بعد الصمت المطبق من طرف الجهات المسؤولة للنظر في ملفهم المطلبي المصادر منذ سنوات, وبعد تأزيم وضعهم الاجتماعي والصحي, قرر عمال مفاحم جرادة ضحايا مرض السيليكوز, تنظيم مسيرة سلمية ,الاثنيم 22 غشت من مدينة جرادة إلى الرباط قصد طرح ملفهم المطلبي. عند وصولهم إلى مدينة العيون الشرقية نظموا وقفة من اجل طرح ملفهم أمام ساكنة العيون التي أعلنت مساندتها وتضامنها معهم, ثم استمرت المسيرة في اتجاه تاوريرت, لكن بعد 10 كلم تفاجأ المحتجون بالسلطة المحلية والدرك والشرطة التابع لمدينة العيون تحاصرهم في محاولة لمنعهم من مواصلة المسيرة. إصرار مرض السيليكوز على مواصلة المسيرة,جعلهم يقضون ليلة حالكة داخل غابة محاذية للطريق الوطنية الرابطة بين العيون وتاوريرت 25 كلم عن مدينة توريرت. وهناك تعرضوا لحصار ممنهج من طرف القوات المساعدة والدرك والسلطة المحلية لتوريرت ولعيون. تعرضوا فيها للضرب والتعنيف أصيب فيها العديد من المرضى رغم كبر سنهم ومرضهم برضوض وجروح . أمام هذا الوضع ,تدخلت قوات الامن لفك المسيرة وإعطاء وعود للمحتجين بلقاء والي الجهة الشرقية , لكن وعود المسؤولين بالجهة وكالعادة نكثت, وأوكل مهمة اللقاء بهم لمسؤول ما, وهو ما رفضه المرضى المحتجون, لعلمهم بهذا الأسلوب الذي سئموه, وهو التهرب من ايجاد حل فعلي لهم, فقرروا العودة لمواصلة الاعتصام والتصميم لمسيرة سلمية أخرى في اتجاه السلطات المركزية من اجل إيجاد حل شامل وملموس لقضية عمال أفنوا حياتهم في المفاحم خدمة للبلاد ولم يجنوا منها الا المرض الذي أقعدهم دون القدرة على العلاج. ويبقى السؤال مطروحا دائما, لماذا يتهرب المسؤولون من مواجهة ملف عمال مفاحم جرادة المرضى بالسيليكوز ,ويتحاشون طرحه والبحث عن حلول لهذ الفئة من الشعب ,هل الملف أكبر من اختصاصاتهم ,أم مجرد تجاهل منهم...أم هناك في الاكمة ما يخفيها ..ويبقى السؤال معلقا حتى اشعار آخر.