل من ثلاثة أشهر، القرية جاهزة لاستقبال 20000 مندوب يمثلون 197 دولة ستشارك في القمة. و تحاول الشركة المكلفة بإنجازها على بعد أيام قليلة لكي تجعلها جاهزة في الموعد . قرية المؤتمر أنجزت على مساحة 30000 متر مربع. وتتكون من فضاءين، هما الفضاء الأزرق الذي يخضع لإشراف الأممالمتحدة ، و فيه ستجري المفاوضات الخاصة باتفاقية المناخ .و تضم قاعتين للجلسات العمومية و قاعات للاجتماعات و الندوات ، و يربط بين شطريها ممر للراجلين تغطيه مظلة بحجم 700 متر طولا و 26 مترا عرضا ، و يحتوي هذا الفضاء على مجال أخضر يضم أصنافا مختلفة من النباتات و مطعمين . أما المنطقة الخضراء ، المخصصة للمبتكرين و منظمات المجتمع المدني و ممثلي الشركات المعنية بالبيئة ، فتمتد بدورها على مساحة 30000 متر مربع ، و تضم في مجموعها أروقة للعرض . و ستكون مجالا لتفاعل حوالي 120 جمعية في الأسبوع الأول من المؤتمر و 60 جمعية في الأسبوع الثاني. مدينة بوجهين ما يعرفه المراكشيون ، ان البيئة بهذه المدينة قلما عوملت بالاحترام اللازم. يكفي للتدليل على ذلك حالة واحة النخيل و التدمير المتواصل لها ، و اجتثاث آلاف الأشجار من جنبات الشوارع ، و الإهمال التام لحق ساكنة واسعة تقطن في أغلب الأحياء الشعبية في بيئة سليمة و مجالات خضراء، كما هو الأمر بأحياء المحاميد و أسكجور و المسيرات و أبواب مراكش و سيدي يوسف بنعلي ، حيث يتكدس مئات الآلاف من السكان دون توفر أدنى شرط يمكن أن يجعلهم يطمئنون أنهم يعيشون في بيئة سليمة . مع اقتراب موعد الكوب 22 ، انقسمت مراكش إلى قسمين بوجهين. جزء يمثل واجهة المدينة ، القريب من مركز انعقاد القمة ، و الشوارع الرئيسية التي ستمر منها مواكب الشخصيات المهمة ، و الأحياء التي تضم مؤسسات الإيواء التي ستقيم فيها الوفود الإعلامية . و الذي حاول المسؤولون أن يبذلوا مجهودا استثنائيا لتجميله ، و إضفاء مظاهر التزيين و النظافة و احترام البيئة عليه. و القسم الثاني ، و هو الجزء الأكبر من المدينة ، حيث تقطن غالبية المراكشيين ، و هو القسم الذي تُرك إلى حاله المألوف من تدهور بيئي و قلة نظافة و أزبال وغيرها من مظاهر الإهمال و الاستصغار لشأن الساكنة المحلية . الأحياء المهمشة خارج اهتمامات كوب 22 فيما لاتزال الاستعدادات على قدم و ساق لتوفير الحد الأدنى من أرضية لاستقبال المشاركين في قمة مراكش للمناخ ، تتعالى أصوات تنديدية لساكنة مجموعة كبيرة من الأحياء الهامشية و الشعبية بالمدينة و البعيدة على مؤثرات مناخ هذه الاستعدادات.فبعد العديد من الأشغال الجارية حتى كتابة هذه السطور من تبليط و إعادة هيكلة و استصلاح الإنارة العمومية و إعادة تزيين ممرات و شوارع مرور و توافد مشاركي قمة مراكش، يلاحظ المتتبع للشأن المحلي بمراكش حجم التناقضات الكبيرة و التي تعيشها أحياء تاريخية بالمدينة أو تعتبر بصراحة من الجزء المهمش و غير النافع بالمدينة. اشمئزاز و تحسر على بطء أشغال أو تهميش مقصود لمناطق بمراكش ليست لها جهة تدعمها أمام الاجتماعات الروتينية أو لم تعد جذابة لمنطق الريع الانتخابي أو تهالك صكها العقاري و البشري. العديد من الساكنة التي