n ما هو نصك الأول المنشور؟ وكيف تنظر إليه الآن؟ pp كان نصي الأول الذي أرسلته للنشر هو قصيدة شعرية تحمل عنوان «يابنت غرناطة العراب» .كنت قد كتبتها بعد أن زرت مدينة غرناطة وتأثرت بالأجواء العربية التي ظلت محفورة فيها . كان نصا شعريا جميلا، حسب الأصدقاء الذين قرؤوه لدى صدوره في ذلك الحين، وشجعوني على المضي في الكتابة الشعرية على منواله. حين انتهيت من كتابته قمت بإرساله إلى جريدة «الاتحاد الاشتراكي» فنشر في الصفحة الأخيرة منها .كانت الصفحة مخصصة للفنونوالآداب. ولم يكن «الملحق الثقافي» قد ظهر بعد. أتحدث هنا عن سنة نشر هذه القصيدة التي كانت هي سنة 1983. ونتيجة الاحتفاء بهذا النص الشعري من لدن أصدقائي ومعارفي، فقد تابعت الكتابة في نفس الموضوع، حيث غصت في علاقتي بمدينة غرناطة والأجواء الفاتنة التي أثرت فيّ في ذلك الحين، ولم أتوقف إلا بعد أن أتممت ديوانا شعريا متكاملا شكل في مجموعه كتابا شعريا بامتياز لا مجرد قصائد شعرية متفرقة لا رابط بينها. هكذا ولد ديواني الشعري الأول الذي أطلقت عليه عنوان «عاشق غرناطة العربي». أغلب قصائد هذا الديوان الشعري أعيد نشرها مرارا في بعض الصحف والمجلات المغربية والعربية على حد سواء.و قد كتبت عنه دراسات ومقالات نقدية في ذلك الزمن البعيد أذكر منها دراسات كل من النقاد بوشعيب كادر والمحجوب أربيت وسعيد الطنور وغيرهم، ومازلت لحد الآن كلما عدت إليه يشدني الحنين، وأجد ماء الشعر ما يزال يسري فيه .كما أن هذه القصيدة الأولى التي كتبتها فيه و كان لها سبق النشر، ما زلت أقرؤها بمحبة و عشق. أفكر الآن في إصدار هذا الديوان الشعري ، مع الإشارة طبعا إلى زمن كتابة القصائد الشعرية المتواجدة فيه تاركا للقارئ حرية التعامل معه حسب ذوقه و اختياراته الفنية. n ما هو المنبر الأول الذي نشرت به وكيف كان إحساسك؟ pp نشرت القصيدة في الصفحة الثقافية لجريدة «الاتحاد الاشتراكي» كما نشرت بعدها قصائد أخرى في ذات المنبر، ونشرت قصائد أخرى في الصفحات الثقافية لجريدة «العلم» في نفس الفترة. وحين نشرت هذه القصيدة شعرت بأنني قد أصبحت شاعرا بالفعل، خصوصا وهي تنشر في هذه الصفحة الثقافية بشكل جميل. وكانت القصيدة الوحيدة على ما أذكر الصادرة في ذلك العدد. كانت القصيدة مثل كل قصائدي الشعرية التي كتبتها في ذلك الوقت أو التي أكتبها حاليا، بعيدة عن النبرة الخطابية المباشرة .كان فيها حس إنساني حضاري عميق. لا أقول هذا لأن القصيدة هي لي، وإنما لأن هذا هو ما كان. ربما يعود الأمر هنا إلى تأثري فيها و في باقي قصائد هذا الديوان بقصائد لوركا التي خصصها للحديث عن مدينة غرناطة. فقد كنت معجبا بشعر لوركا و ما زلت معجبا به . كما كنت معجبا بشعر أدونيس وبانفتاحه الحضاري على باقي الثقافات الإنسانية الكبرى، وطبعا ما زلت معجبا بهذا الشعر أيضا. n أي الكتب حفزك على الكتابة؟ pp الكتاب الذي قرأته بمحبة كبرى ومنذ الطفولة كان هو كتاب «ألف ليلة وليلة». فقد كان أبي رحمه لله يمتلك نسخة رائعة منه مكونة من مجلدين كبيرين . كنت أقرؤه و أعيد قراءته باستمرار. وربما لم أنته من قراءته حتى الآن ، حتى و إن اشتغلت عليه في دراساتي الأكاديمية . طبعا لقد أتممت قراءة المجلدين الكبيرين ، ولكن هذا لا يعني أنني قد قرأت الكتاب، فهذا الكتاب هو كتاب سحري تتضاعف أوراقه بشكل لانهائي ولا أحد يستطيع الادعاء بقراءته كاملا لأن هناك دائما حكايات منه لا توجد فيه ، وهي مبثوثة في كتب غيره أو متخيلة انطلاقا منه و لم تكتب بعد لتضم إليه . هذا الكتاب قد قرأته و قد أثر في عملية تكويني التخييلي، كما أثر في كل الذين قرؤوه. ولكن لا أدري هل كان سببا في تحفيزي على الكتابة أم لا ؟. في الواقع، يبدو لي أن الكاتب يولد كاتبا بالفطرة وتأتي القراءة لتطور هذه الفطرة وتحولها من إطار الوجود الضمني إلى إطار الوجود الفعلي. أذكر أنني قد قرأت بالموازاة مع كتاب «ألف ليلة وليلة» كل السير الشعبية الأخرى التي كانت موجودة في مكتبة أبي مثل سيرة «حمزة البهلوان» وسيرة «سيف بن ذي يزن» وسيرة «عنترة بن شداد» . و في مقابل هذا النثر القصصي الذي قرأته ظل ديوان الشاعر أبي الطيب المتنبي رفيق دروبي الأدبية . لعل أبا الطيب المتنبي هو من دفعني لكتابة الشعر و جرني إلى عوالمه . هو الشاعر العربي القوي الذي شدني إليه كما لم يشدني شاعر عربي مثله .كما أني مازلت أذكر أن الكاتب العربي الحديث الذي شدني كثيرا إلى عوالمه هو الآخر كان هو جبران خليل جبران . لعل كتب جبران هي ما دفعني إلى الكتابة أيضا. وبقدر ما شدني جبران خليل جبران شدني بعده مباشرة الكاتب الكبير نجيب محفوظ. لقد أثر نجيب محفوظ في تكويني الأدبي بشكل كبير. وهو ما حفزني على مواصلة الكتابة والولوج إلى عالم الرواية بعد أن كنت أميل إلى الشعر كثيرا.كانت قراءاتي متنوعة تشمل الأدب العربي والأدب العالمي سواء المترجم منه إلى اللغة العربية أو إلى اللغة الفرنسية. من هنا لا يمكن تحديد مدى تأثير كاتب بعينه على مساري الأدبي حتى في بداياتي الأولى.ما قلته لا يعدو أن يكون عقلنة لما سبق لي أن عشته على صعيد القراءة، وباختصار شديد يمكن القول بأنه يوجد بالإضافة إلى ما قلت كتاب آخرون قد أثروا في مساري الأدبي بشكل كبير مثل وليام شكسبير وفكتور هيجو وخورخي بورخيس وكافكا ودوستويفسكي وعبد الكبير الخطيبي وكاتب ياسين وعبد الله العروي ومحمد عابد الجابري وعبد الفتاح كيليطو وغيرهم. n كتاب تمنيت كتابته؟ pp الكتاب الذي تمنيت لو كنت قد كتبته هو كتاب «ألف ليلة و ليلة». فهذا الكتاب هو كتاب سحري يتشكل من عوالم عجائبية تتجاوز العادي حتى وإن انطلقت منه لتغوص في التخييلي في أبعد وأغور تجلياته. هو كتاب مستحيل أن يكتبه كاتب واحد، لأنه يتجاوز خصوصية الذوات ليعبر عن الوعي الجمعي في أبعاده الرمزية. ثم لأن هذا الكتاب ليس له كاتب معين، فهذا يعني لأنه كتاب للكل الكتاب ليس العرب وحدهم وإنما كل الكتاب شرقا و غربا. بالفعل لقد تمنيت و أنا بعد صغير لو كنت كاتبا لهذا الكتاب السحري الهائل. n من هو الكاتب الذي يتجول في عروق كتابتك؟ الكاتب الذي يتجول في عروق كتاباتي هو أبي: عبد الكبير محقق . فهذا الكاتب الذي لم يكتب أي كتاب و لم تكن له أي رغبة في الكتابة هو من حفزني على القراءة و هو من دفعني بشكل غير مباشر للكتابة . كان يحكي لي و أنا بعد طفل صغير الحكايات العديدة التي سبق له أن عاشها أو قرأها أو شاهدها في الأفلام ،فقد كان عاشقا كبيرا للسينما العالمية والعربية .وقد كان لحكاياته هاته أثر بالغ في دفعي للقيام بحكاية ما كنت أسمعه منه لأصدقائي، وطبعا بطريقتي الخاصة. هكذا تكون لي أسلوبي الخاص في الحكي. ثم كثيرا ما كنت أقوم بتسجيل ما أسمعه منه على الورق حتى لا أنساه لحظة رغبتي في استحضاره. إن أبي هو الكاتب الذي أثر في كتاباتي بشكل كبير جدا. وما زلت أنتظر الفرصة لأكتب عنه كتابا. كتابه الخاص. n متى كانت أول تجربة للنشر؟ pp تأخرت كثيرا في عملية النشر .كان متوقعا أن يصدر ديواني الشعري الأول سنة 1988، وهو ديوان «عاشق غرناطة العربي» الذي سبق لي هنا الحديث عنه. ثم جاء بعده كتابي النقدي «القول الشعري و اللغة الرمزية» ثم توالت المخطوطات مثل رواية «وقت الرحيل» وديوان «مزامير أورفيوس» و غيرهما. ومن جميل الصدف أن يكون أول ما يصدر لي من كتب هي مجموعتي القصصية «الألواح البيضاء». لقد قمت بنشر بعض القصص منها في موقع «دروب» الثقافي على شبكة الأنترنت ، فما كان من هذه القصص إلا أن خلفت وراءها استحسانا كبيرا حفزني على متابعة كتابة القصص وترك أعمالي الأدبية الأخرى إلى حين . هكذا تجمع لي مجموعتان قصصيتان. أسميت الأولى منها «الألواح البيضاء» والثانية منهما «وشم العشيرة». بالنسبة للأولى فقد قدمتها إلى «مجموعة البحث في القصة القصيرة بالمغرب»، والتي قامت بنشرها بعد أن قرأتها لجنة القراءة وأشرت عليها بالقبول و كان ذلك في سنة 2006. في حين ستنشر الثانية أي «وشم العشيرة» بعد ذلك ضمن منشورات «اتحاد كتاب المغرب» و ذلك سنة 2010، وقد خلفت هي كذلك أصداء طيبة سزاء في الصحافة المغربية أو المشرقية. n ما هي ظروف النشر التي رافقته؟ pp كانت ظروفا رائعة. عاملني فيها الأصدقاء في «مجموعة البحث في القصة القصيرة بالمغرب» معاملة راقية. قاموا بقراءة المجموعة ومناقشتها ضمن ورشاتهم القصصية، ثم أبلغوني بخبر قبولها، ليتصلوا بي بعد ذلك لإتمام شروط النشر وطبيعته. وحين صدرت هذه المجموعة قدموا لي النسخ الخاصة بي ، ثم هيؤوا لي صحبة الكتاب المغاربة الذين صدرت مجاميعهم في نفس الفترة عندهم لقاء قصصيا جميلا في «معهد سرفانتس» بالدار البيضاء. وهو أمر إيجابي يدفع الكاتب على مواصلة السير في مسارات الكتابة بكل متعرجاتها المختلفة. ثم بعد عملية النشر حظي الكتاب بمتابعات نقدية عديدة فقد كتب عنه كل من مصطفى لغتيري ومحمد علوط وشكير نصر الدين ومحمد رمصيص ومحمد بوعزة وخالد الخضري ومبارك حسني ومحمد يوب وأحمد لطف لله ومحمد نجيم وغيرهم، كما أجريت معي حوارات متعددة حوله. n ماذا تكتب ألان..؟ pp أكتب رواية جديدة بنيت عوالمها من المتخيل المضاعف كما هي عادتي تقريبا في كتاباتي الروائية. رواية تجمع بين التخييل المجتمعي والتخييل الذاتي والتخييل الثقافي. وهذا النوع من الكتابة الروائية هو سليل كتابات دوستويفسكي ومارسيل بروست وغارسيا ماركيز وفرانز كافكا وخورخي بورخيس و غيرهم ، شرقا وغربا. الكتابة المضاعفة تجعل من الرواية رواية تجربة و ثقافة لا تجربة فحسب. في مقابل هذا أتمنى أن يسنح الوقت لي لمراجعة و تصحيح بعض مخطوطات كتبي الأكاديمة لتصدر في أقرب فرصة متاحة . فقد تأخرت كثيرا في عملية إصدارها رغم أهميتها العلمية، وذلك تحت سطوة فتنة الإبداع وجموحه الذي أرضيته بما يكفي على حسابها. n هل تفرض على كتابتك نوعا من الطقوس؟ pp اختلفت طقوس الكتابة عندي من زمن لآخر و من نوع أدبي لآخر. كنت غالبا ما أكتب الشعر في الليل حين ينام الجميع و أخلو لنفسي وحيدا في غرفتي مثل فرانز كافكا تماما ، كما كان يقول. كما كنت أكتبه أيضا في بعض الحالات حين كان يهجم علي من تلقاء ذاته و أنا جالس في المقهى . وقد ظل هذا الطقس مصاحبا لي حتى الآن. بالنسبة لكتابة القصة والرواية فالأمر مختلف . القصة غالبا ما كنت أكتبها في المقهى. وحين أقول المقهى فأنا أقصد مقهى خاصا بي حيث يسود الهدوء وحيث الرؤية تكون في اتجاه الحدائق أو مباشرة صوب البحر. وفي غير ذلك، كنت أكتب في المقهى الشعبي حينما يكون رواده قليلون، حيث كنت أنعزل في ركني وأخلو لذاتي مستحضرا بنات أفكاري. ارتبطت الكتابة عندي أيضا بشرب القهوة. وحين وجدت هنري بلزاك كان يفعل ذلك اعتبرت الأمر فألا حسنا بالنسبة لي . فأنا معجب بهذا الكاتب الفرنسي الكبير وبقراءة رواياته. الآن في غالبية الأحيان أقرأ وأكتب في غرفتي الخاصة. غرفة نور الدين محقق، على شاكلة غرفة دستويفسكي وغرفة بدر شاكر السياب وغرفة ميلان كانديرا وغيرهم . n ما هو المكان الذي تحب أن تكتب فيه؟ pp كنت في السابق أحب الكتابة في المقهى . وما زلت لحد الآن أحب الكتابة فيه شريطة أن يكون خاليا أو شبه خال من رواده . لهذا غالبا ما أكتب فيه في الصباح ما بين العاشرة و الثانية عشر ، أو بعد ذلك مباشرة أي ما بين الثانية زوالا إلى حدود الخامسة زوالا . بعد ذلك يعود المقهى لأصحابه من رواد مختلفي المشارب . أحب الآن أيضا الكتابة في غرفتي الخاصة حيث البصر يأخذ مطلق حريته في النظر البعيد . غرفتي بعيدة نسبيا عن ضوضاء البيت و هي توفر لي كل شروط الكتابة . n كيف تعرف الكتابة؟ pp هناك تعريفات عديدة للكتابة يقدمها الكتاب شرقا وغربا وهي تعكس مفهومهم للكتابة وتحدد نوعية علاقاتهم بها .بالنسبة لي تبدو لي الكتابة هي حديث من نوع آخر مع الحياة وإعلان عن وجود رغبة حقيقية في عملية التواصل مع العالم.فأن أكتب معناه أنني أتجرد من كياني الجسدي وأحوله إلى كيان ورقي مرئي. إنها نوع من التواصل الخفي والمعلن مع الذات والآخر .هي مرآة سحرية لا يكاد يحسها سوى الناظر إليها سواء المرسل أو المرسل إليه .من هنا لا أستطيع صادقا أقولها العيش بدونها . لقد حاولت مرارا و تكرارا الانقطاع عن الكتابة خصوصا حين تراكمت كثير من مؤلفاتي دون نشر .لكني لم أستطع ذلك ربما من حسن حظي .ذلك أن هذه المؤلفات ذاتها حتى و إن تأخر زمن صدورها فقد صدرت بعد ذلك بشكل طباعي جميل وحظيت بقراءات كثيرة. n وهل جدواها الآن؟ pp الكتابة دائما كانت مجدية و هي ستظل دائما كما كانت مجدية .لكن جدواها في الحياة تكمن باعتبارها فعلا رمزيا حاميا لثقافات الشعوب والأمم. وهي بهذا بمعنى تسجيل رمزي هائل لسيرورة الإنسان وخزانة هائلة لمتخيله ولعلومه معا. الجدوى من الكتابة تكمن أيضا في عملية التواصل الرمزي الذي يحققه الكائن الإنساني مع نظرائه شرقا و غربا . فرغم مرور الزمن الطويل ما يزال هوميروس يتواصل معنا و نتواصل معه مثلما نتواصل مع سرفانتيس و شكسبير و المتنبي و المعري . الكتابة هي فعل حياة و جدواها يكمن في هذا الفعل الحياتي . الكتابة رمزيا تشكل ردة فعل ضد الموت الواقعي و الرمزي معا .و تبعا لذلك فهي تبقى مجدية و لا جدوى في عدم وجود جدواها . على العكس ، فجدواها الآن قد ازداد في ظل التواصل الإلكتروني الهائل الذي يشهده العالم الآن ، لأنها تحقق للإنسان ذلك التواصل العميق غير السطحي سواء مع ذاته أو مع عمق الإنسان في كل أبعاده الواقعية و التخييلية على حد سواء .بالنسبة لي شخصيا تشكل الكتابة عملية استمرار وجودي مع الوجود في حد ذاته .