من منا لا يعرف الحناء و مزايا الحناء التي كانت و مازالت ضمن أساسيات التجميل و الاعتناء بالجمال عند المرأة العربية . في الثقافة المغربية الحناء رمز للحب و الأفراح و محو الأحزان ، توزع في كل فرح و مأتم ، توزع في الأحزان عربونا لعدم الحزن على الفقيد .. هكذا يراها الناس في الثقافة المغربية، كما تقول النساء أنها رمز لكل ما هو جميل و فأل لكل خير، وهي مرتبطة أيضا بالأحلام. فمن رآها في حلمه فإنه سيرى خيرا كثيرا. الحناء كنز ينتقل من الجدة الى الحفيدة .تروي الجدات العديد من القصص ويعرفن كل مزاياها رغم أنهن لم يدخلن لمختبر التجارب، ويعتبرن أن أوراق الحناء أوراق مباركة. وأجابت الدراسات عن كلام الجدات من خلال دراسة كيميائية أجريت على أوراق الحناء أظهرت أنها تحتوي على مواد مضادة للفطريات والجراثيم البكتيرية التي تصيب الجسم، ولها خصائص وقائية ضد الاصابات الفطرية و التعفنات التي يصاب بها الجلد، و توضع أوراقها في الماء لغسل التسمم من المعدة. كما أنها استعملت في الطب القديم أيام الحضارة الفرعونية ولا يزال استعمالها ساريا في كل ما يتعلق بالالتهابات والحروق والندوب، ناهيك عن الشكل الجمالي الذي تضفيه الحناء المنقوشة على أيدي وأرجل النساء والعرائس بالخصوص. تقول أمينة :نستعملها في التجميل نظرا لما تحتويه من مواد مغذية لفروة الشعر. كانت النساء المغربيات يستعملنها، وانتقل ذلك من جيل الى جيل. كانت والدتي أيضا تضعها قبل كل حمام هي وكل الجارات .كانت عادة حميدة لدى النساء، وكانت دائما تنصحنا بالمداومة عليها. عندما نضجنا ودرسنا تأكدنا من فعاليتها وكيف أصبح الناس يقبلون عليها فهي تمنع الافرازات الذهنية المساعدة على تساقط الشعر. كما تستعمل في اعادة نظارة البشرة واخفاء علامات حب الشباب وتساعد في توحيد لون البشرة المتضررة بأشعة الشمس». كما أن هناك من ابتكر تركيبة ثانية تشبه الحناء في طريقة الوشم و تدوم مدة أطول، لكن هؤلاء الأشخاص يقومون بإضافة مواد تضر بالبشرة» كما جاء على لسان خديجة وعبد المطلب. تحكي لنا خديجة عن حالتها: «قمت بزيارة لمدينة مراكش الأسبوع الماضي، فقمت بتجريب وشم باللون الأسود يشبه الحناء، كانت وشمة بطول 8 سنتمترات على ذراعي وبعد مرور يومين ظهرت هالات ممتلئة بالماء مع حكة غير طبيعية مكان الوشم وبدأت جوانب الوشم تزداد احمرارا. بعدها ذهبت لطبيب مختص في الأمراض الجلدية وصف لي بعض المرهمات والمعقمات لأنظف التعفن الناتج عن تلك الوشمة». وفي نفس الصدد يقول عبد المطلب «أنا أيضا قمت بنقش اسمي بالحروف الكورية في كتفي، لكن بشرتي تأثرت وظهرت بثور كبيرة مع انتفاخ في مكان الوشم. عانيت لمدة طويلة قبل أن أعافى وكادت تلك المواد أن تتسبب لي في سرطان الجلد، لأنني كنت أتعرض لأشعة الشمس بدرجة مرتفعة في غشت الماضي، بالإضافة أني نقشتها في منطقة حساسة من جسمي. مالت أتذكر أن الخليط كان يحوي الكحول و مواد أخرى لم أعرفها». وهناك صنف ثالث تعالج فيه عجينة الحناء الطبيعية بإضافة صبغات كيميائية سوداء لتزيد من حدتها، وبشأن هذا الموضوع تقول الرابطة الألمانية لأطباء الألمان «إن تلك الصبغات تحتوي على مادة «بارا فينيل التي تعرض البشرة لمخاطر عديدة».و أضافت الرابطة أنه رغم اختفاء الوشم الا أنه يسبب اضطرابات بعد ذلك .و قالت إن الوشم بالمثبتات الكيميائية له عواقب وخيمة على البشرة كظهور بقع و احمرار واصابة الجلد بالحساسية والبثور وافرازات اضافة الى حكة الجلد. لذلك يفضل و ينصح استعمال الحناء الطبيعية بدون اضافة أي مواد أخرى فهي في حد ذاتها دواء. (*) صحافية متدربة