علمت «الاتحاد الاشتراكي» أن وزارة الشؤون الخارجية والتعاون عممت بداية الأسبوع الجاري إخبارية تعلن فيها رسميا انتهاء مهام عدد من السفراء في السلك الدبلوماسي المغربي بالخارج. وكشفت ذات المصادر أن عددا من سفراء المغرب في الخارج حظوا باستقبال رسمي بمناسبة انتهاء المهام الدبلوماسية في بلد الاعتماد، كما هو الشأن بالنسبة لسفير المغرب في الأردن لحسن عبد الخالق الذي وشحه العاهل الأردني عبد الله الثاني، الأربعاء، بوسام الاستقلال الأردني من الدرجة الأولى، وذلك بمناسبة انتهاء مهامه بالأردن، و سفير المغرب ببلجيكا، سمير الظهر، الذي وشح بوسام الصليب الأكبر للتاج البلجيكي، على إثر انتهاء مهامه كسفير مفوض فوق العادة للمغرب ببلجيكا و سفير المغرب ببرازيليا، العربي موخاريق، الذي وشح عقب انتهاء مهامه بهذا البلد، بوسام صليب الجنوب برتبة الصليب الأعظم. ويعكس عدد السفراء المنتهية مهامهم التأكيد على أن المغرب يعيش اليوم حركة دبلوماسية تعد الأهم والأكبر خلال مرحلة حكم جلالة الملك محمد السادس بالنظر لحجمها وبعدها الجغرافي ومسارات ومؤهلات الدبلوماسيين القادمين من آفاق مختلفة. وتأتي هذه الحركة الكبيرة التي همت الجسم الدبلوماسي المغربي في الخارج على بعد حوالي سنة من الخطاب السامي الذي وجهه جلالة الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى 16 لعيد العرش، الذي قدم تشخيصا للاختلالات التي يعيشها عدد من المراكز القنصلية المغربية في العالم، وقدم صورة واضحة عن المشاكل التي يواجهها مغاربة العالم مع البعثات القنصلية المغربية بالخارج. وقد تداولت وسائل الإعلام الوطنية منذ شهور، لائحة سفراء المغرب الجدد، من بينهم من تحمل مسؤولية سفير للرباط في الخارج وأيضا الذين شملتهم حركة انتقالية من عاصمة إلى أخرى في الشبكة الدبلوماسية المغربية في الخارج تمت الموافق عليهم في مجلس وزاري عقد قبل شهور في مدينة العيون ضمت أسماء اختلفت حول بروفيلاتها التحليلات. وقد اعتبر متتبعون أن اللائحة المذكورة، التي تتميز باستمرار المغرب في خطواته ومساره الرامي إلى تعزيز الحضور النسائي بمختلف مشاربه في صفوف الجهاز الدبلوماسي للمغرب، تضم أسماء تستحق أكثر من قراءة لمسارها الدبلوماسي سواء تلك التي اتسمت بمردودية متواضعة جدا في المواقع التي سبق وشغلتها في بلدان متعددة عبر العالم أو بتلك التي ليس لها أي بصمة تذكر لعطائها الدبلوماسي المغربي. ورأى ذات المتتبعين أن اللائحة غير الرسمية للسفراء المغاربة الجدد في الخارج تضم أسماء انتقلت من تمثيلية دبلوماسية إلى أخرى لأكثر من مرة خلال العشرية الأخيرة، دون أن تقدم حصيلتها ودون أن يتم تقييم مردوديتها، كما تضم أسماء حديثة العهد بالشأن الدبلوماسي التحقت بالخارجية المغربية مع مجيء رئيس الدبلوماسية المغربية الحالي وانضمامه إلى الفريق الحكومي في نسخته الثانية، وأسماء أخرى تقاعدت وظلت تشتغل مع وزارة الشؤون الخارجية والتعاون بأسلوب التعاقد. واليوم، تشير الأرقام إلى أن الحركة الحالية في الجهاز الدبلوماسي المغربي في الخارج، التي تهم في شموليتها أكثر من 60 منصبا سواء على