نفس سيناريو مباراة الذهاب بالخميسات، والذي انتهى بفوز الفريق الزموري بهدف للاشيء تكرر بملعب أدرار بأكادير والذي كان شبه فارغ من الجمهور. فقد تمكن فريق اتحاد الخميسات من الإنتصار مجددا على فريق الحسنية الذي كان طيلة المباراة مجرد ظل لنفسه. فقد كانت عناصر الفريق تائهة في الملعب وغاب عنها التركيز، وهو ما ساعد الفريق الزائر لأن يتمكن ليس فقط من الحفاظ على هدف التقدم الذي حققه خلال الذهاب، بل وأن يسجل هدف الإطمئنان إثر ضربة جزاء لم تنفع معها براعة وتجربة الحارس فهد لحمادي. ويمكن القول أن أهم ما عرفته هذه المباراة جاء عقبها، وتحديدا أثناء اللقاء الإعلامي الذي عقده مدربا الفريقين عبد الهادي السكتيوي وعبد العزيز كركاش. فالمدرب الأكاديري عبر عن تدمره وخيبته من أداء عناصر فريقه التي كانت تائهة وفاقدة للتركيز طيلة المباراة، ولم تنفذ التوجيهات التي أعطيت لها سواء في مباراة الذهاب أو مباراة الإياب. كما عبر السكتيوي عن اندهاشه من الصورة التي ظهر بها لاعبوه الذين غلب على أدائهم اللعب العشوائي والفردي، مما يحتم مراجعة الأوراق. وبالنسبة لتحكيم المباراة للسيد الرداد أكد السكتيوي على أن ضربة الجزاء التي أعلنها لم تكن بالصحيحة، وقد أربك هذا الإعلان لاعبي الفريق. « لكن هذا لا يعني، يقول السكتيوي أني أحمل الحكم مسؤولية هزيمتنا. فباستثناء هذا الخطأ قدم طاقم التحكيم أداء جيدا ومحترما يستحق عليه التنويه. فهزيمتنا لا يمكن ردها لخطأ في التحكيم، بل لأخطاء اللاعبين.» ,وأمام واقع المدرجات الفارغة لملعب يتسع لخمسة وأربعين ألف متفرج دعا السكتيوي الجمهور المضرب والغاضب للأولترات أو غيرهم قائلا: « إيجيو بعدا إديرو معانا إيديهوم ف العصيدة إذ لا يعقل أن نطالب اللاعبين بالنتائج وهم يصدمون في كل مباراة باللعب أمام مدرجات فارغة. لو كان الجمهور يحضر سيضعني شخصيا أمام الأمر الواقع وسيضطرني ذلك لمطالبة المكتب بحل المشاكل المادية لأن الجمهور يطالب بالألقاب، أما وأن الجمهور غائب طيلة الموسم الماضي، وحتى حينما نحقق الفوز خارج الميدان على فرق كبيرة لا يحضر، ولو كان هناك من يرتب جماهير الأندية لكان ترتيب الفريق أفضل من ترتيب جمهوره.» وبخصوص هدف تحقيق الألقاب المسطر عليه هذا الموسم بالنسبة للفريق السوسي والذي يصادف الموسم الثالث للسيد السكتيوي مع الفريق، أكد هذا الأخير بلغة «العين بصيرة واليد قصيرة» على ما يلي: « اللعب من أجل الألقاب لا يأتي هباء منثورا. قد يكون للمدرب فكر لكن ماذا عساه يفعل إذا لم تكن بين يديه قطع غيار تمكنه من ترجمة فكره في الميدان. إمكانيات الحسنية لا تسمح له في جل الأحيان استقطاب لاعبين نجوم في البطولة الوطنية ...حاليا نشكو فراغا في أحد المراكز، وكل اللاعبين الذين حاولنا استقطابهم مرتبطين بعقود مع أندية أخرى تلزمنا ثلاثة ملايين درهم على الأقل لشراء هذه العقود. بصراحة سبق وقلت الألقاب عندها ماليها..» ومن جهته صرح مدرب الفريق الزموري عبد العزيز كركاش أن نتيجة الإنتصار المحققة أمام الحسنية فاجأته، حيث أكد أنه كان يطمح خلال مباراة الإياب المحافظة على تقدم الذهاب بهدف يتيم. وكان أقصى ما يطمح إليه هو جر الفريق الأكاديري لضربات الجزاء: «فوجئت بالإنتصار في أكادير لكون الفريق الزموري تأخر كثيرا في الإعداد لبطولة الموسم الجاري وليس في كامل جاهزيته، واعتبرنا مواجهة فريق من القسم الأول مناسبة لاختبار اللاعبين والإعداد الجيد لبطولة القسم الثاني.» وأضاف كركاش: «صحيح أن هناك أمور أخرى ساعدتنا، حيث درسنا طريقة لعب الفريق السوسي من خلال شريط فيديو لمباراته ضد الجيش الملكي. ثم إنني شخصيا كنت أتابع مباريات الحسنية رغم الإقامة خارج المغرب منذ ما يزيد عن سنة ونصف.» وبخصوص حلم مكونات الفريق الزموري بالعودة إلى قسم الكبار أكد كركاش: «لا أريد أن أعد الجمهور الزموري بالصعود لأنني اتفادى ممارسة الضغط على اللاعبين، وأفضل أن نلعب البطولة مباراة بعد مباراة، وكل مباراة أفضل نسيانها بعد صافرة النهاية والاستعداد للتي تليها ..».