حسب مجموعة من الأطباء المتخصصين في علاج الأمراض الجلدية، فإن التلوث يتسبب في إصابة الأشخاص المعرضين لمختلف أنواع التلوث، لحساسية شديدة للجلد والحكة، ناهيك عما يحدثه التلوث من مضاعفات وخيمة على الكبد، بحيث يصاب بالتلف عند استفحال الوضع الصحي عند المصاب. وتشكل الأمراض المتنقلة عبر الماء، أحد أهم المشاكل الصحية بالمغرب، فقد أظهرت الإحصاءات الصادرة عن وزارة الصحة حول الأمراض الوبائية وجود مستوطنات للأمراض الطفيلية، خاصة في بعض الجهات من العالم القروي كحمى التيفوئيد والبلهاريسيا والملاريا والتهاب الكبد الفيروسي. العامل الأخطر في أنواع التلوث تثير قضية معالجة النفايات الطبية قلقاً متزايداً لدى المواطنين وخبراء البيئة على حد سواء، حيث يعتبرون أن سوء تدبير هذا الملف يهدد صحة السكان والمجال البيئي، وتحتوي النفايات الطبية على مواد خطيرة تتضمن حقنا ملوثة وأعضاء بشرية ومواد مشعة وأدوية انتهت صلاحيتها ومشارط ملوثة تستعمل في العمليات الجراحية، بالإضافة إلى مواد أخرى. ويؤكد خبراء البيئة على أن النفايات الطبية تنقسم إلى قسمين ملوثة وغير ملوثة، فالنفايات الملوثة تتعلق بالأمور العضوية كالأعضاء البشرية، وكل شيء عضوي هو ملوث، لأنه يولد الكثير من الجراثيم التي تفتك بالإنسان، وحتى مختبرات إجراء التحاليل الطبية تشتمل على نفايات ملوثة، ومن النفايات الملوثة الحقن والمشارط المستعملة في العمليات الجراحية، فهذه الأخيرة هي ناقلة للتلوث، وتتطلب معالجتها والتخلص منها. أما النفايات غير الملوثة في المستشفيات فتتعلق بكل شيء له صلة بالطعام وملابس المريض والثياب وأغطية الأسرة . وينتج المغرب سنويا 38 ألف طن من النفايات الطبية من بينها 12 ألف طن تصنف في عداد النفايات الخطيرة، علما أن هذا النوع من النفايات أضحى أكثر تعقيدا على مستوى المعالجة لاحتوائه على مواد غير قابلة للتفتت بيولوجيا مثل الأكياس البلاستيكية، إلى جانب التحديات التي يطرحها تدبير هذه النفايات وآثارها السلبية على السكان والبيئة. وعن الأثر التي تحدثه معالجة النفايات الطبية على البيئة، يؤكد خبراء البيئة أن محارق النفايات الطبية تشكل خطراً حقيقياً بسبب الغازات الناتجة عن إحراق نفايات متعددة الأنواع وتشمل المنبعثة من المعادن الثقيلة كالزئبق والرصاص والزرنيخ والكادميوم والزنك وأول أكسيد الكربون وأكاسيد الكبريت وأكاسيد النتروجين وكذلك تشمل الجراثيم والفيروسات.علما بأن الحرق ليس الوسيلة الأجدى في معالجة النفايات الطبية الخطرة، لأن نتائجه خطيرة على صحة أفراد المجتمع. والديوكسين هو من أخطر نتائج عمليات حرق النفايات الطبية، حيث إنها تعد نفايات سامة تتكون عند حرق النفايات التي تشكل نسبة كبيرة من نفايات المستشفيات. كما أن عملية التخلص من النفايات الطبية الملوثة في المستشفيات تتم من خلال رميها أو حرقها في أفران خاصة، ولكن هذه الأفران بدائية وليست مجهزة بمصفات، الشيء الذي يتسبب في انبعاث الغازات السامة ومنها غاز الديوكسين، الذي يتسبب في سرطان الكبد والرئة والمعدة والأنسجة الرقيقة، ويؤثر في ذكاء واستيعاب الأطفال ويؤدي إلي إصابتهم بأمراض نفسية وعصبية خطيرة. ويعتبر التخلص من نفايات المستشفيات بالحرق في الهواء الطلق أو الطمر في حفر عشوائية أو التخلص منها في الطبيعة أو في مطارح النفايات، مضرا جداً بالبيئة، فالطمر من دون اللجوء لمعالجة أولية خطر جداً ، لأن احتمال تلوث التربة وتسرب السائل السام الصادر عن الطمر إلى خزانات المياه الجوفية كبير ، علما بأن أفضل طريقة للتخلص من النفايات الطبية هي حرقها في أفران مجهزة وطحن النفايات الملوثة ثم حرقها أو تعقيمها على طريقة البخار. تضاعف خطر التلوث الصناعي على البيئة ينتج المغرب نحو 800 ألف طن من النفايات الصناعية في السنة، 63% منها تنتج عن الصناعات الزراعية، وتزايدت خطورة التلوث البيئي نتيجة توسيع الصناعة الكيماوية المعدنية القائمة على تحويل الفوسفاط المحلي والكبريت إلى حامض فوسفوري وتحويله إلى أسمدة، وأيضا نتيجة لعدم توفر التجهيزات الأساسية للتطهير في بعض المناطق، وعدم التحكم في مياه الصرف الصحي. ويحذر مختصون من تفاقم مشكلة النفايات الصلبة بفعل التطور المستمر في تعداد السكان من جهة وتطور نظم الإنتاج والاستهلاك من جهة أخرى، كما نبه باحثون إلى أن القوانين التي تهم التطهير والتخلص من النفايات أصبح معظمها متجاوزاً، بل لم يعد يساير التحولات التي شهدتها البيئة والتطورات الجديدة، الشيء الذي انعكس سلباً على صحة المواطن والموارد الطبيعية. وتتسبب النقاط السوداء للنفايات المتواجدة بالمدن والتي أصبح أغلبها غير قادرعلى استيعاب المزيد من النفايات في إحداث وضع بيئي خطير، أما الموارد المائية فتتعرض بدورها لتلوث حاد بسبب تفريغ المقذوفات الصناعية والمنزلية دون معالجة مسبقة. وبسبب الاستعمال المكثف للمبيدات والأسمدة ومطارح النفايات، التي غالباً ما تتركز على ضفاف المجاري المائية، كل هذه العوامل تؤدي إلى تدهور جودة المياه السطحية والجوفية ما ينعكس سلباً على صحة الإنسان عند استعماله لمياه الشرب من دون معالجة أو السقي بمياه الآبار في الفلاحة أو عند الاستحمام في مجاري مياه ملوثة.