مستوى المصالح المركزية لوزارة الخارجية والتعاون أو على مستوى تعيينات السفراء التي تجاوزت نصف الحركة الانتقالية وإعادة الانتشار، توجت بتعيين جلالة الملك لناصر بوريطة وزيرا منتدبا لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون إلى جانب تعيين علي الأزرق المفتش العام لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون كاتبا عاما لوزارة الشؤون الخارجية وتعيين محمد بصري مديرا للشؤون القنصلية والاجتماعية بالوزارة خلفا لمصطفى البوعزاوي. وضمت لائحة السفراء المغاربة الجدد «غير الرسمية» كلا من حسن الناصري الذي عين سفيرا لدى موريتانيا وحسن عبد الخالق الذي عين سفيرا لدى الجزائر، فيما تم تعيين لطيفة أخرباش سفيرة لدى تونس ومحمد السيتري سفيرا لدى الأردن ومحمد كرين سفيرا لدى لبنان وأحمد التازي سفيرا في القاهرة. وقالت مصادر مطلعة إن من بين الأسماء المعنية بالتعيينات توجد خديجة الرويسي التي عينت سفيرة لدى الدانمارك، وأمينة بوعياش سفيرة لدى السويد، ومحمد رضا الشامي الذي عين سفيرا لدى الاتحاد الأوروبي ومحمد عامر سفيرا لدى بلجيكا. كما نقلت نفس المصادر تعيين عبد القادر الشاوي سفيرا لدى جنوب أفريقيا، وموحا تاغما سفيرا لدى موزمبيق كما تم تعيين حميد شبار سفيرا لدى غانا، وتتحدث ذات المصادر عن تعيين نبيل الدغوغي سفيرا لدى البرازيل ويوسف بلا سفيرا لدى البيرو وفريدة لوداية سفيرة لدى كولومبيا وكنزة الغالي سفيرة لدى الشيلي. كما أشارت ذات المصادر إلى تعيين كل من كريم مدرك سفيرا لدى استراليا وعبد الرحيم القدميري سفيرا لدى سان لوسي وحسن حسين سفيرا لدى إيران في ما تم تعيين أحمد حرزني سفيرا متجولا. وكشفت ذات المصادر تعيين سامر أعرور سفيرا لدى الصين وشفيق رشادي سفيرا لدى كوريا الجنوبية ومحمد ماليكي سفيرا لدى الهند فيما تتداول أخبار تعيين الوديع بنعبد الله سفيرا لدى اندونيسيا ورضى بنخلدون سفيرا لدى ماليزيا وسمير الدهر سفيرا لدى اليونان وكريمة القباج سفيرة لدى كرواتيا. وتكرس لائحة سفراء المغرب الجدد التي ينتظر أن تعمم رسميا في القادم من الأيام ،أيضا، الانفتاح على الأحزاب السياسية المغربية بكل أطيافها وعلى أسماء وازنة طبعت بجديتها واستمراريتها حقل المجتمع المدني والمجال الحقوقي، وكذا شخصيات تنتمي للأوساط الأكاديمية أسندت إليها مهام تدبير الشأن الدبلوماسي المغربي في عواصم أوربية وأمريكية تربطها بالرباط علاقات سياسية واقتصادية واسعة. كما تعكس ،في جانب كبير منها، رغبة المغرب أن تعمل الشخصيات التي وقع عليها الاختيار في أن تساهم في ،ذات الآن، في تبني مهام ضخ دماء جديدة في تمثيليات دبلوماسية مغربية بعواصم في شمال أوروبا و إفريقيا توقف قلبها عن النبض منذ سنوات، والعمل على تجنيب المغرب خسارة الدبلوماسية المغربية مواقع معينة. وتراهن الدبلوماسية المغربية اليوم على تحسين صورة المغرب على مستوى الرأي العام الخارجي، بما في ذلك تقديم صورة لمغرب ديمقراطي حداثي ومتسامح، كما تروم أن تتماشى ورغبة جلالة الملك في إعطاء دفعة قوية للنشاط والحضور الدبلوماسي للمغرب في مختلف جهات العالم.