رزئت أسرة المقاومة وجيش التحرير والحركة الوطنية يوم السبت 10 ذي القعدة 1437 الموافق ل 13 غشت 2016 في فقدان المرحوم المقاوم أحمد ناصر الدين الملقب ب «صوت العرب» أحد الأعلام البارزة في صفوف أسرة المقاومة وجيش التحرير الذي بصم بأياديه البيضاء وأعماله الجليلة وتضحياته الجسام تاريخ الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال واسترجاع السيادة الوطنية وعودة الملك الشرعي من المنفى. ازداد المشمول بعفو الله أحمد نصر الدين سنة 1932 بمدينة الدارالبيضاء، التحق بالمدرسة الحرة التي كانت بدرب كارلوطي والتي كان يديرها محمد الشاتي، وفي هذه المدرسة فتح عينيه على مبادئ الوطنية وتشبع بقيمها على أيدي مدرسيه الوطنيين، وعاين ورفاقه الممارسات القمعية للسلطات الاستعمارية حين كانت تقدم في كل مرة على اعتقال مدير المدرسة أمام أعين التلاميذ والمدرسين، لا لذنب اقترفه إلا كونه كان ينادي بحق وطنه في الحرية والاستقلال. التحق الفقيد أحمد ناصر الدين في أول الأمر بخلية سرية للمقاومة ببوشنتوف تابعة لمنظمة « اليد الحسنية»، وكان من بين مؤسسي هذه المنظمة محمد منصف وعبد المالك محتاجي وآخرون، شرعت أول الأمر في طباعة المناشير وتوزيعها لدعوة المواطنين لجعل يوم الجمعة يوم عطلة، والدعوة لمقاطعة السلع الأجنبية والفرنسية. كما كان الفقيد المرحوم من المؤسسين لخلايا سرية كخلية درب اليهودي وخلية بوشنتوف وخلية ابن مسيك. وقد تمكنت هذه الخلايا من تنفيذ سلسلة من العمليات الفدائية التي استهدفت دكاكين بيع التبغ، وتصدى رجالها لرموز الاستعمار وللمتعاونين معه من مخبرين وأعوان. وهو ما عرضه للاعتقال في شهر دجنبر 1954 ونقل إلى مركز الشرطة المركزي، مع مناضلين آخرين القي عليهم القبض. وأخضع المقاوم المرحوم أحمد ناصر الدين لجولات طويلة من التعذيب القاسي دام حوالي ثلاثة أشهر نقل خلالها إلى مدينة مراكش، ولما عجزت الشرطة الاستعمارية عن انتزاع اعترافاته، وعلى إقامة الحجة على نشاطه في صفوف المقاومة المسلحة أطلق سراحه، فعاد إلى مواصلة كفاحه إلى جانب رفاقه. وفي سنة 1973 حظي المرحوم أحمد ناصر الدين بشرف تعيينه عضوا بالمجلس الوطني المؤقت لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير من لدن المغفور له الحسن الثاني وانتخب لعضوية الأجهزة التسييرية داخل هذا المجلس كان آخرها منصب الكاتب العام. وكان رحمة الله عليه طيلة مساره الجهادي والنضالي الطويل مثال الوطني الغيور والمقاوم الجسور والرجل الملتزم والمتفاني في خدمة قيم الوطنية الحقة والمثل العليا والمقدسات الدينية والوطنية. وكانت حياته رحمة الله عليه حافلة بجليل العطاءات وجسيم التضحيات والأعمال الصالحات. وتشاء الأقدار الإلهية أن يتزامن رحيل الفقيد العزيز مع تخليد الشعب المغربي ومعه أسرة المقاومة وجيش التحرير للذكرى 63 لثورة الملك والشعب. وبهذه المناسبة الأليمة التي تركت في أعماقنا مشاعر الحزن والأسى والحسرة بهذا المصاب الجلل، يتقدم المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بأصدق عبارات التعازي والمواساة لعائلة الفقيد الصغيرة والكبيرة في الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير ضارعا إلى المولى العلي القدير أن يلهمهم الصبر والسلوان وأن يتغمده بواسع الرحمة والمغفرة والرضوان وجزيل الثواب وأن ينزله منزل صدق مع الذين أنعم الله عليهم من النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولائك رفيقا. وسيوارى جثمان الفقيد الثرى بمقبرة الشهداء بمدينة الدارالبيضاء ظهر يوم الثلاثاء 16 غشت 2016. «يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي» صدق الله العظيم إنا لله وإنا إليه راجعون.