علمت «الاتحاد الاشتراكي» أن الهدوء والاستقرار، عاد بشكل حذر إلى أرجاء بلدة واومَانة، إقليمخنيفرة، بعد يوم من الاحتقان والتوتر الخطير الذي انفجر إثر موجة احتجاجات أطلقتها مجموعة من التلاميذ الذين يدرسون بأيت إسحاق، ما جعل البلدة، المعروفة بهدوئها، تعيش على صفيح حالة استنفار قصوى من خلال إنزال أمني قوي، أشرف عليه عامل الإقليم شخصيا، بشكل غير مسبوق على مستوى البلدة، في حين ظلت طائرة هليكوبتر تحوم فوق سماء المنطقة لمدة طويلة، بينما لم تتوقف طائرة استطلاعية عن متابعة الوضع عن كثب منذ انطلاق الاحتجاجات. وقد استيقظت بلدة واومَانة، صباح أول أمس الاثنين 10 أكتوبر 2016، على انتفاضة العشرات من التلميذات والتلاميذ الذين يتابعون دراستهم بثانوية الحسن اليوسي التأهيلية بآيت إسحاق، وذلك تتويجا لقرارهم التوقف عن الدراسة بهذه الثانوية على خلفية ما يتعرضون إليه من تهديدات واستفزازات ومضايقات، حسب قولهم، من طرف بعض شباب أيت إسحاق الذين تشبعوا بما جرى إبان حملة الانتخابات من أحداث واضطرابات بين أنصار مرشح السنبلة بآيت إسحاق وأنصار مرشح الغزالة بواومَانة، والتي لم تخمد نيرانها تحت الرماد، والقابلة للاشتعال في أية لحظة، حتى أن مختلف المتتبعين أجمعوا على تخوفهم من تطور الوضع إلى «نعرة قبلية» دائمة. وفي تطور متسارع، أفاد شهود عيان ل «الاتحاد الاشتراكي» أن العشرات من تلاميذ وشباب البلدة انضموا إلى المحتجين، فعمد الجميع إلى قطع الطريق الوطنية رقم 8، ليلتحق بهم العديد من الآباء والأمهات والأولياء، ما حمل القوات العمومية إلى التدخل في محاولة لاحتواء الوضع وإعادة فتح الطريق في وجه حركة السير، الأمر الذي قاد إلى حدوث اشتباكات قوية، ورشق بالحجارة نتج عنه إصابات في صفوف المحتجين وعناصر من القوات العمومية، وتهشيم واجهات زجاجية لبعض السيارات والحافلات العابرة للطريق الرئيسية، من بينها حافلة كانت تقل مجموعة من السياح الألمان، ما عجل بحمل عامل الإقليم على الانتقال لعين المكان والدخول في حوار مع هؤلاء السياح بالتأكيد لهم أن ما تعرضت له حافلتهم لم يكن مقصودا. ومن بين هتافات ونداءات المحتجين، مطالبتهم بإحداث ثانوية أو ملحقة لها ببلدة واومانة التي لا تتوفر إلا على إعدادية فقط، وذلك لتجنيب الذكور منهم مشاق التنقل لآيت إسحاق والإناث منهم التجوال بين داخليات مدينة خنيفرة، وعوض تمكن القوات العمومية من النجاح في عملية التفاوض والحوار مع المحتجين، عمدت إلى تفريقهم وتعنيفهم بأشكال أثارت سخط واستياء أوساط واسعة من مكونات المجتمع المدني والحقوقي، سيما أن الجميع على علم بكون المحتجين مجرد تلاميذ تم الزج بهم في «حماقات انتخابية» ونزاعات مجانية لا يد لهم فيها ولا احترام فيها لحسن الجوار الذي يربط قبائل المنطقة منذ التاريخ القديم. وفي هذا الصدد، أكدت مصادر «الاتحاد الاشتراكي» أن عدة شكايات كانت قد بلغت لمكاتب القضاء والسلطات المحلية والإقليمية بخصوص ما جرى من أحداث واشتباكات ومناوشات بين أنصار مرشح السنبلة ومرشح الغزالة، منذ انطلاق الحملة الانتخابية لتشريعيات السابع من أكتوبر، وبقيت من دون نظر أو حسم، بما فيها بيان تقدم به وكلاء اللوائح الانتخابية لعامل إقليمخنيفرة ينبهونه فيه لما يجري من حصار وإرهاب بآيت إسحاق، من حيث أن كل مرشح، غير مرشح السنبلة، اقترب من البلدة إلا ويتعرض هو وأنصاره للتعنيف والرشق بالحجارة والبيض والتهديد بالقتل، أمام مرأى ومسمع من أفراد الدرك، ومن قائد المنطقة الذي كشف أكثر من مرة عن استهتاره الواضح، إلى حين أخذت عدوى العداء المجاني تنتقل لواومانة نفسها في استفزاز ومضايقة أنصار مرشح السنبلة.