جاء في بلاغ نشرته مؤخرا وزارة الفلاحة والصيد البحري أن العدد الإجمالي لأضاحي العيد يقدر ب8.6 مليون رأس تتوزع مابين 4.9 مليون رأس من الأكباش و3.7 مليون رأس من النعاج و الماعز في حين يبلغ الطلب على الأضاحي 5.35 مليون رأس. و بخصوص التساقطات المطرية القليلة التي عرفتها المملكة هذه السنة يقول بوعزة النحلي الموظف بوزارة الفلاحة و الصيد البحري : « لقد أثرت التساقطات على الجانب الزراعي، وسُجل نقص كبير في الإنتاج الفلاحي مما أثر على ثمن علف الماشية خلال هذه السنة،إذ في بلاغ لوزارة الفلاحة فإن المحاصيل الزراعية التي حصدتها المملكة تقدر بأربعين مليون هكتار ، وهو انخفاض كبير مقارنة بإحصاءات السنوات الماضية التي كانت ممتازة، إذ قدرت المحاصيل ب100 مليون هكتار «. و أضاف» أن التساقطات المطرية لها علاقة بتربية الماشية و التحكم في أسعارها و كذا أسعار العلف». وأردف النحلي أن النقص في الأمطار كان له تأثير على أثمنة العلف الطبيعية «كالفصة و النخالة و الشعير» الذي امتد إلى غاية شهور مارس أبريل وماي بحيث عرفت الأراضي تساقطات ساعدت على انخفاض تدريجي لأثمنة العلف .أما بالنسبة لأنواع المواشي، فكل منطقة تتميز بنوع من الخرفان كمنطقة البروج مثلا المعروفة بنوع «الصردي» بالإضافة إلى نوع «الدماني» و «الجلولية» و «البركي» و «الصفراء» المعروفة في منطقة خريبكة. وفي جوابه عن الأمراض والأوبئة يقول أنه لا يوجد ولم يسجل أي نوع من الأمراض بفضل التلقيح الذي تقوم به اللجنة الوطنية المختصة بمعالجة المواشي وتفقدها، و ذلك بتخصيص برنامج تقوم به وزارة الفلاحة في كل مناطق المملكة كما أن بعض الفلاحين يلجؤون في حالات طارئة أو خاصة إلى الطبيب البيطري.كما أن اللجنة الوطنية المختصة تقوم بإحصاء الماشية مرتين سنويا، الدورة الأولى في شهر فبراير ومارس والدورة الثانية في أكتوبر و نونبر ، وذلك لمعرفة وضعها الصحي و عمرها و عدد الولادات والوفيات، فدراساتنا تقوم على أسس علمية ،لأنه من المستحيل أن نعطي أرقاما غير مقننة للاعتماد عليها في النتائج السنوية . و في نفس الإطار يقول إبراهيم حسني كساب بمنطقة الشاوية : «هناك أنواع مختلفة من المواشي كالبركي و السردي و الدمان، كما أن هناك اختلافا في الأثمنة من نوع لآخر، لكن الخروف من نوع الصردي هو الأغلى مقارنة بباقي الأنواع، أما الجودة فتختلف حسب نوعية العلف المقدم للماشية ،فالشعير ،الفصة والجلبانة تعطي ماشية لحمها جيد ذو جودة عالية، وهناك أنواع أخرى تتغذى على العلف المصنوع من المواد الكيميائية ولا تكون بنفس جودة الخرفان المعلفة طبيعيا. أما في صفوف الماعز فالنوع الذي يُربى في المناطق الجبلية يكون صحيا لأنه يتغذى على الأعشاب الطبيعية». و يضيف أن «الأثمنة ستكون مرتفعة مقارنة مع السنوات الثلاث الأخيرة نظرا لارتفاع أسعار العلف، فثمن قنطار من الشعير يبلغ 350 درهما و النخالة 300 درهم و الذرة 350 درهما للقنطار، أي أن جميع مواد العلف أثمانها مرتفعة». و يضيف إبراهيم حسني أن هناك فرقا بين البيع داخل الضيعات والبيع مباشرة من السوق، بالنسبة للأول تكون هناك ثقة مشتركة بين الكساب و الزبون الذي يأتي لنفس المكان في كل عيد أضحى ولسنوات طويلة، عكس السوق الذي يتغير فيه الباعة باستمرار. و يقول مصطفى المسكيني جزار بمدينة الدارالبيضاء و بائع للمواشي: «عند اقتراب عيد الأضحى نستعد لقطع مسافات بعيدة لشراء المواشي، و مع مرور السنوات التي أمضيناها في الجزارة، اكتسبنا خبرة تسمح لنا بالتفريق بين الخرفان الجيدة و المتوسطة، فنختار ما نريد و كذا عدد الرؤوس التي نريدها من عند الكساب، كما نقوم بتنزيل السعر لكي نحصل على هامش من الربح، فنحن نزور عدة مناطق معروفة بالكسيبة الجيدة كمناطق سطات و قيصر و البروج و الفقيه بن صالح لاختيار أجود أنواع الأكباش ، والنوع المفضل و المطلوب لدى أغلب الناس هو الصردي الذي يتراوح ثمنه بين ألفي درهم إلى حدود ستة آلاف درهم، كما يجب علينا كبائعين أن نتحلى بيقظة كبيرة لتفادي الأكباش المصابة بمرض ما أو التي تعاني من إعاقة بأحد الأطراف، لذلك فنحن نتوخى الحذر في اختيار الأضحية. هذا بالإضافة إلى الجهد الكبير و التعب الذي نعانيه في التنقل و تأمين المصروف وتغذية المواشي قبل حلول العيد، و كذا كراء المكان المناسب لبيع الماشية ،و كذلك الأشخاص الذين يساعدوننا والذين نتركهم مكاننا عندما نتغيب، فهذه كلها مصاريف نحاول تعويضها بالربح عند إعادة بيع تلك الأضاحي» . و في الختام أكدت الوزارة أنها ستتابع عملية تموين الأسواق للوقوف على أسعار الماشية في الأسواق القروية و المحلات التجارية الكبرى ونقط البيع الأساسية في المدن. صحافية متدربة