التقتها « الاتحاد الاشتراكي» ، عبرت عن تذمرها العميق لعدم مشاركة هذه المناطق و الأحياء من كعكة إعادة تأهيل مراكش سواء بحاضرة مراكش أو باستعدادات المدينة لقمة المناخ. شارع علال الفاسي و شارع مولاي عبد الله و حي التقدم وشارع ابن سينا بالداوديات ( المؤدي لأكبر مؤسسة صحية بالمدينة – المستشفى الجامعي محمد السادس-) و منطقة باب الخميس و الموقف، مرورا بجل أحياء المدينة العتيقة و المسيرات الثلاث و غيرها ، جلها مناطق اعتبرت مغيبة الى اليوم في أي مشروع ولو ترقيعي لضمان حقها من «الاستعدادات المناخية» . بالرغم من ذلك ، يتسابق سكان هذه المناطق بممثليهم بالمجتمع المدني و المؤسسات الاجتماعية و الثقافية، الى التعبير عن رغبتهم في إنجاح قمة مراكش و الترحيب الحضاري بالمشاركين دعما للجهود المبذولة من طرف الجهات العليا لإنجاح هذه المحطة المتميزة والتي كان للمغرب الشرف لاحتضانها. تساؤلات وردت على ألسن ساكنة حيرتها تحركات بعض المسؤولين المحليين و الوقوف على الأشغال ليل نهار في الجهة الغربية من مناطق نفوذهم الترابي، و التي تعتبر ممرا حيويا لوافدي قمة المناخ في حين الجهة الشرقية أو الضفة الأخرى اعتراها النسيان و غرقت في الأزبال المتناثرة و شاء القدر أن تعيش مهملة لسنين خلت. لهذا الغرض، تطالب ساكنة الأحياء المهمشة بالداوديات و المدينة العتيقة و المحاور الحيوية بالمدينة بتذكير من يهمهم الأمر بضرورة التعقل و رفع الضرر ولو بالحد الأدنى من صيانة الإنارة العمومية و الاستفادة من برامج متطورة على غرار الشوارع المحظوظة بالمدينة. كما أن بوصلة و مخالب الإجرام تحولت الى الشوارع المهمشة كالدوديات و الحي الصناعي و الأحياء العتيقة نظرا لتواجد مكثف للأمن بمحاور كانت هدفهم من قبل. الهيئات الديمقراطية بمراكش تتحرك من أجل البيئة بدورها و في سياق الاستعداد للكوب 22 ، عقدت الهيئات الديمقراطية بمراكش سلسلة من الاجتماعات لتدارس المشاكل البيئية ونتائجها الكارثية على الشعوب بسبب السياسات النيوليبرالية للنظام الرأسمالي، وفي هذا الصدد تدارست أبعاد وخلفيات مؤتمر الاممالمتحدة للمناخ المزمع تنظيمه بمراكش « كوب 22» . وبعد التداول قررت تأسيس اطار مهمته متابعة وتعبئة المواطنات والمواطنين لمواجهة السياسات النيولبرالية المدمرة للبيئة يحمل اسم « التنسيقية المحلية من اجل البيئة مراكش، وهو اطار مفتوح في وجه جميع الفعاليات الديمقراطية. التنسيقية أعلنت عن برنامج طموح ، أسمته « الفضاء البديل لقمة المناخ « و جعلت شعاره» أزمة المناخ : تغيير النظام الاقتصادي هو الحل « و تتهيأ لإصدار إعلان مراكش من أجل عدالة اجتماعية و مناخية « 200 مرحاض متنقل كم كانت خيبة سكان المدينة الحمراء كبيرة ، عندما أعلن أحد مسوؤليها الجماعيين أن المراحيض العمومية المتنقلة التي ستقيمها الجماعة ، مرتبطة فقط بالكوب 22 ، و أن العمل بها سينتهي بعد انقضاء المؤتمر؟ يتوقع أن يتم نشر 200 مرحاض متنقل في فترة انعقاد المؤتمر الأممي حول المناخ ، و يعهد أمر تدبيرها لشركة خاصة ، و ستربط بشبكة الماء و التطهير، و تراعى فيها شروط النظافة ، بما يرضي زوار المدينة خلال هذا الموعد الهام . المراحيض العمومية تشكل معضلة كبيرة بمراكش ، و أغلب التقارير التي تنجز عن مشاكل السياحة بهذه المدينة ، تشير إلى خصاص فظيع في هذا المرفق الذي يعد من شروط تأمين الراحة للوافدين على مراكش . بل إن أغلب الشكايات التي تتلقاها المصالح المعنية من السياح الأجانب تنصب على هذا المشكل. و رغم ذلك تقاعست المجالس الجماعية عن التفاعل الجدي معها . و اليوم يأمل المراكشيون أن يكون الكوب 22 فرصة لكي ينتبه المسؤولون إلى حجم هذا الخصاص ، و يعملون بشكل دائم ،شبكة محترمة من المراحيض تنتشر في مختلف أحياء المدينة و ليس فقط بالمنطقة السياحية . 7000 عنصر لتأمين الكوب 22 لم يعتد المراكشيون على مشاهدة ثمانية عناصر من شرطة المرور أو أكثر يشرفون على تنظيم حركات السير بالمدارات الرئيسية المتواجدة في مركز المدينة و خاصة بجليز و شارع محمد السادس و المدارات الكبرى بمدخل مراكش و شارع عبد الكريم الخطابي.مثلما لم يعتد أحد بهذه المدينة على تواجد عناصر أمنية عند ممرات الراجلين مهمتهم تأمين عبور المشاة ، وضمان حقهم في مرور آمن بين ضفتي الشارع. فجأة صارت مراكش أشبه بما يحدث في مدن أروبية . هذه الطفرة الأمنية كانت أهم منبه لعامة السكان بأن حدثا مهما سينعقد بالمدينة . فقد رافقت ذلك مظاهر التواجد الأمني المكثف لفرق النجدة التي أحدثت مؤخرا ، و للتواجد المثير للدراجين ، و باقي الدوريات التي لوحظ تحركها في أماكن لم يرها فيها أحد لسنوات متواصلة . و يُقدر عدد عناصر الأمن التي استقدمت لمراكش بقصد تأمين قمة الأممالمتحدة حول المناخ ، بما يفوق أربعة آلاف عنصر. فيما ذكرت بعض المصادر أن الأماكن المخصصة التي طالبت بها مديرية الأمن لإيواء عناصر الشرطة القادمين من خارج مراكش، تصل إلى سبعة آلاف شخص . و يُضاف إليها ما يفوق ثلاثمائة عنصر تابعين للأمم المتحدة سيتكلفون بتأمين الفضاء الأزرق الذي سيحتضن المفاوضات. المظاهر الأمنية لا تقتصر على التواجد المثير للعناصر الأمنية بشوارع المدينة و ساحاتها ، و إنما يتعلق أيضا بالتتبع المتواصل لكل صغيرة و كبيرة بالمدينة و من خلال مئات الكاميرات التي ثبتت بمناطق مختلفة منها و التي تضع حركة الحياة بها تحت مراقبة العناصر الأمنية طيلة اليوم . مظاهر التأمين شملت أيضا زيادة بعض المرافق الحساسة التي تشكل واجهة للمدينة و في مقدمتها مطار المنارة الدولي و محطة القطار ، و الفنادق التي ستأوي المشاركين . في مراكش هذه الأيام ، أينما وليت وجهك فثمة عدد كبير من رجال الأمن . دراجات هوائية ذاتية الخدمة مراكش مدينة البسيكليت. هكذا كانت بحكم انبساط الأرض و سلاسة تحرك الدرجة في الأزقة و الدروب الضيقة و السويقات المكتظة التي تتوسط أحياء المدينة . لكن التأويل الذي اعتمده المسرولون في هندسة الطرق بالمدينة كان لصالح السيارات و العربات الكبيرة ، مقابل تضييق الخناق على الممرات المحمية التي كانت مخصصة للدراجات . فقد كانت كل مشاريع توسيع الطرق بسبب الازدحام تتم على حساب مستعملي الدراجات الهوائية ، الذين فقدوا حقهم في أغلب شوارعها في ممرات تحميهم ، كما هو الأمر في عدد كبير من المدن