من هنا فلم تكن لي أبدا مجرد وسيلة ، إنها غاية في حد ذاتها بما أنها وسيلة للتواصل الروحي العميق مع أسرار العالم . n هل حقا الأدب في خطر؟ pp حين تحدث تزفيتان تودوروف في كتابه الشهير «الأدب في خطر» عن هذا الخطر الذي يحيط بالأدب كان قد ربطه طبعا بالقراءات العلمية التي حاولت أن تضبط المفاهيم الإجرائية بشكل علمي دقيق لتفكيك بناه. وحين تجاوز الأمر الهم العلمي بحيث أصبح هوسا بالتطبيق المنهجي لكل من البنوية والسيميائية في تغييب للنص ولخصوصياته فقد الأدب معناه الحقيقي، وأصبحت كل النصوص متشابهة في هذا النوع من التحليل. طبعا عند الكثيرين من الطلبة وليس عند الكل. لكن مع ذلك فتزفيتان تودوروف يشير إلى استمرارية وجود الأدب ما دام يوجد هناك مدرسون و قراء عاشقون له وللمعاني التي يقدمها في الحياة. إن الأدب لا خوف عليه لأنه حمال للاستعارات التي نحيا بها وهو الذاكرة والحضور والاستمرار لهذه الاستعارات.من هنا يذهب تزيفتان تودوروف إلى القول «إن إعادة تمركز التعليم الأدبي حول النصوص يتطابق ...مع الأمنية الدفينة لغالبية المدرسين أنفسهم الذين اختاروا مهنتهم لأنهم يحبون الأدب، ولأن معنى الأعمال الأدبية وجمالها يهزّهم.». إن الأدب هو ما يشكل العقل الجمعي الكوني بتعبير أمبرطو إيكو لدى حديثه عن المكتبة . وبما أنه كذلك فليس هناك خوف من ذهابه. حتى الكتب الورقية مازالت باقية و هي خزان الأدب . من هنا لا خوف على الأدب الذي كان دائما يعيش في دائرة الخطر. الخوف قد يكون في غياب معناه . لقد سبق لموريس نادو في حواره العميق مع رولان بارت أن أعلن بكون «الأدب سائر إلى زواله»، وها هو تزفيتان تودوروف يقول بكون «الأدب في خطر»، وهما معا يشيران إلى ضرورة الاهتمام بالمعنى و ضرورة إعادة الاعتبار إليه. n ماذا علينا أن نفعل من أجله؟ pp سؤال قد أجاب عنه تزفيتان تودوروف نفسه بدعوته إلى إعادة المعنى إلى الأدب وجعله يعيش في الحياة . حتى السيميائيات ذاتها هي «دراسة أنظمة العلامات داخل الحياة الاجتماعية» . من هنا فضرورة إعادة بناء المعنى وصناعته وتشييده مسألة هامة لتطوير الأدب وجعله كائنا حيا. وهنا لا بد من الاهتمام به داخل الفضاءات التعليمية بشتى مكوناتها . n هل تحب أن توجه تحية شكر لشخص ساعدك في مشوارك الأدبي؟ pp أوجه شكري وتحياتي إلى المعلم الذي علمني أبجدية الحروف ومنها تعلمت أبجدية الحياة بشكل أكثر غنى وانفتاحا عن العالم. أوجه شكري إلى كل من علمني حرفا وبمختلف اللغات.أوجه شكري إلى معلمي الإنسانية كلهم في صورهم المتعددة الأستاذ والكاتب والمفكر والفنان الذين قرأت عندهم أو قرأت لهم أو عنهم. أوجه شكري إلى ساعي البريد العادي الذي كان يحمل رسائلي وهي محملة بكتاباتي الأدبية و النقدية والفكرية إلى مختلف الصحف و المجلات دون معرفة بي طبعا ، فهو كان يقوم بعمله الإداري ، كما أشكر ساعي البريد الإلكتروني الآن و هو يقوم بذات المهمة و طبعا دون معرفته بي شخصيا. n أمنية أدبية تحلم بتحقيقها؟ pp لكل كاتب طبعا أمنيات متعددة وليس مجرد أمنية فحسب. أمنيتي أن تصدر كتبي في حلة جيدة وأن تصل إلى قرائها، وأن تجد صدى عندهم. فلا معنى لصدور كتاب إن لم يصل إلى قارئه. القراءة هي إعادة بناء المعنى وتشييده، وفي غيابه يضيع المعنى. طبعا أحلم بصدور أعمالي الكاملة ذات يوم آت.