شيعت ساكنة مولاي إدريس زرهون بعد صلاة مغرب يوم الجمعة 14 أكتوبر 2016، الراحل محمد أنوار الذي جرفته مياه الأمطار الغزيرة التي شهدتها عاصمة إدريس الأكبر إلى متواه الأخير زوال يوم الخميس الأخير. وكان الفقيد الذي يبلغ من العمر 12 سنة في طريقة إلى المدرسة في الساعة 2 زوالا حين باغتته قوة وسرعة منسوب مياه الأمطار التي تهاطلت على المنطقة في ذلك اليوم. ولم يتم انتشال جثته إلا بعد مرور ليلة وضحاها أي بعد مرور أزيد من 20 ساعة من البحث. وعاشت مدينة مولاي إدريس زرهون طيلة يومي الخميس والجمعة الأخيرين أجواء حزينة جراء الخسائر البشرية والمادية الكبيرة التي لحقت بمنازلها جراء هذه الأمطار كما عاشت سخطا شعبيا تمثل في تجع جماهيري احتجاجي رفعت فيه شعارات مناوئة لرئيس المجلس البلدي متهمة إياه بالإهمال والتقصير في إيجاد حل للمخاطر المحدقة بهم كل سقوط لأمطار الخير والنماء. الجريدة قامت بجولة ميدانية والد الضحية محمد أنوار الذي التقته الجريدة وهو محاط بحشد كبير من ساكنة زرهون ينتظر قدوم جثة ابنه لدفنها لم يقو على الكلام من هول الصدمة والتعاطف الذي لقيه قال « لا أحد اتصل بي من المسؤولين، وأن ما وقع يتم التنبيه له في كل مناسبة منذ أزيد من 20 سنة لكن لا حياة لمن تنادي» في انتظار قدوم الجثة بعد انتهاء الإجراءات القانونية، قمنا بجولة في أزقة عين الرجال وطريق الحامة ودروبها وأنبوب وبالوعات تصريف مياه الأمطار والسيول، ووقفت عن حجم الخسائر المادية من أثاث وحاجيات منزلية التي غمرتها المياه والسيول المنجرفة كشفت بما لا يدع مجالا للشك هشاشة البنية التحتية والغش كعنصر محدد لجميع خسائر غضب الطبيعة. في كل مرة وحين كنا نلتقي نسوة ينظفن بيوتهن والأزقة الضيقة سمعنا منهن نفس الأسطوانة « قمنا بثقب الجدران لتصريف الأوحال التي غمرت بيوتنا « ولحد الساعة « لا أحد زارنا من المسؤولين للمواساة والتخفيف علينا من وطأة الكارثة التي ألمت بنا، أصبحنا في رمشة عين دون مأوى « أين ما كانوا يزوروننا خلال الحملات الانتخابية ويعطونا الوعود المعسولة؟ الكل هجرنا !!! ما العمل؟ أين نبيت؟ ماذا نفترش؟ أسئلة حارقة وحزن لن يندمل إلا بتدخل الجهات المعنية لتقديم يد العون والمساعدة. كما عينت الجريدة عددا كبيرا من السيارة الخفيفة وصطافيطات المستعملة في النقل بين القرى مركونة لا تتحرك بفعل الأضرار التي لحقتها. يشار أن لا أحد من المسؤولين سواء المنتخبين أو الإداريين تفقدوا أحوال الأسر المنكوبة التي تعرضت منازلها ومحتوياتها للإتلاف باستثناء وكيل لائحة الاتحاد الاشتراكي للانتخابات التشريعية الأخ شكيب المامون الذي أبى إلا أن يكون حاضرا في جميع مراحل التحقيق وتشييع جنازة الراحل.