أضحى حضور تكتلات بشرية لأشخاص من دول جنوب الصحراء على مستوى عدد من الملتقيات الطرقية وعند الإشارات الضوئية بتراب عمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان، أمرا لافتا للانتباه خلال الآونة الأخيرة، على اعتبار أن هذا المشهد لم يكن يوما مألوفا بتراب هذه المنطقة التي كانت في منأى عن هذه الممارسات، خلافا لمحاور طرقية أخرى على مستوى النفوذ الترابي لعين الشق بتراب المستقبل، أو عند مدارة «عزبان»، مما جعل سكان المنطقة يتساءلون عن سر فسح المجال لهذا «الاجتياح» الذي ترافقه مجموعة من السلوكيات التي تطرح أكثر من علامة استفهام؟ ملتقيات ومحاور طرقية لا تحتضن متسولا واحد أو اثنين، بل جماعات من الجنسين ذكورا وإناثا، كما هو الحال عند تقاطع زنقة إفني وطريق أولاد زيان، على مستوى حي لاجيروند، أو عند تقاطع زنقة لاكروى بطريق أولاد زيان، هذه النقطة التي بات المرور منها مستعصيا بالنظر إلى كثافة الإنزال الذي تعتمده هذه الفئة والتي تفرض طقوسها على الشارع وعلى إحدى الفضاءات الخضراء، رغم فقر مساحتها، التي تحولت إلى ما يشبه المخيم، فضلا عن شارع أبي شعيب الدكالي ومناطق أخرى بنفس العمالة، وهي المشاهد التي باتت تتكرر يوما عن يوم، مما يوحي بأن القائمين على أمر المنطقة، على مستوى السلطة والأمن، هم أمام حالة من اثنتين، إما أنهم غائبون غير معنيين بما يقع في المنطقة، أو أنهم فسحوا المجال ورخصوا لهذا النوع من الممارسات وأجازوا التسول لمواطني هذه المناطق على حساب متسولينا، الذين منهم من تعرض للاعتداء، حتى يخلو المكان ويصبح «محمية» خاصة بهذه الفئة الوافدة!