الغربية . تضييق الخناق على الدراجات الهوائية ، يكشف تخلفا واضحا في ذهنية المسؤولين ، الذين لم ينتبهوا إلى أن تشجيع استعمال الدراجة الهوائية، دعم كبير لحماية البيئة و مساهمة مهمة في التقليص من انبعاثات الغازات المحدثة للاحتباس الحراري ، و مقلص عملي من درجة الاكتظاظ بشوارع مراكش . و لحسن حظ المدينة ، أن تنظيم الكوب22 بمراكش ، كان فرصة لإعادة الاعتبار لهذا السلوك البيئي السليم الذي التزم به المراكشيون ، و الذي حاربته المخططات العشوائية التي اعتمدها المسؤولون ، و المقصود به الاستعمال الكثيف للدراجة الهوائية . حيث أعلنت إحدى الشركات الفرنسية ، أنها ستنشر أسطولا من الدراجات الهوائية ذاتية الخدمة ، تزامناً مع استضافة المدينة لقمة المناخ ال22 ، لتصبح بذلك أول مدينة أفريقية تتوافر فيها هذه الخدمة. وقالت الشركة المتخصصة في تصميم وصناعة وتثبيت أنظمة دراجات الخدمة الذاتية، إنها "فازت بالعطاء الذي أطلقته منظمة الأممالمتحدة للتنمية الصناعية، لنشر أسطول لدراجات الخدمة الذاتية بمناسبة انعقاد قمة المناخ ال22، وذكرت الشركة أن المدينة ستُجهز بأزيد من 200 دراجة هوائية ، ستُوزع على 10 محطات تشكل الأماكن الرمزية للمدينة، مثل ساحة الكتبية ، وحديقة ماجوريل. و يأمل المراكشيون بأن يترك تنظيم الكوب 22 ، أثرا إيجابيا لصالح البيئة لدى مسؤولي المدينة ، و ذلك بإصلاح الخطأ الجسيم الذي ارتكبوه في حق مستعملي الدراجات الهوائية ، بإعادة الممرات المحمية المخصصة لهم في كل شوارع المدينة، و عدم الاكتفاء بتلك الخطوط المصبوغة التي لا يحترمها أحد وتسهل عملية احتلالها من قبل السيارات و الحافلات و غيرها من العربات . حافلات كهربائية والواقع البيئي منذ ست سنوات ونيف قام المجلس الجماعي لمراكش بارتكاب جريمة بيئية كبيرة استهدفت مئات الاشجار الضخمة التي تجاوز عمرها قرنا من الزمن وذلك بمبررتوسيع الطريق من مدخل المدينة من طريق الصويرةاكادير إلى غايةعمق حي جليو في اتجاه باب دكالة، وتبين فيما بعد أنه تم بناء طريق يتوسط الطريق وقد خصص لبضع حافلات كهربائية لا تتجاوز مسافتها الستة كيلومترات لا غير ولن تستهدفه الا فئة قليلة من السكان، أي أنه تم القضاء على مئات الاشجار الضخمة من اجل بضع حافلات كهربائية في عملية تروم الترويج اثناء انعقاد الكوب 22 مع العلم ان بضع حافلات اليكترونية تم التأسيس لها بعد تدمير جانب بيئي مهم وهو مئات الاشجار الضخمة. وهناك دراسة جامعية اكدت ان مراكش محتاجة الى 195 الف شجرة غابوية لإعادة توازنها البيئي.. يذكر ان مراكش تعرضت منذ ما يفوق ثلاثة عقود الى اجتثاث لفضاءاتها الخضراء بنسبة فاقت ال50 في المائة. فعدد من «العراصي» انقرضت بينما امتدت الصنادق الاسمنتية لالاف الهكتارات وتم القضاء على مئات الضيعات وامتد ذلك عبر كل الاتجهات ما افقد المدينة رونقها وجمالها ومساحاتها الايكولوجية.. واحتلت مكانها عمارات المضاربين العقاريين سواء في اتجاه طريق السويهلة والسعادة والمحاميد وطرق تحناوت وطريق اوريكة .. وهاهم اليوم بمناسبة انعقاد الكوب 22 يزرعون أشجارا بشكل سريع ويصنعون مساحات خضراء سريعة بقدرة قادر؟