تمكنت مصالح الأمن بمراكش من اعتقال أحد مرتكبي اعتداء على مصور صحفي بالضرب والجرح بواسطة سلاح أبيض خلال الشهر الجاري. وأوضح بلاغ لولاية أمن مراكش أن مصورا صحفيا سبق أن تقدم بشكاية لدى مصالح الأمن بمراكش بشأن تعرضه للاعتداء بالضرب والجرح بواسطة السلاح الأبيض من طرف مجهولين خلال الشهر الجاري. وأضاف المصدر ذاته «أن مصالح الشرطة القضائية قامت إثر ذلك بتحريات موسعة في الموضوع وأبحاث معمقة، شملت ظروف وملابسات حادث الاعتداء، كما قامت بتتبع عدة مسالك في البحث مع استغلال الوسائل التقنية، حيث قادت الأبحاث إلى تشخيص هوية الفاعلين وإلقاء القبض على أحدهما، فيما لا يزال البحث مكثفا لتوقيف شريكه». وأشار البلاغ إلى أن المعني بالأمر تم وضعه تحت الحراسة النظرية من أجل البحث، ليتم تقديمه للعدالة بعد الانتهاء من المساطر القانونية بتنسيق مع النيابة العامة المختصة . ويضم المخزن الجماعي «إسرغين»المتواجد على مساحة ألفي متر مربع، طابقين يضمان أزيد من 300 غرفة مختلفة الأحجام كانت مخصصة قبل أربعة قرون لتخزين الحبوب والتمور والمنتوجات الحرفية. ويتكون المخزن الجماعي «أيت كين»المتواجد غير بعيد عن مخزن «إسرغين»، والذي يقع على مساحة تفوق 500 متر مربع، من غرف صغيرة كانت مخصصة قديما لتخزين الحبوب والمنتوجات الحرفية. أما « قصر تيسكموضين »، الذي يأتي ترميمه في إطار دعم بقيمة ثلاثة ملايين درهم خصصته وكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية للأقاليم الجنوبية للمساهمة في ترميم مجموعة من المخازن الجماعية الأثرية، فيتكون أيضا من مجموعة من الغرف مختلفة الأحجام كانت قديما مخصصة لتخزين الحبوب والتمور والمنتوجات الصناعة التقليدية، وكذا مسجد ومرافق أخرى. سفير الولاياتالمتحدةالأمريكية بالرباط دوايت بوش، الذي أشرف على حفل انتهاء أشغال ترميم هذه المخازن الجماعية الأثرية، اطلع على مختلف مرافق المخزن الجماعي « أكادير إسرغين » حيث قدمت له شروحات حول المسح الأثري لهذه المعلمة ومكوناتها الأثرية والذي أشرفت عليه المهندسة المعمارية والأنتروبولوجية سليمة الناجي بمعية مجموعة من « المعلمين » من أبناء المنطقة. كما اطلع السفير الأمريكي ، بالمناسبة ذاتها، على عمليات ترميم « قصر تيسكموضين » الواقع وسط واحة تيسكموضين والذي يبعد عن المخزن الجماعي «إسرغين»بخمسة كيلومترات. وكان « صندوق السفراء الأمريكيين لحماية التراث الثقافي » قد منح سنة 2011 لفائدة جمعية « أمودو » للسياحة المسؤولة والمتضامنة (تزنيت) دعما بقيمة 46 ألف دولار من أجل ترميم المخازن الجماعية « إسرغين» و «أيت كين» حيث انطلقت عملية الترميم في يونيو 2012 وانتهت في أبريل 2013. وأكد السفير الأمريكي ، في كلمة خلال حفل بمناسبة الانتهاء من أشغال ترميم المخازن الجماعية الأثرية « أكادير إسرغين » و « أيت كين »، أن هذه الزيارة تأتي للوقوف عن كثب على أثر الدعم الذي تخصصه السفارة لتثمين الموروث الثقافي بالمغرب، وكذا فرصة لزيارة مجموعة من المواقع الأثرية التي تبرز أهمية هذه المنطقة من المغرب والتي كانت تشكل ملتقى تاريخي للرحالة على مدار التاريخ. وبعد أن شدد على ضرورة التشجيع على زيارة هذه المنطقة الغنية تراثيا وثقافيا، كشف الدبلوماسي الأمريكي عن تخصيص دعم جديد للمساهمة في تثمين والحفاظ على التراث الموسيقي بالمملكة . من جهتها، أوضحت سليمة الناجي، مهندسة معمارية ومسؤولة عن مشروع ترميم المخازن الجماعية الأثرية، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الهدف من هذا الترميم هو الحفاظ على هذا التراث الحضاري ، مبرزة أنه قبل الانكباب على عملية ترميم هذه المخازن الجماعية تم القيام بدراسة معمارية تقنية تم خلالها المحافظة على نموذجها الأصلي كمعالم أثرية وأشارت إلى أن اختيارها ترميم المواقع الأثرية بهذه المنطقة وخاصة المخازن الجماعية راجع إلى اهتمامها بهذا النوع من المواقع الأثرية ، مبرزة أن عملية الترميم التي شاركت فيها مجموعة من «المعلمين»من أبناء المنطقة ، شملت البرج والأسوار والأبواب وغرف التخزين ومرافق أخرى متعددة . وبخصوص الفترة التاريخية لهذه المخازن الجماعية الأثرية، أكدت الناجي، وهي دكتورة في الأنتربولجيا، أنه ليست هناك دراسة أركيولوجية أو دليل تاريخي يوثق لتاريخ هذه المعالم الأثرية بالمنطقة، مشيرة إلى أن هناك من يرجعها إلى فترة الأدارسة والبعض الآخر يرجعها لفترة ما بين القرنين 12 و 16، لكن إحداثها ، تضيف الباحثة الأثرية، قد يكون تم قبل أربعة قرون من الآن. يذكر أن «صندوق السفراء الأمريكيين لحماية التراث الثقافي» ، قام بتمويل مجموعة من المشاريع تهم ترميم عدد من المعالم الأثرية والتاريخية على صعيد المملكة، كقصبة «المهدية»قرب القنيطرة ، ومقابر المسلمين واليهود والمسيحيين بالصويرة ، والموقع الأثري الوسيطي لأغمات بالقصر الصغير. وقد قام هذا الصندوق منذ إطلاقه من طرف الكونغريس الأمريكي، سنة 2011 والى غاية الآن ، بدعم أزيد من 500 مشروع عبر العالم بكلفة إجمالية تفوق 13,4 مليون دولار. ويتعلق هذا الدعم بمجموعة من المشاريع الكبرى التي تهم حماية التراث الثقافي ولاسيما الدعم التقني لترميم المباني التاريخية، وتقييم والمحافظة على مجموعات المتاحف ، وحماية المواقع الأركيولوجية والتوثيق الموجه لحماية المباني العتيقة المهددة بالانقراض.