بقلوب ملؤها الخشوع والإجلال، وأفئدة مكلومة من أثر المصاب الجلل والرزء الفادح، ودعت أسرة الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير المقاوم محمد بن عبد السلام عبروق، الذي لبى داعي ربه، يوم الثلاثاء 09 محرم 1438 موافق ل 11 أكتوبر 2016 بمدينة الرباط. ازداد المقاوم المرحوم محمد بن عبد السلام عبروق سنة 1936 بمدينة الحسيمة، وكان يرحمه الله من الوطنيين الأوائل ومناضل الساعات الأولى، حيث التحق بالعمل الوطني وكان أحد أعمدته، انضم إلى حركة المقاومة السرية والفداء بمدينة الرباط ضمن خلية المقاوم المرحوم عمرو العطاوي، وشارك ثلة من رفاقه الأفذاذ في تنفيذ عدة عمليات جريئة بالمدينة القديمة ( الكزا وبوقرون ) تكبد خلالها المستعمر خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، شارك في عدة عمليات فدائية ضد قوات الاستعمار ومصالحه وقام بعدة تفجيرات بواسطة قنابل تقليدية، وصدر في حقه حكم بالسجن المؤبد وقضى سنتين قبل الافراج عنه عند عودة بطل التحرير والاستقلال جلالة المغفور له محمد الخامس من المنفى والإعلان عن الاستقلال. انخرط المقاوم المرحوم محمد بن عبد السلام عبروق في العمل الوطني بحماس وتطلع إلى المستقبل بثقة واستطاع بفضل هذه السجايا والخصال الحسنة أن يبصم تاريخ الكفاح الوطني من اجل الحرية والاستقلال واسترجاع السيادة الوطنية وعودة الملك الشرعي من المنفى. لقد اجتمعت في الراحل العزيز صفات الوطني الغيور والمقاوم الملتزم، فغدا بذلك نموذجا حيا وطرازا فريدا في قوة الإرادة والثبات على المبادئ والوفاء لنهج الوطنية التي تشبع بها وآمن بها طيلة مسيرته الوطنية والنضالية والإنسانية والأخلاقية والقيمية. حظي الفقيد المبرور، المقاوم المرحوم محمد بن عبد السلام عبروق بشرف توشيحه بوسام المكافأة الوطنية من درجة قائد بمناسبة تخليد الذكرى 63 لثورة الملك والشعب يوم 20 غشت 2016،.كما تم تكريمه من لدن المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير في 18 نونبر 2014. وفي هذا الظرف الحزين، يتقدم السيد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بعبارات أحر التعازي وأصدق المواساة إلى عائلة الفقيد الصغيرة وعائلته الكبيرة في الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير، ضارعا إلى المولى العلي القدير أن يلهمهم جميل الصبر والسلوان، وأن يتغمد الراحل العزيز بواسع الرحمة والمغفرة والرضوان وجزيل الثواب وحسن المآب، وأن ينزله منزل صدق عند مليك مقتدر مع الذين أنعم الله عليهم من النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولائك رفيقا. «يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي» صدق الله العظيم. إنا لله وإنا إليه راجعون.