منذ عقود من الزمن، لا يزال المواطن المغربي بشكل عام والمواطن بإقليم الرشيدية البسيط ، يفتقد لأدنى حقوقه في العلاج بالمستشفيات العمومية، حيث أصبحت أوضاع مستشفياتنا لا تبشر بالخير بسبب تردي خدماتها الصحية نتيجة سوء تسيير وقلة إمكانيات وإهمال مسؤولين، ليبقى المريض يدفع فاتورة هذا التدبير. بالرغم من المشاريع الكبرى والأموال الكبيرة التي خصصتها الدولة للنهوض بقطاع الصحة، إلا ان الأرقام والإحصائيات تقول غير ذلك، فالقطاع أصبح يشهد تراجعا رهيبا في خدماته بالإضافة إلى غياب أطباء متخصصين وغياب الهياكل الصحية والإمكانيات الطبية... في الرشيدية وفي مستشفى الأمير سلطان لأمراض العيون تحديدا الذي فتح أبوابه سنة 2007 ، يلج المريض الى هذه «المعلمة « وهي بناية راقية بمواصفات عالمية ، فيصير مشدوها لما يراه من مرضى من جميع أنحاء الاقليم الذي تفوق ساكنته 500 ألف ، فلم يجد من يستقبله . يوم الخميس 29 شتنبر2016، كانت زيارة لأحد المرضى القادم من أرفود مع أفراد من أسرته ، أصيب بمرض في عينيه يجهل أسبابه ، لكن فوجئ بعدم وجود ولو طبيب واحد متخصص في أمراض العيون بالمستشفى ، وقيل له يجب عليك الذهاب الى فاس... مستشفى طب العيونبالرشيدية الذي تم بناؤه من طرف الامارات العربية المتحدة ، بني بمواصفات حديثة وتم تجهيزه بأليات طبية متطورة ، ليستقبل مرضى الاقليم الذي تنتشر فيه أمراض العيون ، وخاصة داء الرماد و الجلالة، لكن الدولة لم تقم بما تفرضه عليها أوضاع سكان الاقليم ، بل لم تستطع حتى توظيف أطباء بالقدر الكافي في ذات التخصص ، والذي يقوم بهذا الدور تجاوزا ، هي البعثة الصينية التي يوجد من بينها طبيب لمرض العيون ، بينما الأطباء المحليون ان وجدوا ، فإن بعضهم لا يقوم بواجباته كما يفرضها عليه قسم أبو قراط لكثرة الغيابات . اليوم مستشفى الأمير سلطان بالرشيدية بدون أطباء العيون ، والذين كانوا يشتغلون به ، انتقلوا الى مدن أخرى ، واحد منهم قدم استقالته ولم تفكر الوزارة في تعويضهم قبل نقلهم ، بينما البعثة الطبية الصينية التي تفي بالمطلوب ، قفلت امتعتها وغادرت ....ليبقى السؤال : هل المسؤولون لا يعون مشكل ترك مستشفى ، في حجم مستشفى ألأمير سلطان لطب العيونبالرشيدية بدون أطباء ؟ لتبقى معاناة سكان اقليمالرشيدية وسكان جهة درعة تافلالت ، يعانون، ما دام المسؤولون لا يعيرون الأهمية للطب و لتطبيب السكان الذي يجب أن يكون في صميم اهتماماتهم ،و بأن الواجب المهني و الانساني و الأخلاقي يحتم على الجميع الاهتمام بصحة الانسان المواطن ،لاسيما أن المشكلة تتفاقم في الأشخاص كبار السن المصابين بالسكري و الضغط.