فقدت مدينة القصر الكبير واحدا من رجالها الكبار الذي شرَّف حضور هذه المدينة وطنيا وعلى صعيد المغرب العربي وكل الوطن العربي الكبير؛ إنه المجاهد السي الهاشمي الطود، الذي غادر مدينته الصغيرة هاته ذات صباح قاصدا الزعيم محمد عبد الكريم الخطابي النازل بقاهرة المُعز في رحلة على الأقدام. كما كان مبعوث الزعيم جمال عبد الناصر لقادة الثورة الجزائرية لتحديد توقيت الطلقة الأولى التي أثمرت ثورة استثنائية في التاريخ العربي والإنساني، من خلال لقائه بالراحل الكبير عبد الحميد مهري. غادر هذا العالم دون أن يفقد حُلمه في نهوض هذه الأمة، وتحرير فلسطين التي كان لها مكانة خاصة في قلبه. كيف لا وهو الذي قاتل في ربوعها سنة 1947 وتمكن من أسر إحدى العسكريات المنتميات لعصابة الهاجانا الصهيونية (من رومانيا). لم يفقد إيمانه بوحدة المغرب العربي الكبير، تلك الرسالة التي ظل يلهج بها لسانه إلى أواخر حياته. قصة هذا الرجل طويلة، وتستحق أن تُروى. كيف لا وهو المنتمي لمدرسة الزعيم المجاهد محمد عبد الكريم الخطابي الذي كانت تربطه به علاقات خاصة. رحم لله السي الهاشمي، وأسكنه فسيح جنانه على ما قدمه لأُمّته وشعبه ووطنه. لأبنائه وبناته وأصهاره ومحبيه، وكل عائلة الطود الكريمة خالص العزاء. إنا لله وإنا إليه راجعون